إنهم أعداء الملة, اليهود والنصارى والمنافقين, إخوةٌ في العداء لكل مسلم صادق.
وفي التنزيل: (( تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ
))[البقرة:118] والوقائع التي تمر بالأمة تبين لنا دلائل هذه الحقيقة في
المجتمع الكافر, ولعل ما جرى لإخواننا في العراق وأفغانستان وفلسطين يبرهن
كيف أن قلوب الكافرين باختلاف أديانهم مجتمعون في الحقد والبغض لهذا الدين.
وينتج من وراء تشابه القلوب, تشابه ردود الفعل والمواقف تجاه المسلمين.
وعندما يوقن المؤمن بحقيقة "التشابه هذه" يدرك أن الخطر القادم على الإسلام, إنما هو نتيجة هذا التشابه.
وأن المسلمين لن يروا خيراً من أمم الكفر أبداً إلا في نقاط هي تصب في مصالحهم وفي ظروف خاصة.
إن العداء مضى ووقع وسيزال وهذه سنةً جارية
ولكن المهم هو إدراك "التشابه القلبي" لهم ليكون لدينا "خطة حقيقية في
الدفاع عن ما ينتج من وراء هذا التشابه" ولهذا كانت نهاية الآية
((تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
))[البقرة:118].
* ومضة: من
الغريب أنه بعد هذه الآية بآية (( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا
النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ))[البقرة:120] إنهم يريدون منا
"مشابهتهم في المعتقد".