تحميل ملف الكتاب (انقر الرابط بالزر الأيمن للفأرة واختر "حفظ الهدف باسم" أو "Save Target As")
هذه الرسالة في بيان فضل القرآن ومنزلته
وعظم مكانته في الإسلام، وبيان كونه مصدر من مصادر التشريع بفهم السلف
الصالح، بدون إلحاد فيه، أو تأويل بغير علم، واعتمد الكاتب في ذلك على
الآيات، وما وردَ في أحاديث الثقات، ومسترشدًا بكلام أئمة الدين، وأصحاب
المذاهب المتبوعين، مع الإعراض عن شبهات المتكلِّمين، وقضايا المتفلسفين.
ومدار تلك الدراسة على محورين:الأول: في إثباتِ أَنَّ القرآنَ كلامُ الله عز وجل، غيرُ مخلوقٍ، وأَنَّ كلامَهُ
صفةٌ مِنْ صفاتِ ذاتِه سبحانه وتعالى، قائمةٌ به، لم يزل سبحانه وتعالى
متكلِّمًا، قبل وبعد نزول القرآن.
والمحور الثاني: في بيان بعض اللوازم الواجبة تجاه كلام الله جلَّ شأْنه.
وقد بين الكاتب تنزيه القرآن عن مشابهة
كلام المخلوقين، وتنزيه كلامه عن الإلحاد والنقد اللغوي، مع بيان وجوب
العمل بأحكامه جملة وتفصيلًا لكل مسلم، وأن هذا من لوازم الإسلام، ومن أنكر
منه آية فقد بطل إسلامه وإيمانه، وبيان أَنَّ الطعنَ في القرآن أو تناوله
بالسَّبِّ والقدح؛ يعني الطعن في قائله المتكلِّم به وهو الله سبحانه
وتعالى، سواءٌ كان ذلك بالسَّبِّ الصريح أو عن طريق الغَمْز واللَّمْزِ
لمقام القرآن أو بعض آياته بوجهٍ من الوجوه، وسواءٌ صَدَرَ ذلك مِنْ
قائِلِهِ تَعَمُّدًا، أو على سبيل الجهلِ وعدم المعرفة، وبيان أَنَّ
الجِدَّ والهزلَ في ذلكَ سواءٌ لا فَرْقَ بينهما.
وذكر الكاتب طرفًا من فتنة المعتزلة في
القول بخلق القرآن، ورأي أهل السنة في هذه المسألة، وذكر الأدلة من الكتاب
والسنة والآثار الواردة عن الصحابة والتابعين الدالة على أن القرآن كلام
الله غير مخلوق، وأورد الكثير من الشواهد في بيان صحيح العقيدة في مسألة
الإيمان بالقرآن ولوازم ذلك.
يقول الكاتب في ختام رسالته:" يجب على أولياء الأمور في الديار
الإسلامية القيام بواجبهم في الدفاع عن القرآن المقدس خاصةً، وعن الشريعة
الإسلامية عامةً، ومَن حَفِظَ الدين حُفِظَ مُلْكُه، واتَّصل حُكْمُه، ومَن
خذلَ الدين خُذِل، وانتكس؛ فلا دينًا حَفِظَ ولا مُلْكًا أَبْقَى، ومَن
نَصَرَ الله نُصِر، ومَنْ راعَى رُوعِيَ، وبالكيل الذي نكيل يُكال لنا،
والجزاء مِن جنس العمل".