هل هناك دعاء بخصوص الامتحانات
سائلة تسأل عن الأدعية بخصوص الوسوسة تقول: هل هناك دعاء للتخلص من وسوسة الشيطان؟ وهل هناك دعاء بخصوص الامتحان؟
كل هذا ليس فيها دعوة خاصة فيما نعلم؛ إنما فيه الدعاء العام، تسأل ربها أن ينجحها في الامتحان, وأن يعينها على الامتحان, وتفعل الأسباب من العناية بالمراجعة للدروس, والسؤال عما أشكل عليها المدرسات, وهكذا الوسوسة, تجتهد في التعوُّذ بالله من الشيطان, والرجل كذلك يتعوذ بالله من الشيطان، ويسأل ربه- جل وعلا- بصدق وإخلاص أن الله يعافيه من هذا الشيطان, ويعيذه من نزغاته، وإذا دخل في الصلاة أقبل عليها بقلبه وقالبه، واجتهد في ذلك, وتذكر أنه بين يدي الله العظيم-جلَّ وعلا-حتى يخشع لله, وحتى يقبل على صلاته بقلبه, وحتى يبتعد عنه الشيطان، فإن الشيطان خناس ووسواس كما قال الله-جلَّ وعلا-: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}[الناس: 4].
فمتى وُفِّق العبد للذكر, وإحضار قلبه بين يدي الله؛ خنس عدو الله وتركالوساوس, فإذا غفل العبد وسوس عليه هذا العدو, فالواجب الضراعة إلى الله, والحرصعلى التعوذ بالله من شر الشيطان ولو أنك في الصلاة، إذا جاءك في الصلاة, وأشغلك فيالصلاة تنفث عن يسارك ثلاث مرات، وتتعوذ بالله من الشيطان، كما فعل عثمان ابن أبي العاص لمَّا شقَّ عليه الشيطان أمره أن يدعو في صلاته يتعوَّذ في صلاته ثلاث مرات ينفث عن يساره ويتعوذ بالله من شر الشيطان ثلاث مرات، ففعل، فسلَّمه الله من شره.
فأنت أيها السائلة وهكذا كل مسلم عليه أن يجتهد في ذلك, في الاستحضار أنه بين يدي الله, وأن هذه الصلاة عمود الإسلام، وأن الواجب أداؤها كما شرع الله, ثم إذا كَثُر عليه ذلك ينفث عن يساره ثلاث مرات, ويقول: أعوذ بالله من الشيطان أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والله-جلَّ وعلا-سوف يعافيه من شره إذا صدق في ذلك، وهكذا في الامتحانات، وهكذا في جميع الكرب, وجميع الشؤون يجب على المؤمن أن يفزع إلى الله وأن يضرع إليه، ويسأله الإعانة على ما أهمه وعلى ما كربه من الامتحان وغيره، كما قال-جلَّ وعلا-: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر : 60]، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة : 186]، وقال-سبحانه-: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}[النمل : 62]، المشركون الأولون كانواإذا اشتدت بهم الأمور فزعوا إلى الله وهم كفار والتجأوا إليه، فكيف بالمسلم؟!
المسلم أولى وأولى أن يفزع إلى الله إذا اشتد به الكرب، وإذا عظمت عليه المحنة، وإذا اضطر إلى أمر يشق عليه يبادر, ويفزع إلى الله ويضرع إليه، ويطلبه العون والتوفيق, وهو سبحانه القريب المجيب-جلَّ وعلا-.
نقلًا من موقع الشيخ: عبد العزيز بن باز-رحمه الله-