اعتبر العلماء الأوربيين في العصور الوسطى أن العالم الطبيعي مظهر للكائنات الروحية، وأن السحب كائنات مقدسة أو أرواح، بالرغم من أن الإغريق في أيام أرسطو كان لديهم بعض المعرفة العلمية عن أن المطر ينتج من البخار، ثم يتكثف البخار إلى ماء، ولم تعرف الأرصاد علمياً إلا في القرن السابع عشر تقريباص حينما أتيحت أجهزة تمكن من قياسات علمية لخواص الغلاف الجوي. أما الفهم العلمي للعمليات التي يترتب عيها تكون السحب الممطرة بما فيها السحاب الطبقي (المزن)، فلم تتم حتى القرن التاسع عشر والعشرين.
والعمليات التي تؤدي إلى تكون السحاب الطبقي المزن تضم دورة الرطوبة وانتقالها، ورفع وتبريد الكتل الهوائية الرطبة ودور (نويّات) تكثف السحب في عمل قطرات السحاب، وتكون السحب الطبقية، وتكون الأمطار من قطرات السحب، واحتمال وجود سحب حمل مطورة.
دورة الماء:
دورة الماء وصف لدوران الرطوبة بين الأرض والمحيطات والغلاف الجوي، وتمثل المحيطات المصدر الأساسي للرطوبة في الجو، وانتقال الرطوبة على المستوى العالمي والمستوى (السينوبتكي) إن اجتماع الدورة الهوائية العامة للرياح في الغلاف الجوي مع المحيطات مصدر الرطوبة ينتج مناطق من العالم يرجح سقوط المطر.
تكون قطرات السحب والمطر:
يعد توفر (نويات) التكثف عنصراً إضافياً ضرورياً لتكون السحاب الطبقي المزن و(نويات) التكثيف. هي: جزيئات صغيرة تعد مواقع مفضلة للتكون الأولى لقطيرات السحب، ويكون لنوايات التكثف هذه جاذبية كيميائية للماء. مما يساعد على التكوين المبدئي لقطرات السحاب. وتماماً كما في نقل بخار الماء فإن الرياح تلعب دوراً مهماً في نقل هذه الجزيائات إلى أماكن تكون السحب..
وتتضمن عملية تكون قطرات السحاب ثلاثة عناصر رئيسة:
1- اتحاد الرطوبة (بخار الماء).
2- نويات تكثف السحب.
3- قوى رفع واسعة الانتشار لتبريد الهواء.
ويؤثر سطح أي جبهة ساخنة، وسلسلة في الرفع الرقيق للهواء لانتاج سحاب طبقي أو طبقي مزن.. ويكون الرفع في حالة السحب الطبقية عامة خفيفاً وواسع الانتشار، وغالباً ما يصاحب الجبهات الساخنة أو الجبال، فيرتفع الهواء ببطء وتتكون السحب مع تراكم الماء حول نويات تكثف السحب لتتشكل قطيرات السحاب، والأرجح أن تكون السحب الأصلية من نوع الطبقي المتوسط.
وقد يتكون السحاب الطبقي المزن في حالة الرفع الجبهى، ويكون قريباً من الجبهة الساخنة ومن الممكن أن يكون مطموراً في السحاب الطبقي المزن سحاب من الركام المزن، ومع بدء المطر فإن السحب يجب أن تكون من السمك بالقدر الذي تتعذر معه رؤية قرص الشمس.
وفي حالات وجود سحاب طبقي مزن لا تكون قاعدته بعيدة عن الراصد على سطح الأرض يمكن تسجيل أمطار متفرقة، ونتيجة لهذا تتعرج قاعدة السحابة أو تصبح ليفية المظهر.
وفي الحالات التي تكون فيها قاعدة السحاب أكثر ارتفاعاً أو يوجد ضباب في قاعدتها فقد يكون لقاعدة السحاب مظهر رمادي منتظم بلا ملامح.
والإظلام في قاعدة السحاب خلال المطر يعتمد على سمك السحابة وموضع قرص الشمس منها.
وعند بدء المطر أو نهايته فقد تظهر السحابة على شكل طبقي متوسط وقد يظهر أحياناً بعض الهشيم عند بداية سقوط المطر أو نهايته.
ويعزى ذلك في بداية المطر إلى السقوط المبدئي للمطر تحت قاعدة السحابة، أما الهشيم في نهاية الهطول:فقد يعزى إلى الهطول الأخير من مناطق منعزلة، وقد يتلو ذلك تفرق السحابة إلى أجزاء، إذ أن السحاب الطبقي المزن يتفرق إلى سحاب طبقي متوسط، أي إلى أجزاء متناثرة من السحاب الطبقي المتوسط.
وجه الإعجاز:
ومنذ (1400) عام مضت، وصف القرآن الكريم الأنواع المختلفة للسحاب وعمليات تكونه.
وفيما يختص بسحب الطبقي المزن التي يطلق عليها طبقي أو منبسط، يقول الله تعالى:{اللّهُ الّذِي يُرْسِلُ الرّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (سورة الروم آية: 48).
وتشير هذه الآية الكريمة إلى ما يأتي:
1- أن الرياح تبخر الماء وتنشط تكون وظهور السحب (تثير: تعني تظهر وتنشط).
2- ينتشر هذا النوع من السحاب على هيئة طبقة من السماء.
المراجع العربية والأجنبية
1- القرآن الكريم.
2- إعجاز القرآن الكريم في وصف أنواع الرياح (من إصدارات الهيئة).
3- Whipple A.C.,and the Eeditors Of Time (1982) –Life Books, Storm, Time-Life Books, Alexandria,VA.
4- Haltiner, G.J.and Martin, F.L.(1975), Dyanmical and Physical Meteorololgy, , Mc Graw-Hill Co,New York, NY.
5- Palman, E.and Newton, C.W.(1969), Atmospheric Circulation System, , Academic Press, NewYork, Ny.
6- Ray, P.S., Ed., Mesoscale Meteorololgy and Forecatisting, American Meteorological Society, Boston, Mass.
7- Mason, B.J.(1971), Physics of Clouds, , Clarendon press, Oxford, U.K.