نظرات في واقع المسلمين (
ظلم المرأة نفسها (2)
فهمها الخاطئ للحرية
كنا تناولنا مجموعة من الخطب تتعلق بموضوع فشو الظلم في المجتمعات الإسلامية، ضمن "سلسلة نظرات في مواقع المسلمين"، حيث وقفنا في الجزء السابع من هذه السلسلة على ظلم المرأة نفسها، باعتقادها أن الإسلام لم يوفها حقها، فبينا وضعية المرأة عبر التاريخ، وكيف كانت مزدراة الشخصية، وضيعة القيمة، مسلوبة الكرامة، لا اعتبار لها ولا تقدير، حتى جاء الإسلام، فرفع من شأنها، وحدد لها واجباتها، وضمن لها حقوقها، بما لم يعرف في دين آخر، أو حضارة أخرى.
ونريد أن نتحدث اليوم - إن شاء الله تعالى - عن ظلم المرأة نفسها بفهمها الخاطئ لمفهوم "الحرية"، واعتقادها أن المرأة الغربية نموذج للحرية المنشودة، ومثال للمساواة المطلوبة.
إن من خبر حقيقة المرأة الغربية اليوم، يتبدى له أنها تعيش من ألوان التعاسة، وصنوف العبودية، ما تخجل له كل امرأة شريفة عفيفة، لقد أخرجوها من بيتها، وفرضوا عليها أن تعمل مثل الرجل، وجعلوها سلعة رخيصة معروضة في الشوارع، وعلى واجهات الشركات، والمصانع، صورها العارية الفاضحة منتشرة في كل مكان، دعايةً للسلع، وترويجا للمنتوجات، التي تعتمد 60% منها في التوزيع على جسد المرأة.
لقد أصبحت المرأة عندهم دمية جنسية يعبث بها الكبار والصغار، سخرها الرجل لتخدم رغباته وشهواته خارج إطار الزوجية الشرعي، فماذا كانت نتيجة هذه الإباحية؟:
• في أمريكا يغتصب يومياً 1900 فتاة، ونسبة الطلاق هناك 60%، ومليونُ امرأة - تقريباً - يعملن في البغاء خلال الفترة من 1980م إلى 1990م، وحوداث العنف الزوجي منتشرة بين 50 إلى 60% من العلاقات الزوجية، و تبين أن 52% من السكان يقولون: إنه ليست هناك أسباب تدعو المرء إلى الزواج، وأن 31% من الرجال والنساء المتزوجين، يقيمون علاقاتٍ جنسيةً غيرَ شرعية، و78% من الأزواج هناك يعتقدون أنهم يخونون بعضهم، وأن 40% من النساء المتزوجات، لهن أكثر من علاقة جنسية، وترتفع هذه النسبة عند الرجال إلى 68%، و74% من النساء العجائز فقيرات، 85% منهن يعشن وحيدات دون أي معين أو مساعدة.
• وفي بريطانيا 170 شابة تحمل سفاحاً كل أسبوع.
• وفي إسبانيا سجلت الشرطة أكثر من 500 ألف بلاغ اعتداء جسدي على المرأة في عام واحد.
• وفي فرنسا لم يعد عمر الزواج يتجاوز 6 سنوات.
• وفي ألمانيا ينفَقُ سنوياً 100 مليون مارك في مختلف الميادين للتشجيع على الإنجاب وتربية الأطفال، وتعطى مكافأة مهمة تقارب 2000 درهم عن كل مولود جديد.
• في أروبا - بصفة عامة - سجل هبوط نسبة الزواج في حقبة 'الثورة الجنسية' بمعدل 40 %، وارتفاع نسبة الطلاق إلى زهاء 45 % في الوقت الحاضر، ونتج عنه ارتفاع نسبة الأطفال الذين لا يعيشون في نطاق "الأسرة" إلى أكثر من الثلث، وارتفاع نسبة الأطفال "غير الشرعيين" إلى أكثر من الثلث - أيضا -.
• كيف يَبهرنا مجتمعٌ عددُ الفتيات المراهقات فيه، اللواتي تنجبن يوميًا، يصل إلى أربعين ألفًا، و60% من المواليد الجدد في السويد، هم أبناء زنا، لا يرتبط آباؤهم وأمهاتُهم بعلاقة زواج.
• كيف ننبهر ونحن نسمع بأن من بين 15 مليون حالة إجهاض في العالم، هناك 4 ملايين حالة في الهند، 90 % منهم يتم إجهاضها بعد التأكد من أن الجنين أنثى.
ألا يذكرنا هذا بما قصه القرآن الكريم علينا من وأد البنات عند الجاهليين؟، لكنه وأد بطريقة عصرية، وإن شئنا بطريقة حقوقية.
أهذه هي حرية المرأة الغربية التي تنشدها - ظلما وجهلا - كثير من فتياتنا ونسائنا؟
ما كفاكم في الغرب مليونُ طفلٍ
أنتجتهم خطيئة الدخلاء
ما كفاكم مليار أنثى تنادي
أنقذونا من وطأة الفحشاء
يتحدث الدكتور "سيمونس مور" عن وضع المرأة في الغرب، فيقول: "تؤكِّد آخر الإحصائيات عن أحوال المرأة في العالم الغربي أنها تعيش أتعس فترات حياتها المعنوية، على الرغم من البهرجة المحاطة بحياة المرأة الغربية، التي يعتقد البعض أنها نالت حريتها".
ويقول الكاتب الأمريكي "هنري ماكوو": "تحرير المرأة خدعة من خدع النظام العالمي الجديد، خدعة قاسية، أغوت النساء الأمريكيات، وضربت الحضارة الغربية.. ودمرت الملايين".
شَقِيَتْ نساءُ الغرب
فهي تئن يائسةً ذليلَةْ
لو ترقُبين ضميرها
لسمعتِ في ألم عويلَهْ
وعلمتِ زيف الواقع
المحموم والقيمِ الهزيلةْ
إن ما نشهده اليوم من تفسخ أخلاقي تعيشه المرأة الغربية، هو نتيجة لصيحة عالمية، تريد من المرأة المسلمة أن تكون مثل الغربية سفورا، ومجونا، وتهتكا.
• تقول المادة 19 مما يسمى بالإعلان العلمي لحقوق الإنسان: "لكل شخص الحق في حرية الرأي التعبير"، والله تعالى يقول: ﴿ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ﴾.
• وتقول المادة 18: "لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته"، ورب السماوات يقول: ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾. وفي الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين" متفق عليه.
فكيف نرضى بنشر الرذيلة بين الناس، والتمكين للفاحشة في المجتمعات الإسلامية، والله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
لا تخدعنَّكِ دعوة
هي بين أظهرنا دخيلةْ
شرف الفتاة وحسنُها
أنْ لاَ تميل مع الرذيلةْ
فتستري بين الورى
بجلال حُلَّتِكِ النبيلةْ
الخطبة الثانية
اعلمي أيتها الأخت المسلمة، يا سيدة العفاف، وحاملة لواءِ الطهارة، أن حرية المرأة خدعة يهودية ماكرة، وكِذبة صهيونية سافرة، يرومون من ورائها إفساد الطاهرات العفيفات، وزيغَ المؤمنات الغافلات. فاستمعي إلى أقاويلهم من مصدرها، وتعرفي نواياهم من منبعها.
• يقول أحدهم: "إن مكسَبنا في الشرق، لا يمكن أن يتحقق إلا إذا خَلعت الفتاة المسلمة حجابها، فإذا خلعت الفتاة المسلمة حجابها كسبنا القضية، واستطعنا أن نستولي على الشرق".
وجاء في بروتوكلات حكماء صهيون: "علينا أن نكسب المرأة، ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية".
ويقول أحد قادة الماسونية: "كأس وغانية، يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع ودبابة، فأغرقوها في حب المادة والشهوات".
ولقد بلغت المرأة اليهودية من شناعة الفساد، ما رغبت أن تنقله إلى العالم كله، كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حين قال: "فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" مسلم، ومن باب قوله تعالى: ﴿ ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ﴾.
ولم يتورع حاخاماتهم أن يفتوا النساء اليهوديات، ويشجعوهن على أن ينشرن الانحلال والرذيلة. يقول الحاخام "ريتشورون": " شعبنا محافظ مؤمن، ولكن علينا أن نشجع الانحلال في المجتمعات غير اليهودية، فَيَعُمَّ الكفر والفساد، وتضعفَ الروابط المتينة، التي تعتبر أهم مقومات الشعوب، فيسهلَ علينا السيطرة عليها، وتوجيهُها كيفما نريد".
وتقول مقرراتهم السرية: "ليس من بأس أن نضحي بالفتيات في سبيل الوطن القومي.. إن توظيف اليهوديات الجميلات، سيكون واجبا قوميا لصالح إسرائيل، خاصة في حروبها القادمة ضد العرب".
وكان من مكرهم أن قذفوا بأزيد من ألف فتاة يهودية مصابة بجرثومة السيدا/الإيدز إلى مصر، لنشر هذا المرض الخطير بين شباب المسلمين، وتم إقناعهن بأنهن يقمن بعمل "قومي نبيل"، وأنها مهمة مقدسة، وضرورةٌ لا بد منها لسحق العرب نهائياً.
فهل عرفتِ الآن أيتها المرأة المسلمة مقدار ما يكيده لك الصهاينة؟ وكيف يجعلون من شعار الحرية إباحية مطلقة، لا تؤمن بغيب، ولا تحترم مقدسا، ولا تحفظ شرفا، ولا تصون عرضا. ﴿ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾.
ما كان ربكِ جائراً في شرعه
فاستمسكي بعراه حتى تسلمي
ودعي هراء القائلين سفاهةً
إن التقدم في السفور الأعجمِ
إن الذين تبرأوا عن دينهم
فهمُ يبيعون العفاف بدرهمِ