السؤالأحب بدايةً أن أشكر جهدكم في هذه الشبكة الرائعة، وأرجو مِنَ الله - تعالى - لكم القبول والسداد.أختي
التي تَصغُرني سلوكُها منحرفٌ جدًّا؛ فقد عرفتُ أنها على عَلاقة بشباب عبر
الهاتف والإنترنت، وأقرَّتْ بذلك، وأظهرتْ أنها ندمتْ ولن تعودَ، إلا أنها
كذبتْ عليَّ مراتٍ ومراتٍ، وعرفتُ أنها على عَلاقةٍ بشابٍّ يصغرها، فقلتُ
لها: اجعليه يتقدَّم لخِطبتكِ، فردَّ عليها بأنه يَصغُرها، ولا يستطيع
الآن، فصُدِمتْ كثيرًا، لكنها ما زالتْ على عَلاقاتٍ بشبابٍ آخرين، وكذلك
تدخل على المواقع الإباحيَّة، ولم أُرِدْ أن أُخبِرَ والديَّ بذلك، ولن
أخبرهما بالتأكيد، ولا أثق فيها! تعبتُ منها ومِن تصرُّفاتها، فماذا أفعل؟ هل أخبر والديَّ إذا اكتشفتُ أنها عادتْ لهذا؟ الجوابأختي الكريمة، تحية طيبة، نشكر لكِ ثقتك ونعتزُّ بها، وبعدُ:فأُحَيِّي فيكِ - أختي - غيرتَكِ على أختكِ وخوفكِ عليها. أُختي الكريمة، مشكلة أختكِ تتكون مِن عدة مشكلات؛ نذكرها على التوالي:
1- الاختلاط بين الإناث والذكور في المعاهد والجامعات، أو عبر الإنترنت، وهم في سنٍّ حرجةٍ، في سنِّ المراهقة والبعيد عن المراقَبة.
2- ابتعاد الأهل عن مراقبة أبنائهم وبناتهم، وهُم في مِثْل هذه السنِّ،
وأَخُصُّ بالذِّكر الأم، وهي المسؤولة عن سُلُوكيات بناتها بالدرجة الأولى،
فعليها رعايتهن حقَّ الرعاية، والتزامها لا يقتصر على تأدية فرائض الصلاة،
وصوم رمضان فقط، بل يتصل بما لا يقل أهميَّة عنهما، وهو المحافَظة على
تنشئة أبنائها وبناتها تنشئةً دينيَّةً صحيحة كاملة، وأن تزرعَ فيهم مخافة
الله - تعالى - ومُراقبته لهم، وتكون الرفيقة والصديقة لابنتها والرقيبة
عليها، وتعرف عنها كلَّ شيء، إنْ في البيت، أو في الشارع، أو في الجامعة،
ولا تبخَل عليها بالنصيحة؛ فالأمُّ خيرُ مدرسة لأولادها.
الأمُّ مَدْرَسَةٌ إذا أَعْدَدْتَها أَعْدَدْتَ شَعْبًا طيِّبَ الأَعْرَاقِ
|
3- تستُّر الأخوات والإخوة على بعضهم البعض، وقد ينصِّبون مِن أنفسهم أوصياء
على إخوتهم أو أخواتهم في بعض الأحيان، ويمدُّونهم بنصائح وإرشادات، وهم
يظنون أنهم بتستُّرهم هذا يساعدون، ولكنهم في الحقيقة يزيدون المشكلة
تعقيدًا!
أمَّا بالنسبة لمشكلة أختكِ،
فمَرَدُّها أنها مثلُ كثيراتٍ غيرها مِنَ البنات المراهقات اللواتي
يتعجَّلن في البحث عنْ زوج المستقبل، وقد وجدت الطريق سالكًا لها، وذلك من
خلال اختلاطها بشباب عَبْر الإنترنت، وبغياب المراقِب عنها المرافق لها،
فدخلتْ في تجرِبة فاشلةٍ؛ مما أصابها بشرخٍ وإهانةٍ في كبريائها كأُنثى،
فمضتْ لا تُصغِي لنصيحتكِ، ولا لنصيحةِ غيركِ، وأَخذتْ تبحث عن تجرِبة
ثانيةٍ؛ ربَّما تستردُّ بها كرامتها التي فقدتْها عندما تخلَّى عنها ذاك
الشابُّ الذي يَصغُرها سِنًّا، والتي كانتْ قد عقدتْ عليه أَملها، وأرجو
ألَّا تكون انزلقتْ أو تورطتْ في شيءٍ.
فالمستحسنُ إيجادُ الحلِّ
المُلائم وبسرعةٍ؛ فأنتم في سباقٍ مع الزمن، ولتسهيل طريقة التعامل مع هذه
المعضِلة؛ أدوِّن لكِ بعضَ النقاط؛ لعل الله ينفع بها:
• بعد
الاستعانة بالله، عليكِ أن تستعيني بوالديكِ؛ كي يضغَطَا عليها، وينصحاها،
ويذكِّراها بخطورة ما تفعله، وما قد تُجَرُّ إليه مِنْ خِزْيٍ في الآخرة،
وعارٍ في الدنيا، وأن توضعَ تحت رعاية ومراقبة أمِّها ومراقبتكِ، فلا تخرج
من البيت وحدها، ولا تُتْرَك في البيت بمفردِها، وأن يُشاركها أحدٌ
غرفتَها؛ لتصلوا بها إلى برِّ الأمان.
• منع الإنترنت عنها والهاتف، وكل وسيلةٍ يمكن استخدامها لتتواصَل مع الشباب!
• التعرُّف على رفيقاتها، وإبعادها عنْ رفقة السوء بشتى الوسائل.
• الفراغ أكبر مُدَمِّر للمرء، وهو مُساعدٌ أول للشيطان، فحاولي - أختي - أن
تكون لكما عَلاقة بإحدى المدارس النسائيَّة؛ كتحفيظ القرآن، وغير ذلك من
النشاطات المفيدةِ، والتي ربما وفَّرتْ لها جوًّا يجعلها أكثر صلةً بالله -
عز وجل - ومن خلالها إيجاد صحبة صالحة لها.
• عليكِ باللجوء إلى الله - عز وجل - بالدعاء والتضرُّع، بأن يُصلِح الله حالها، ويلهمها رشدَها، ويوفقها لكلِّ خيرٍ.
وفي الختام أسأل الله العلي العظيم أن يُصلِح بناتنا وبنات المسلمين، ويلهمنا الرشد والسداد في القول والعمل، والله الموفق.