ثبات رغم الصعاب
شاهدت كما شاهد غيري ما جرى على أخوتي في غزة من حصار وتشريد وتجويع وحرمان, وأخيراً الحرب الشرسة التي أهلكت الأخضر واليابس والتي مات بسببها الكثير وجرح الأكثر, مابين صغير وكبير ونساء وشيوخ, فهم لم يرحموا طفلاً ولا شيخاً بل حتى الأجنة طالتهم يد العدوان ,فحسبي الله ونعم الوكيل.
ولكن الأمر العجيب الذي أثار انتباهي هو تلك الروح المعنوية المرتفعة لأهل غزة, فمع شدة القصف يزداد الإصرار على الثبات على المبادئ, فهاهم يصلون الجماعات أمام ركام المساجد المقصوفة, وهاهي حلقهم مازالت تصدح بآي الذكر الحكيم على الرغم من شدة الحال عندهم,
فأي ثبات هذا ... وأي حرص على الخير هذا ...
الله أكبر, تمسكوا بالقرآن لأنهم علموا أنه هو طريقهم إلى النصر والتمكين بإذن الله , ولم يفرطوا بالصلاة لأنهم موقنون أنها الحبل المتين بينهم وبين الله ..
أما أنا فكم فرطت وضيعت.. وكم غفلت وتغافلت مع ما أنا فيه من الأمن, وهم تمسكوا مع ما هم فيه من بأساء.
تأملت حالتي وحالتهم فقررت أن أعود عودة صادقة إلى ديني وإلى عقيدتي مادمت في وقت الرخاء, ليثبتني ربي في وقت الحاجة والشدة, ولأنني أعلم علم اليقين أن الإمامة في الدين و النصر للإسلام والمسلمين لا ينالان إلا بالتمسك بالدين والثبات عليه وعدم التفريط فيه.
وأنا هنا أدعوا كل أخت قد قصرت أو فرطت أو أهملت في دينها أن ترجع إليه ليكون لنا النصر بإذن الله على اليهود والمشركين الذين عاثوا في الأرض فسادا وانتهكوا حرمات المسلمين .
اللهم عجل فرجك ونصرك لعبادك الصالحين في كل مكان وأقر أعيننا بعودة المسجد الأقصى إلى ملك المسلمين وهم في أحسن حال.... آمين