السؤالبسم الله الرحمن الرحيم، والصلاةُ والسلامُ على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعدُ:فقد
أرسلتُ إليكم مِن قبلُ، والحمدُ لله استفدتُ مِن إجابتكم، فقد كنتُ في
إثمٍ كبيرٍ، وذنبٍ عظيمٍ، وزلةٍ كبرى، وقد رماني إبليس بسهمِه، ووقعتُ في
شِراكِه أيما وقوع، ولقد تُبتُ في رمضان وبعده قليلًا، وما هي إلا أيام حتى
علمتْ زوجتي بأني أُتابع الأفلام الجنسية سرًّا ولم أتبْ بعدُ! ولم أنقطعْ
إلا في شهر رمضان، ولما علمتْ بذلك الأمر قامتْ بنصحي، وندمتُ، ووقعتْ
نصيحتُها في قلبي، ولم يطلْ ذلك النُّصح العظيم حتى قمتُ بنقض الغزل الذي
نسجتْه الأيام.أعلم أنكم ستقولون لي: إنك تستطيع البُعد عن ذلك، وإنه لن يُساعدك إلا نفسك؛ فالحلُّ هو الموت لأنه أهونُ مِن هذا الذي أنا فيه!واللهِ لقد تمنَّيت أن تأتوا إليَّ، وتتابعوا قضيتي، وتتابعوني ولو عن بُعدٍ!أنا
أريد منكم المتابَعة حتى الإصلاح أو الموت، المشكلةُ أني لا أشعر أنَّ بي
مُصابًا، بل أمضي قُدمًا، ولا أُبالي، ولا أشعر إلا بالزِّيادة والشَّرَهِ
الجنسيِّ، وقد فكَّرتُ في أن أتزوَّجَ ثانيةً لأجْل التعويض عن هذا الأمر! أفيدوني نفَع الله بكم. الجوابأيها الأخ الفاضل، السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.حيَّاك الله وبيَّاك في هذه الشبكة المباركة.تذكَّرتُ وأنا أقرأ سُؤالك
الحديثَ النبوي الشريف، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أذنبَ رجلٌ ذنبًا، فقال: أي رب،
أذنبتُ ذنبًا فاغفرْه لي، قال ربكم: عَلِم عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب
ويأخذ به، قد غفرتُ لعبدي، قال: ثم لبث ما شاء الله، ثم أذْنَب ذنبًا آخر،
فقال: أي رب، أذنبتُ ذنبًا آخر فاغفرْه لي، قال ربكم: عَلِم عبدي أنَّ له
ربًّا يغفر الذَّنب ويأخذ به، قد غفرتُ لعبدي، قال: ثم لبث ما شاء الله
فأذنب ذنبًا، فقال: أي رب، أذنبتُ ذنبًا فاغفرْه لي، قال ربكم: عَلِم عبدي
أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرتُ لعبدي فليعمل ما شاء))؛ متفق
عليه.
لذا أقول لك: جدِّد توبتَك في كلِّ مرة، ولا تَيْئَس مِن التوبة، وودَّ الشيطانُ لو ظفر منك بهذه، وقنَّطك مِن مغفرة العزيز الرحيم.
وحاولْ أن تقطعَ أصل الداء، أَلَا وهو وقت الفراغ؛ فالمشغولُ لن يبحثَ عن مثْلِ هذه الأمور.
أما الزواجُ مِن ثانيةٍ، فلن يكونَ حلًّا بذاته، إلَّا إذا استوفيتَ ما قبله مما ذكر في الإجابة الأولى.
فاسعَ وجاهدْ نفسَك، وتذكَّر النعيمَ الذي أعدَّه الله للمتقين، واقرأ في الرقائق؛ لكي يرقَّ قلبُك، وتسموَ نفسُك.
ودُمتَ في حفْظِ الله ورعايته