السؤالالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا
متزوِّجة، وأحب زوجي، وهو كذلك يحبني، يحب المزاح كثيرًا لدرجة أنه يجرح
الآخرين، دون أن يهتمَّ بمَشاعرهم، وأنا عكسه تمامًا، ينتقد جسدي دائمًا،
ويسمعني كلمات جارحةً، فلا أستطيع أن أتحكَّمَ في مشاعري؛ فأبكي أمامه،
فيحزن ويعتذر، ثُم يبرِّر أنَّ كلامَه لا يستحق الحُزن ولا البُكاء. أريد أن أضعَ له حدًّا، دون أن يُؤثرَ على عَلاقتي به؛ لأني تعبتُ، وكرهتُ نفسي، وفقدتُ ثقتي في نفسي. الجوابأختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أهلًا بكِ ، وأسأل الله لكِ السداد.اعلمي أنَّ كلًّا مِن الزوجَيْن نشأ في بيئةٍ مختلفةٍ عن الأخرى، وتربَّى وَفق نمط معينٍ، ومنها تكوَّنتْ شخصيتُه، وبدتْ تصرُّفاتُه.
شخصيةُ زوجكِ كثيرةُ المرَح
والدعابة، وهذا شيءٌ إيجابيٌّ ما دام أنه في حُدود الاحتِرام وعدم الإيذاء،
لكن حين يتحوَّل الأمرُ إلى إيذاءٍ ومضايقةٍ؛ فمِن المفترضِ أن تُصارحيه
في لحظاتِ الهُدوء.
أخبريه أنكِ مُعجبة بشخصيتِه،
وأنكِ محظوظة به، لكنكِ تتضايقين - وبشدَّةٍ - من المزاح الساخِر، واطلبي
منه عدم ممازحتكِ بشكلٍ محْرجٍ وجارحٍ؛ لأنَّ المزاحَ هدَفه الدعابة،
والترويح عن النفس، وعند السُّخرية يتحوَّل ويتغيَّر مقْصدُه إلى موضوع
جادٍّ، ومشكلة حقيقيةٍ.
اسأليه حين يُمازحكِ ساخرًا: هل تجدني فعلًا كذلك؟ هل تريد مني كذا؟
وحاولي أن تكوني كما يحبُّ
ويرغب، وفي المقابل عليكِ أن تخفِّفي مِن حساسيتكِ، وأن تتفهَّمي طبيعة
الاختِلاف بينكِ وبين زوجكِ، وأن تكفِّي عن الاسترسال في تفسير مِزاحه،
وماذا يقصد مِن ورائه؟
والله وليُّ التوفيق