إنه أدب رباني لتصحيح السلوك والحذر من بعض الأخلاق الذميمة التي لها أبعاد لمن " كان له قلب " .
الاعتداء له صور وفي ظلاله إشارات يجب الانتباه لها؛ فمنها:
- الاعتداء على حياض الشريعة بالسخرية منها، ولمز المتمسكين بها، وإلصاق التهم بهم وإشاعة الأكاذيب والافتراءات عليها وعليهم.
- الاعتداء في تجاوز حدود الله بارتكاب ما
حرم الله، والنداء الرباني يحذر ويقول: (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا
وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ))[النساء:14].
- الاعتداء على نصوص الغيب والطعن فيها بأنها لا توافق العقل، وتأويلها تأويلاً لا دليل عليه.
- الاعتداء على حقوق المرأة والسعي
لتحريرها من حجابها وحيائها في قالب الدفاع عنها والرحمة بها، والحقيقة أن
ذلك هو الرغبة في إسقاط المجتمع في الافتتان بالمرأة وتقليد الغرب في إخراج
المرأة من بيتها لتكون ألعوبة بأيدي العابثين.
- الاعتداء في الدعاء بأن يدعو بإثم أو قطيعة رحم أو يبالغ في أوصاف معينة في الدعاء , وفي الحديث: ( إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء ) [ صحيح أبي دواد: 96 ].
- الاعتداء في الطهارة بالوساوس فيها والشكوك التي تجعل صاحب الوسواس يكره العبادة بل قد يتركها.
- الاعتداء على المؤسسات الخيرية ومكاتب
الإغاثة واتهامهم بتمويل الإرهاب بلا برهان واضح ( وَتَحْسَبُونَهُ
هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ )[النور:15].
* اعتداء الزوج على زوجته:
- بالضرب أو الإهانات عبر لسان نشأ على سيء القول.
- الاعتداء على مالها سواء كان من وظيفة أو
إرث، مع أن الشريعة منعت من ذلك كله إلا برضا صاحب المال, ومن عجائب ما
وقفت عليه أن امرأة تقول في رسالتها لي : زوجي يطالبني بأن أعطيه بطاقة
الصراف ليأخذ من مالي ما شاء , وقال : إذا لم تعطيني البطاقة فلن تبقي معي.
فعجباً لرجل هذا قلبه وهذا عقله.
- الاعتداء على إحدى الزوجتين للمعدد بسبب الميل لإحداهما، والغالب أن الأولى هي ضحية " الاعتداء " فيعتدى على وقتها وجمالها وإحسانها بسبب زوجة جديدة لم يراع الزوج في التعامل " التقوى " .
- الاعتداء بمنع الأب ابنته من الزواج ممن تراه مناسباً لها في " إطارات معتبرة "
والسبب عادات راسخة مستوحاة من " جاهلية مقيتة " وهذا الاعتداء على حقها
وحظها واختيارها يجلب من أنواع البلاء ما لا يعلمه إلا الله من كراهية الأب
والدعاء عليه، بل والسعي للانتقام منه أحياناً , بل قد يجعل بعض الفتيات
تنتقم من هذا المنع بأن تبحث عن عاشق عبر الجوال لعله يخفف عنها مصابها ,
والقصص عندي كثيرة في هذا الشأن.
- الاعتداء على المطلقة بمنعها من الرجوع
لزوجها عند التراضي إلا بأموال تعجيزية مع عدم رغبة الزوجة في ذلك المال،
ولكنه الاعتداء على حياتها وأسْرها في ظل الطغيان المادي لدى الأب.
- الاعتداء على حقوق الآخرين وخاصة المالية بطرق ملتوية،
ويتفنن في ذلك بعض الأذكياء لا الأزكياء، وليعلم هؤلاء بأن الرسول صلى
الله عليه وسلم قال: (من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه فقد حرم الله عليه
الجنة وأوجب له النار قيل: يا رسول الله وإن كان شيئاً يسيراً؟! قال: وإن
كان سواكاً ) [ صحيح الترغيب والترهيب: 1834 ].
- الاعتداء على أعراض الناس وخاصة العلماء وأولي الأمر بالغيبة والكلام البذيء.
- الاعتداء على حقوق المؤلفين والكتاب وسرقة إنتاجهم وإبداعهم.
- الاعتداء على بحوث ومقالات كتاب الإنترنت ونسخها في مواقع أخرى وعدم إضافتها لمن كتبها أولاً.
- الاعتداء على رجال الحسبة وإهانتهم والطعن فيهم بسبب الهوى، أو
بعض الأخطاء البشرية التي تقع من أي موظف في أي جهة، وكان الواجب حفظ
اللسان وعدم التعدي عليهم سواء في المجالس أو في الصحف أو مواقع الإنترنت ,
ولكنه الهوى والكراهية للقائمين بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الاعتداء على أموال الدولة من قبل بعض المسئولين ويظهر ذلك جلياً في تأخير بعض المشاريع
التي تريدها الدولة ويتم التعاقد فيها مع بعض الشركات والمؤسسات فتحصل
الخيانة بسرقة أموال الدولة وتأجيل تنفيذ المشاريع، وهذا ما يسمى بالفساد
الإداري، والحديث عنه ملأ الصحف والمجالس.
- الاعتداء على المستأمنين والمعاهدين من
قبل أصحاب التكفير وحاملي " الفكر الضال " بل وصل الأمر بهم إلى الاعتداء
على رجال الأمن وولاة الأمر , نسأل الله السلامة والعافية.
والصور التي تظهر الاعتداء كثيرة في واقعنا، وتكرارها واضح لكل متأمل منصف، والواجب إيقاف الاعتداء؛ لأن الضرر منه لا يحيط به قلم، والمسئولية على كلٍّ بحسبه والتوفيق بعد ذلك بيد الرب الكريم.