(قَالَ رَبُّنَا الَّذِى أَعْطَى كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه: 50)
د. عبد الله عبد الكريم
أستاذ علم الفسيولوجيا العصبية
إن كل شيء في الخليقة هو إعجاز كل
خليّة، كل عضو، كل نشاط فيها؛ لكن الإعجاز هنا في الهداية بعد الخلق، هنا
الهداية ليست الهداية الإيمانية، بل الهداية إلى أمور تضمن الحياة
والديمومة واستمرار الأجيال. لنرى ماذا يقول المفسرون: قال ابن عباس: يقول
خلق لكل شيء زوجه، وعنه: جعل الإنسان إنسانًا والحمار حمارًا والشاة شاة.
وقال مجاهد: أعطى كل شيء صورته، وسوّى خلق كل دابة. وقال سعيد بن جبير في
قوله:
(أَعْطَى كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)قال: أعطى كل ذي خلق
ما يصلحه من خلقه، ولم يجعل للإنسان من خلق الدابة، ولا للدابة من خلق
الكلب، ولا للكلب من خلق الشاة، وأعطى كل شيء ما ينبغي له من النكاح، وهيأ
كل شيء على ذلك، ليس شيء منها يشبه شيئًا من أفعاله في الخلق والرزق
والنكاح(1).
ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي: ربنا
الذي خلق جميع المخلوقات، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به، على حسن صنعه من
خلقه، من كبر الجسم وصغره وتوسطه، وجميع صفاته. (ثم هدى) كل مخلوق إلى ما
خلقه له، وهذه الهداية الكاملة المشاهدة في جميع المخلوقات. فكل مخلوق تجده
يسعى لما خلق له من المنافع، وفي دفع المضار عنه. حتى إن الله أعطى
الحيوان البهيم، من العقل، ما يتمكن به من ذلك. وهذا كقوله تعالى: (
الَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ).
فالذي خلق المخلوقات وأعطاها خلقها الحسن، الذي لا تقترح العقول فوق حسنه، وهداها لمصالحها، هو الرب على الحقيقة(2).
يقول الإمام القرطبي: قال ابن عباس
وسعيد بن جبير والسدي: أعطى كل شيء زوجه من جنسه، ثم هداه إلى منكحه ومطعمه
ومشربه ومسكنه. وعن ابن عباس: ثم هداه إلى الألفة والاجتماع والمناكحة.
وقال الحسن وقتادة: أعطى كل شيء صلاحه،
وهداه لما يصلحه. وقال مجاهد: أعطى كل شيء صلاحه، وهداه لما يصلحه. وأعطى
كل شيء صورته: لم يجعل خلق الإنسان في خلق البهائم، ولا خلق البهائم في خلق
الإنسان، ولكن خلق كل شيء فقدّره تقديرًا.
وقال الضحاك: أعطى كل شيء من المنفعة
المنوطة به المطابقة له. يعني اليد للبطش، والرجل للمشي، واللسان للنطق،
والعين للنظر، والأذن للسمع. وقيل: أعطى كل شيء ما ألهمه من علم أو صناعة.
وقال الفراء: خلق الرجل للمرأة، ولكل ذكر ما يوافقه من الإناث، ثم هدى
الذكر للأنثى. فالتقدير على هذا: أعطى كل شيء مثل خلقه(3).
وفي زاد المسير للإمام ابن الجوزي:
(أَعْطَى كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُ) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أعطى كل شيء صورته، فخلق كل جنس من الحيوان على غير صورة جنسه،
فصورة ابن آدم لا كصورة البهائم، وصورة البعير لا كصورة الفرس، روى هذا
المعنى الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد: وسعيد بن جبير، والثاني: أعطى
كل ذكر زوجة مثله، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس: وبه قال السدي، فيكون
المعنى: أعطى كل حيوان ما يشاكله. والثالث: أعطى كل شيء ما يصلحه، قاله
قتادة. وفي قوله: (ثُمَّ هَدَى) ثلاثة أقوال: أحدها: هدى كيف يأتي الذكر
الأنثى، رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال ابن جبير. والثاني: هدى للمنكح
والمطعم والمسكن، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. والثالث: هدى كل شيء إلى
معيشته، قاله مجاهد. فإن قيل: ما وجه الاحتجاج على فرعون من هذا؟ فالجواب:
أنه قد ثبت وجود خلق وهداية، فلابد من خالق وهادٍ(4).
ولو تمعنَّا في الكائنات الحية نرى أن
الهداية هذه جليّة في عدة أمور، وهي قدرة هذه الكائنات على تناول طعامها أو
الحصول على رزقها، ثانيًا بناء مساكنها وثالثًا ديمومة أجيالها، أو الحفاظ
على جنسها، فنبدأ بالأخيرة. من العوامل المهمة وربما أهمها للمحافظة على
النوع هو التقاء الذكر والأنثى في المعاشرة، وإنها المقدمة لتلقيح البويضة،
والدافع لهذا موجود في جميع الحيوانات في أوقات مختلفة، وربما أقوى وأطغى
ما يكون في الإنسان، وأنه الشغل الشاغل لبني البشر منذ الأزل، فلولا هذه
الشهوة المتأججة والرغبة الجامحة الجاذبة بين الذكر والأنثى ـ لم يكن أحد
يقدم على هذا العمل، بل كان مدعاة للسخرية. ثم لنبدأ بالبويضة المخصبة ـ أي
الخلية الأولى التي تنقسم وتتكاثر لتكون الكائن الحي ـ من الحيوانات
البسيطة إلى الإنسان يهيئ الخالق ـ سبحانه ـ لها ما يضمن لها أن تخصب، وهي
الخطوة الأولى لبداية كائن جديد، ولولا عملية الإخصاب فلن ينشأ هذا الكائن،
ففي الإنسان القذفة الواحدة من السائل المنوي تحتوي على ثلاثمائة إلى
خمسمائة مليون حوين منوي (Sperm)، بالرغم أن واحدًا فقط من كل هذه الجموع
الهائلة هو الذي يخترق البويضة ويخصبها، لأن كثيرًا من هذه الحوينات تتساقط
وتهلك وهي تخوض سباقًا طويلاً نحو البويضة، وفي الأنثى فإن المبيض ينتج
خلال فترة خصوبة المرأة عدة آلاف من البويضات لكن لا تصل إلى مرحلة النضوج
والطرح إلا عدة مئات منها، كل هذا لضمان إنتاج بويضة مخصبة، وهذا ينطبق على
جميع الحيوانات الثديية، وفي عالم الحيوان الأمثلة على هذه كثيرة جدٌّا،
فالذباب المنزلي ينتج كمية من البيوض المخصبة لو توفرت لها الظروف المثالية
وفقست كلها، لَغَطّى الذباب الأرض بسمك عدة مترات خلال شهر واحد، ودودة
الإسكارس في معدة الإنسان تطرح يوميٌّا عشرين ألف بيضة، والضفدعة الواحدة
تطرح عدة ألوف من البويضات كل مرة، وكل هذا ليضمن كل نوع استمرارية أجياله.
وماذا بعد طرح البويضة المخصبة؟ إن
البيضة المخصبة تحتاج إلى مواد غذائية لكي تبدأ بالانقسامات وهي أول خطوة
من مسيرة الحياة. هو الله ـ سبحانه وتعالى ـ الكائنات الحية لأنماط مختلفة
من السلوك لضمان هذا، أو هيّأ لها المكان الملائم لها، ففي الإنسان بعد أن
تتلقح البويضة داخل قناة الرحم (قناة فالوب) تبدأ بالانقسامات الأولية
وتدفعها حركات الأهداب في جدار القناة باتجاه الرحم، حيث تبدأ بتكوين ما
يشبه الجذور التي تمدها في جدار الرحم، لتمتص المواد الغذائية المهيأة لها
كبداية، وهذه المواد الغذائية قد بدأت بالتكون منذ نهاية دورة الطمث، حيث
يثخن جدار الرحم ويتم تزويده بأوعية دموية مكثفة لتزود الجدار بالأحماض
الأمينية والسكريات والدهون اللازمة لانقسامات الـ(BLASTULA) ثم تبدأ
الجذور بالانغراس لتكوين المشيمة ثم الحبل السكري لاحقًا، ليستمر نمو
الجنين على مدى تسعة أشهر يتزود من الأم بجميع ما يحتاجه لحين تكامل
الأعضاء واستعداد الجنين للخروج إلى الحياة. كل الثدييات حباها الله بالرحم
الذي يحتضن البويضة المخصبة، ويرعاها ويزودها بكل احتياجاتها، إلى أن يصبح
مخلوقًا كامل الخَلق. فما أروع هذا المكان، ولو خضنا في تفاصيل التفاعلات
والهورمونات التي تفرز خلال فترة إعداد الرحم للحمل وأثناء الحمل لرأيت
العجب، ولربما يكون هذا موضوع مقال آخر ـ إن شاء الله.
ولا زال الإنسان منذ بداية عصر النهضة
العلمية يحاول اختراع مكان يضع فيه البويضة المخصبة لتنمو فيه وتترعرع ولكن
بلا جدوى، أليست هذه هداية ربانية. وعندما يكتمل الجنين ويخرج إلى الحياة
فله قصة أخرى سنأتي لذكرها. إن تأمين الغذاء والمكان الآمن للبيضة المخصبة
في عالم الحيوان من بديع الإعجاز، الطريقة السابقة هي في الثدييات، أما في
الطيور فنرى أن البيضة تحتوي على البويضة المخصبة التي لا تشكل منها إلا
جزءًا ضئيلاً جدٌّا، والباقي من بياض البيضة وصفارها مواد غذائية تتحول إلى
جنين بعد بدء انقسامات البويضة المخصبة. هنا أيضًا وفر الله ـ سبحانه ـ
للبويضة المخصبة ما تنمو عليه إلى أن يتم تكوين الجنين ويخرج الكتكوت
ليقتدي بأمه وتعلمه طريقة التقاط الحبوب، أو تجلب له الأم والأب طعامه
وتضعه في فمه إلى أن يعتمد على نفسه.
وهناك سلوكيات غريبة تسلكها الحشرات
لضمان الغذاء لانقسامات البويضة؛ فمنها ما يغرس البيضة تحت جلود الأبقار
بواسطة آلة خاصة تمتلكها فتتغذى البويضة على الأنسجة تحت الجلد وتمر بمراحل
النمو إلى أن تتكون حشرة بالغة فتخترق الجلد وتبدأ بالطيران، ومنها ما
تقذف بيوضها في أنوف الأغنام حيث تجد البيضة الأنسجة الرخوة فتنمو عليها
إلى أن تتحول إلى حشرة كاملة، ومنها ما تضع بيوضها على أوراق الشجر في فترة
الخريف ثم تفرز على قاعدة السويق الذي يحمل الورقة مادة صمغية يمنع
سقوطها، وتلتف الورقة على البيضة في فترة الشتاء وتحافظ عليها من الظروف
الجوية إلى أن يحين وقت الربيع فتنمو براعم جديدة في مكان الورقة وحينها
تفقس البيضة وتتغذى على هذه البراعم إلى أن تتحول إلى حشرة كاملة. لو كنتَ
من سكان الصحراء أو الريف أو كنتَ من هواة السباحة فيها ـ فإنك تصادف خنفسة
تدفع بكرة صغيرة بقطر سنتمترين تقريبًا وأحيانًا تتعاون مع خنفسة أخرى ولو
تابعتَها سترى أنها وضعتها في مكان أمين بعيدًا عن الفضوليين. ماذا تعتقد؟
هل أنها أصبحت من هواة كرة القدم، مجاراة للعصر؟ إنها تؤدي وظيفة أنبل من
هذا. إن هذه الكرة تتكون من روث الحيوانات وهي غنية بالمواد الغذائية
الملائمة لنمو يرقات الحشرات، وضعت فيها بيضتها وصنعت منها كرة ووضعتها في
مكان آمن، حيث إن البيضة تفقس وتنقسم خلاياها مستمدة غذاءها من المواد
الغذائية المتوفرة في هذه الكرة، إلى أن تصل إلى مرحلة الاعتماد على النفس.
ومن الحشرات ما تبني كوخًا هرميٌّا
صغيرًا، في قمته فتحة صغيرة تقوم الحشرة هذه باصطياد حشرة أخرى وتقتلها
وتضعها في الكوخ، ثم تضع بيضها عليها، وتقوم بإغلاق الفتحة العليا للكوخ
وعندما تفقس البيضة تتغذى الحشرة الصغيرة على الحشرة الضحية إلى أن تصبح
حشرة كاملة فتخترق القمة العليا وتبدأ بالطيران. إن هذه الأمهات ستموت ولن
ترى الأجيال القادمة، مع هذا فإنها تسلك هذه السلوكيات الغريبة للمحافظة
على نوعها من الانقراض، وغالبًا أنها لا تدري لماذا تفعل هذا، لكنه إلهام
رباني مبرمج في أدمغتها، مثل برامج الكمبيوتر تنفّذه، فهل هناك هداية أروع
من هذا؟! ولو فصلنا في هذه السلوكيات يمكن أن نكتب فيها مجلدات. وبعد أن
يتكامل الجنين ويخرج إلى الدنيا في كثير من الكائنات ـ وبالذات الثدييات ـ
فإن أول شيء مهم يجب أن يمارسه ولا يستطيع أحد أن يعلمه إياه تعليمًا هي
الرضاعة، فإن لم يجده فمصيره الموت، فالمولود من الثدييات يجيد الرضاعة،
فمن علمه هذه، إلا أن تكون هداية ربانية، وبعد الولادة فإن كثيرًا من وليد
الحيوانات ـ وكذلك الإنسان ـ يحتاج إلى رعاية زمنية متفاوتة وربما يكون
الإنسان أطولها وأرهقها للأم، وهنا تبدأ الأمومة، وما أدراك ما الأمومة؟
إنها حقٌّا معجزة، يتحول خلالها القط إلى أسد، والدجاجة إلى نمر، وتظهر
سلوكيات عجيبة في الحيوانات لحماية الوليد الصغير ورعايته، وكلها عوامل
لاستمرارية الأجيال ومنعها من الانقراض.
إن الرعب والرهبة التي في نفس القط تجاه
الكلب تتلاشى في فترة الأمومة وتلاحظها تحتضن أولادها وترضعهم معظم
أوقاتها، وإذا اقترب منهم كلب تراها تكشر عن أنيابها وتبرز مخالبها وتنفخ
وتتحدى وتتأهب للهجوم على الكلب، بينما هي في أوقات غير الأمومة تطلق
أرجلها للريح، وتعدو مسرعة لتنجو بجلدها ـ بمجرد رؤية الكلب من بعيد ـ
والدجاجة في فترة الأمومة تتحدى القط والكلب وأي كائن آخر يقترب من صغارها،
وهناك من الثدييات ما تحمل صغارها في أكياس تحت بطنها طيلة فترة إرضاعها،
وهناك عقارب تحمل صغارها على ظهرها إلى أن تستطيع الاعتماد على النفس.
ومعظم الطيور تجلب لصغارها الطعام وعيونها لم تتفتح على الدنيا بعد. فتلقمه
إياها والصغار لا تعرف غير فتح فمها وابتلاع الطعام. وفي إحدى القصص
العصرية عن الحروب لفت نظري منظر له مغزًى رائع عن الأمومة، المشهد هو
مجموعة من اللاجئين في قارب هاربين من الحرب وتطاردهم طائرة مروحية عسكرية
تطلق عليهم الرصاص، وفي القارب امرأة تحتضن وليدها وتلتف عليه وتغطيه
بجسدها، الأم تعلم أن في هذا العمل حتفها ولكنها لا تتردد فيه لتموت هي عسى
أن يعيش وليدها، فهل هناك معجزة مثل معجزة الأمومة، إنها تتحدى جميع
المبادئ المادية التي تعرف في الخليقة، إن الحياة نتاج المادة لن تضحي
بنفسها لغيرها، لكنها معجزة الخالق. إنها الأمومة، ولهذا يقال: إن الأمومة
تجمع المتناقضات؛ فالأم في حالة المخاض تعاني آلامًا لا تطاق، لكنها سعيدة
بمولودها الذي تراه بعد هنيهة. ولهذا كانت الجَنّة تحت أقدام الأمهات.
المسألة الثانية: هي السلوكيات التي
تسلكها الحيوانات للحصول على رزقها، فجميع الحيوانات تسعى حثيثًا للحصول
على ما تقتات عليه وتسد رمقها، ولهذا نرى أن الأجناس والأنواع المختلفة من
الحيوانات لها تصرّفات وحركات ذات مهارة عالية، وربما لو حاول الإنسان
العادي أن يقلّدها فلن يستطيع. فالعنكبوت تبني بيتًا خفيفًا واهيًا لكنه ذو
هندسة جميلة وتتحرك حركات بزوايا محدودة ومسافات معلومة لعمل خيط، وآخر
بزاوية أخرى ومسافة أخرى، والثانية والثالثة والرابعة إلى أن تراها قد
أكملت شكلاً هندسيٌّا جميلاً، ثم تراها تجلس في أحد الزوايا منتظرة حشرة
تقع في هذا الشرك، فتسارع إلى لف خيوط أخرى حولها وتكبلها حتى تصبح بلا حول
ولا قوة، ثم تغرس أنيابها في جسمها وترتشف عصارة جسمها فلا يبقى فيها إلا
القشرة الخارجية، وأنت تنظر إليها وكأنها سليمة ولا تدري أن العنكبوت قد
امتصت كل عصارتها. وَمَثَلٌ آخر: يرقة أسد النمل؛ فإنها تملك فكوكًا طويلة
وتبني في الأرض وبالذات في المناطق ذات التراب الناعم ـ حفرة على شكل قمع
في شكل هندسي جميل، ولو شاهدت أحد الأفلام التي تصور عملية البناء من أولها
لآخرها لسجدت لرب العالمين، كيف ألهم هذا الكائن هذه الحركات العجيبة
والتي بها تقذف بذيلها وأرجلها التراب، وتحفر وتكرر العملية إلى أن تبني
هذا الشكل الهندسي الرائع، ولماذا هذا الشكل بذات. إنها مصيدة فإن هذه
اليرقة تختبئ في قاع الحفرة هذه حتى إذا مرت نملة أو حشرة أخرى من حافة هذه
الحفرة تنزلق إلى قعرها، وسطح الحفرة من الداخل أملس جدٌّا بحيث كلما
حاولت الضحية التسلق والخروج من الحفرة تسقط ثانية إلى القعر قبل أن تصل
إلى الحافة. فتخرج يرقة أسد النمل من مخبئها مبتهجة لتحتفل بالوليمة.
المراجع:
1 ـ مختصر تفسير ابن كثير (الجزء الثاني) ص 483
2 ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبدالرحمن السعدي (الجزء الخامس) ص 163
3 ـ تفسير القرطبي للإمام أبي عبدالله القرطبي (الجزء الحادي عشر) ص 85
4 ـ زاد المسير في علم التفسير للإمام ابن الجوزي (الجزء الخامس) 203