قال الله تعالى: ﴿
فَلْيَنظُرِ
الإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ
الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ. إِنّهُ عَلَىَ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ. يَوْمَ
تُبْلَىَ السّرَآئِرُ. فَمَا لَهُ مِن قُوّةٍ وَلاَ نَاصرٍ﴾ سورة الطارق (5-10)
الحقيقة العلمية: السائل المنوي أشبه ما يكون بماء عديد النطف ولا يقوم بتخصيب البويضة
مجهريا إلا حيوان منوي واحد يماثل في عالم المرئيات بالعين المجردة نطفة
(قطرة) من ماء, وتجتمع الأصول الخلوية للخصية في الذكر أو المبيض في الأنثى
في ظهر الأبوين خلال نشأتهما الجنينية في عضو تناسل مشترك Gonad ثم يخرج
كل منهما من منطقة بين بدايات العمود الفقري (الصلب) وبدايات الضلوع
(الترائب) ليهاجر المبيض إلى الحوض بجانب الرحم وتهاجر الخصية إلى كيس
الصفن حيث الحرارة أقل وإلا فشلت عند البلوغ في إنتاج الحيوانات المنوية.
وجه الإعجاز: في قوله تعالى: ﴿
فَلْيَنظُرِ
الإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ
الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ. إِنّهُ عَلَىَ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ. يَوْمَ
تُبْلَىَ السّرَآئِرُ. فَمَا لَهُ مِن قُوّةٍ وَلاَ نَاصر﴾ الطارق
5-10؛ الماء الدافق تعبير وصفي للمني لأنه سائل كالماء في تعدد القطرات
ولكن مكوناته تتدفق وتتحرك بنشاط ويصدق عليها الوصف باسم الفاعل (دَافِقٍ)
لدلالته على الحركة الذاتية, وتستقيم عودة كل الأوصاف على الإنسان والوصف (
يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ) يبين موضع خروج الذرية بينما يبين موضع تكونها قوله تعالى: (
وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِيَ آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ) الأعراف 172, وقوله: (
أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَلابِكُمْ) النساء 23, ولم يتضح ذلك إلا بعد أبحاث مضنية أعقبت اكتشاف المجهر.