تحميل ملف الكتاب (انقر الرابط بالزر الأيمن للفأرة واختر "حفظ الهدف باسم" أو "Save Target As")
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا
محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد أطلعني الأخ الشيخ سليمان بن صالح
الخراشي على ما كتبه الدكتور صلاح الدين بن أحمد بن سعيد الإدلبي، في
"الوقفة الثامنة والثلاثين" (ص248-251)، من كتابه "عقائد الأشاعره" (ط1،
عام 1433هـ، عن دار الفتح بالأردن)، في طعنه في الإمام أبي عبدالله ابن بطة
(ت387هـ) رضي الله عنه، ورده على الشيخ سليمان، ما استدل به من كلامي في
كتابي "قمع الدجاجلة" في الذب عنه.
وهذِه عادة مَعْروفة، وسُنَّة مَعْلومة،
أَنْ يطعنَ الأشقياء، في الأئمَّة الأتقياء، وينالُ الأطراف، مِن السَّادة
الأشراف، لكنَّها حِكْمةٌ مِن رَبِّ العالمين عظيمة، ورحمة مِنْ لَدُنْهُ
كريمة، أَنْ يُبْقي لهم مِن الأجور، ما يسير معهم مَسِيرَ الأيَّام
والعصور، يُؤْذَونَ في سبيلِه، ويُنالُ منهم لنُصْرةِ دينه، ألا ترى أَنَّ
أعظمَ الصَّحابةِ رضي الله عنهم جميعًا، هم أعظمُ المُنَالِ مِن أعراضِهم،
مِن ذَوِي الكُفْرِ والزَّندقةِ والنِّفاق، وأَنَّهُ بعُلُوِّ قدر
المؤمنين، يكون عَدَاءُ المُلْحدين والفاسقين والمُبْطلين .