السؤالتعرفتُ
على امرأةٍ أجنبيَّة عن طريق الإنترنت، كانتْ على عَلاقةٍ عاطفيةٍ بأخي،
ولكنه ترَكها؛ لأنها أرتْه نفسها وهي عارية! وبعد أن عرفتُ ذلك قررتُ أن
أغيِّر حياة هذه المرأة إلى الأفضل، وبالفعل وعدتْني أنها لن تُظهِر جسمها
لأيِّ رجلٍ بعد ذلك، وكنتُ في داخل نفسي أُحاول أن أهديها إلى الإسلام،
وامتدَّتْ هذه العَلاقةُ لأشهُر، وكنتُ أتحدَّث معها عنْ طريق الإنترنت
والهاتف.عرفتُ بعد ذلك أنها ما زالتْ تُمارس الجنس عن طريق الإنترنت، وقد سافرتْ إلى دولة من الدول لممارسة الجنس مع أحد الأشخاص!أخبرتني
هذه المرأة أنها تُريد الزواج، وأنها مُستعدة أن تُغيِّر ديانتها مِن أجل
الهداية والالتِزام، فكيف أُساعدها لتتوبَ؟ وهل ترون أن أستمرَّ في علاقتي
بها؟ أو أقطع علاقتي بها؟ وجزاكم الله خيرًا. الجوابالحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:فالإنسانُ منَّا مولعٌ بالوهم،
ومن أعجب ما ترى أن أكثر الخلق قُوى نفوسِهم مطيعةٌ للأوهام الكاذبة، مع
علْمِهم بكذبها! وأكثرُ إقدام الخلق وإحجامِهم بسبب هذه الأوْهام؛ لأنه
عظيمُ الاستِيلاء على النفس؛ وهذا هو سببُ نفورِ طبْع الإنسان عن المبيت في
بيتٍ فيه ميت؛ لتوهُّمه في كلِّ ساعةٍ حركةَ الميت، ونطقه، مع قطعه بأنه
لا يتحركُ، ولا ينطق، وهو طبعٌ يستحيل الانفكاكُ عنه، وكذلك نُفرةُ نفسِ من
نهشتْه حيةٌ عن الحبلِ المبرقش اللون؛ لوُجود الأذى مقرونًا بهذه الصورة!
فتَوَهَّمَ أن هذه الصورةَ مقرونةٌ بالأذى، والعكسُ - أيضًا - في الأمور
الملتذَّة، فالمرأةُ الأجنبيةُ يَقترِنُ ذكرُها عند الكثير بالصورةِ
الجميلةِ، فيتوهَّم أن هذه الصورةَ مقرونةٌ بالمتعة، ولمَّا خُلِقَتْ قُوى
النفس مطيعةً للأوهام، فيميل القلبُ إليها، وإلى الحديث معها، وهكذا،
فالمقرونُ باللذيذِ لذيذٌ، بل الإنسانُ إذا جالس من عَشِقه في مكان، فإذا
انتهى إليه أحسَّ في نفسه تفرقةً بين ذلك المكانِ وغيرِه؛ ولذلك قال
الشاعر:
أَمُرُّ عَلَى الدِّيَارِ دِيَارِ لَيْلَى أُقَبِّل ذَا الجِدَارَ وَذَا الجِدَارَا
وَمَا تِلْكَ الدِّيَارُ شَغَفْنَ قَلْبِي وَلَكِنْ حُبُّ مَن سَكَنَ الدِّيَارَا
|
ولعلك - أخي الكريم - أدركتَ ما
أرمي إليه من تلك المقدِّمة اللازمة؛ لكي تتحرر مِن وهم العلاقات
النسائيَّة، ومِن وهم نكاح الأجنبيَّات، سواءٌ لك، أو لغيرك، وما ذكرتَه من
طريقة تعرُّفك على تلك الفتاة وعَلاقتها بأخيك، ثم ما ذُكِرَ لك من وقوعها
في الزِّنا - كافٍ للبُعد عنها، والنفرة منها؛ فلا يليق بمسلمٍ صاحبِ
خُلُقٍ أن يتكلمَ مع أمثال من ذكرتَ، أو مع غيرها، ولا شأنَ لك بزواجها؛
حتى لا تُشارِك في توريط غيرك بها؛ كما قيل:
إِذَا كَانَ الطِّبَاعُ طِبَاعَ سوءٍ فَلا أَدَبٌ يُفِيدُ وَلا أَدِيبُ
|
وتذكر أنَّ من شرط نكاح الكتابياتِ - إن كانتْ كتابيةً - العفة عن الزِّنا؛ لقوله - تعالى -: ﴿
الْيَوْمَ
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ
حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ
المُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن
قَبْلِكُمْ ﴾[المائدة: 5].
والمُحْصَنةُ: أي الحُرَّة العفيفةُ، الَّتِي لم يُدَنَّس عِرْضُها، وغيْر العفيفةِ لا
يَحلُّ نِكاحُها، وأنت لا تستطيع أن تجزمَ بتوبتها، وأمَّا أمرُ الهداية
ودعوتها للإسلام، فأرسل لها روابط بعض المواقع تهتم بدعوة غير المسلمين،
وانج سعد فقد قتل سعيد.