قبل أن نضيع
حدثني وهو يثور غضباً من واقع المربين كما يقول وشكا عليّ تجاهلهم للشباب, بل صرّح بأن خطراً عظيماً سيداهم الأمة في ظل تغافلهم عن تربية الشباب.
وأترككم مع تلك التساؤلات من شاب يجر آهات الندم على تلك السنين التي ضاعت من عمره وهو يبحث عن محاضن التربية ويخشى من الضياع قبل أن يجدها.
أسئلة وقفت أمامها حائراً تارة, ومعجباً تارة أخرى, ومتحمساً للحديث تارة ثالثة.
يقول ذلك الشاب: إني أسألكم أيها المربون.. أين أنتم منا؟ لماذا ابتعدتم؟ ولم هذا التغافل والتنحي عن أبنائكم وإخوانكم الشباب؟.
هل تظنون أننا وصلنا إلى مراحل متقدمة من العلم والتربية؟ أم تظنون أننا لسنا في حاجة لعلمكم وتوجيهكم؟ أم هي وسائل الإعلام المتنوعة التي ظننتم أنها أشبعت رغباتنا وميولنا؟.
هل تعلمون أن التربية حصن حصين ضد كل عدو ينوي بالأمة شراً؟ أما سألتم أنفسكم لماذا سحقت تلك الدول والحضارات الإسلامية وكان آخرها العراق بدون أدنى مواجهة أو دفاع؟ أين صبركم علينا؟ أين حبكم لنا؟ أين توجيهكم الصادق لمسيرتنا؟ أم هي الدنيا أخذتكم عنا بمتاعها ولذاتها وأموالها وأبنائها؟.
أما سألتم أنفسكم لماذا نحن معشر الشباب بين الوهم والألم, وبين الشهوة والشبهة, وبين الضياع والانقطاع، أما تلاحظون كثرة أخطائنا, وعدم انضباط حماسنا, وجهلنا بالميدان الدعوي والتربوي على حد سواء؟.
ألا تعلمون أيها المربون أنكم مسئولون عنا من قبل الله رب العالمين؟ وبعد ذلك السيل المتلاطم من أسئلة ذلك الشاب أيقنت مدى تقصير المربين عن أداء دورهم التربوي وحاجة ذلك الشاب ومئات الشباب غيره للاحتواء والتربية.
وهي رسالة لكل من يحمل هم هذا الدين " الله الله في الشباب والعناية بهم والعمل لأجلهم, فهم قوة الأمة, وعنوان مجدها, وسبيلها إلى مواطن العز والسؤدد والفلاح " .