هكذا الأخوة
ما أجمل تلك الأيام !!!
التي قضيتها في مرحلة دراستي الثانوية ،كانت أياماً جد جميلة تعلمت فيها الكثير واستفدت منها الأكثر، كانت سنوات حافلة بالأخوة والعطاء، ففي تلك الأيام حفظت أذكار الصباح والمساء مع مجموعة من الأخوات بطريقة فريدة وجميلة؛ طريقة تعكس مدى حرص أخواتي في الله على الاستفادة بكافة المجالات .. إنها طريقة لن أنساها ماحييت, فقد اقترحت إحدى الأخوات حفظ تلك الأذكار بالحافلة وخصوصاً أننا نقضي تقريباً ساعة في الطريق، فقامت جزاها الله خيراً بطباعة تلك الأذكار في أوراق وأعطت كلاً منا ورقة وحددت لكل يوم حفظ ذكر واحد فقط ويتم التسميع في المدرسة .
لم يأخذ منا حفظ تلك الأذكار كثير وقت بل بالعكس جعلنا لا نشعر بطول الطريق ومع مرور الأيام أتممنا حفظ تلك الأذكار.
واليوم ...... وقد مضى على ذلك ما يزيد على عشر سنوات إلا أنني لا أزال أذكر متعة تلك اللحظات ولا أزال أكرر ما حفظناه من الأذكار, مع دعائي لأختي التي أعانتني على الحفظ, ويقيني تمام اليقين أنني كلما ذكرت الله بها أو غيري من الأخوات فإن لأختنا من الأجر مثل أجورنا ولا ينقص من أجورنا شيئا؛ ومن دل على هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.
وقد تكون تلك الأخت نسيت ما دلتنا عليه ولكن الله الكريم المنان لا ينسى.
وفي الختام ..
أحث جميع من يقرأ كلماتي أن يبدأ بتطبيق هذه الفكرة بأي طريقة يراها مناسبة, وما أكثر الأوقات التي نقضيها في وسائل المواصلات وفي أماكن الانتظار فعلينا أن يستغل ذلك الوقت بحفظ آية أو حديث أو متن, وستدهشكم النتيجة مع مرور الأيام,والمهم في ذلك هو المداومة, وقد سمعت عن شخص حفظ القرآن في السيارة عن طريق جهاز التسجيل وآخر حفظه أثناء انتظاره في مواعيد المستشفيات وغيرهم كثير.
أفلا نرقى بهممنا ونحفظ مثلهم؛ فهم أشخاص مثلنا؛ ولكن هممهم أكبر واستعانتهم بالله وحرصهم على أوقاتهم دفعهم لأن يقضوا وقتهم فيما يسرون برؤيته يوم القيامة..
فما رأيك أن تبدأ من اليوم ولا تتأخر؛ فالعمل يسير والنتيجة مفيدة حتما .