أطفالنا: تهـــادي العيوب وتسامح القلوب
طلب المعلم من طلابه الصغار أن يرسموا شجرة فرسم كل منهم ما طلب منه, وجاءه أحدهم ليريه الرسم .فوبخه المعلم وأخذ يستهزئ به لسوء رسمه ،ورفع رسمته لأعلى ليراها زملاؤه فضحكوا منه جميعاًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً وما كان من الطفل المغبون إلا أن جلس خجلاً , ولو أن المعلم شجعه وأثنى عليه وعلمه دون الاستخفاف به وبعمله لكان أفضل بكثير.
إن الاستخفاف بآراء الأبناء والاستهزاء بتخيلاتهم يقتل فيهم الإبداع ،وهذا ما أكده العالم (( تورنس)) بعد إجرائه للعديد من التجارب على التفكير الإبداعي لدى طلاب المدارس ،فقال إن هناك مبادئ يجب أن يستخدمها المربي مع الصغار ليشجعهم على الابتكار،ومن هذه المبادئ:
1- احترام أسئلة الصغار.
2- احترام خيالات الطفل التي تصدرعنه.
3-إظهار أن أفكارهم قيمة.
وعندما نتأمل منهج التربية الإسلامية الصحيح, نجد الصحابة رضي الله عنهم يشجعون أبناءهم باستمرار على إبداء آرائهم حتى لو كانوا يجلسون وسط الكبار، روى البخاري عن عبيد بن عمير قال:قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:فيم ترون هذه الآية نزلت
أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) ,قالوا: الله أعلم, فغضب عمر وقال: قولوا نعلم أولا نعلم, فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين,قال عمر: ياابن أخي, قل ولا تحقر نفسك,قال ابن عباس:ضربت مثلا لعمل, قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لعمل رجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل, ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله.
وفي الموقف السابق: قوة فهم ابن عباس, وقرب منزلته من عمر وتقديمه له مع صغره وتحريض العالم تلميذه على القول بحضرة من هو أسن منه إذا عرف فيه الأهلية؛لما فيه من تنشيطه وبسط نفسه وترغيبه في العلم.