أسباب حفظ العمل من الرياء والعجب
إنَّ الإخلاص عزيز، والنّاس يتفاضلون فيه تفاضلاً كبيرًا، ولدفعِ عوارضِه من آفةِ الرّياء والعُجب بالعمل:
* الجأ إلى الله دومًا بالدّعاء أن تكونَ من عباده المخلَصين، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلّبها كيف يشاء، وكان أكثر دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اللهمّ اجعل عملي كلَّه صالحًا، واجعله لوجهِك خالصًا، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئًا"[1]
* وأكثِر مِن مطالعة أخبار أهلِ الصدق والإخلاص.
* واقرَأ سيَر الصالحين الأسلاف.
* واحتَقِر كلّ عملٍ صالح تقدّمه.
* وكن خائفًا مِن عدم قبوله أو حبوطِه، فليس الشأن الإتيانَ بالطاعات فحسب, إنما الشأن في حفظها ممّا يبطِلها.
* ومِن حفظِ العمل عدمُ العجب وعدم الفخر به, فازهَد في المدح والثناءِ، فليس أحدٌ ينفَع مدحُه ويضرُّ ذمّه إلا الله, والموفَّق من لا يتأثّر بثناء الناس، وإذا سمِع ثناءً لم يزِده ذلك إلا تواضعًا وخشية من الله، وأيقِن أنّ مدحَ الناس لك فتنة، فادعُ ربَّك أن ينجّيَك من تلك الفتنة، واستشعِر عظمةَ الله وضعفَ المخلوقين وعجزَهم وفقرهم، واستصحِب دومًا أنّ الناس لا يملِكون جنّة ولا نارًا، وأنزِل الناسَ منزلة أصحابِ القبور في عدمِ جلبِ النفع لك ودفع الضرّ عنك، والنفوسُ تصلح بتذكّر مصيرها، ومن أيقنَ أنّه يوسَّد في اللّحد فريدًا؛ أدرَك أنّه لن ينفعَه سوى إخلاصِه مع ربّه, وكان من دعاء السّلف: "اللهمّ إنّا نسألك العملَ الصالح وحفظَه".
للشيخ: عبد المحسن القاسم-رحمه الله-
[1] انظر: الاستقامة (2/308)، ومجموع الفتاوى (10/173).