اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

  زوجتي ..لا تدفعيني إلى الخطيئة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100205
 زوجتي ..لا تدفعيني إلى الخطيئة  Oooo14
 زوجتي ..لا تدفعيني إلى الخطيئة  User_o10

 زوجتي ..لا تدفعيني إلى الخطيئة  Empty
مُساهمةموضوع: زوجتي ..لا تدفعيني إلى الخطيئة     زوجتي ..لا تدفعيني إلى الخطيئة  Emptyالجمعة 22 مارس 2013 - 15:04

زوجتي ..لا تدفعيني إلى الخطيئة

من الأخطاء التي تقع فيها بعض الزوجات الامتناع عن الزوج إذا دعاها للفراش، إما بحجة أنها مرهقة، أو أنها تريد إغضابه أو لجهلها، وما علمت أنها بهذا الامتناع قد حرمت زوجها من أعظم حقوقه، وعرضت نفسها للوعيد الشديد؛ لأن من أعظم غايات النكاح أن يعف الرجل نفسه ويقيها مهالك الشهوة.

قال - تعالى -: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة البقرة:223]، وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ، عَلَى عَبْداللهِ، فَقَالَ عَبْداللهِ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَبَابًا، لاَ نَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ))" [أخرجه أحمد(1/424)، (4023)، والبُخَارِي (7/3)، (5066)، ومسلم (4/128)، (3381)، والنَّسائي (4/169)].

فلا يجوز لها الامتناع عنه إلا أن يكون لديها عذر شرعي من حيض ونفاس، أو يكون ذلك في نهار رمضان، أو أي سبب شرعي آخر يمنع من هذا اللقاء، ما عدا ذلك فلا يحل لها ولا يحق أن تمنع نفسها من زوجها متى طلبها؛ حتى لا تدفعه إلى الخطيئة والوقوع في الفاحشة، وإن كان امتناعها عنه ليس مبرراً له للوقوع في تلك الخطيئة، فالمؤمن الحق يخشى الله - تعالى - ويتقه، ولا يبحث عن مبررات للمعصية، لكن الإسلام قد تعامل مع النفس البشرية التي قد تضعف أحياناً بواقعية وبعيداً عن المثالية المطلقة.

لذا فقد وضع الإسلام الحكيم الضوابط والمعايير التي من خلالها حافظ على كيان الأسرة واستقرارها، وعلى حسن المعاشرة بين الزوجين، وبخاصة في مجال حق الاستمتاع الجنسي، فأرشد الزوجة على وجه الخصوص إلى ما يلي:

1- وجوب التزين للزوج:

فالزوجة العاقلة التي تريد إعفاف زوجها تتزين له حتى تسره بشكلها، كما تسره بكلامها وأفعالها، عَنْ أَبِى أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ((مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ في نَفْسِهَا وَمَالِهِ)) [أخرجه ابن ماجة (1857)].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((الَّذِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلاَ تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ)) [رواه النسائي (2/72)، والحاكم (2/161)، وأحمد (2/ 251 و 432 و 438)، الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 453)].

وتزين المرأة لزوجها ليس أمراً عارضاً، ولا يختص بوقت معين، بل هو طبيعة وعادة تستمر عليها الزوجة التي تريد أن تحافظ على زوجها، عن أبي هريرة قال: " كنت قاعدا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتته امرأة فقالت: يا رسول الله سوارين من ذهب، قال: ((سواران من نار))، قالت: يا رسول الله طوق من ذهب، قال: ((طوق من نار))، قالت: قرطين من ذهب، قال: ((قرطين من نار))، قال: وكان عليهما سواران من ذهب فرمت بهما، قالت: يا رسول الله إن المرأة إذا لم تتزين لزوجها صلفت عنده- أي: ثقلت، وكره النظر إليها- قال: ما يمنع إحداكن أن تصنع قرطين من فضة ثم تصفره بزعفران أو بعبير))، ولو صح الحديث لكان حجة واضحة ترد ما ما جوزه الحافظ من كونهن ثقبت آذانهن قبل مجيء الإسلام. [رواه أحمد (6/455)، وأبو داود (4238)، والنسائي (5139)، الألباني في ضعيف سنن النسائي (11/124)].

وإن كانت الزينة تستحب أكثر في أوقات مخصوصة منها: أوقات الجماع: خاصة أن التطيب ينشط الأعضاء فينبغي تحريه عند هذا اللقاء.

وكذا أوقات العودة من السفر، وطول الغيبة خاصة إن التزين والتطيب مما يطفئ حرارة الأشواق عند إياب الزوج إلى زوجته السكن المريح، ومن أجل ذلك حذر رسول - صلى الله عليه وسلم - إن يأتي الرجل أهله من السفر فجأة دون إعلامهم.

عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أَطال أحدُكم الغَيْبَةَ فلا يَطْرُقَنَّ أَهلَه ليلا)) [رواه أحمد (3/240)، رقم (13550)، والبخاري (2/638)، رقم (1706)، ومسلم (3/1527)].

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: ((إِذَا دَخَلْتَ لَيْلاً، فَلاَ تَدْخُلْ عَلَى أَهْلِكَ، حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ))، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا دَخَلْتَ فَعَلَيْكَ الْكَيْسَ، وَالْكَيْسَ))، وفي رواية: ((إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ لَيْلاً، فَلاَ يَأْتِ أَهْلَهُ طُرُوقًا، كَيْ تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ)) [أخرجه أحمد (3/298)، (14233)، والبُخَارِي (5246)، ومسلم (6/55)، (5004).

ويكفى لنا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخر دخول جيش العسرة إلى المدينة حتى تعلم زوجة سيدنا جابر بن عبد الله برجوعه فتتجهز له.

وكذا أوقات الفتنة: ففي أيامنا هذه من وجود النساء المتبرجات واللائي يتفنن في إظهار الزينة، في الشارع وأماكن العمل وفي الفضائيات وعلى شبكة الإنترنت، مما يثير الشهوات، ويفتح أبواب الفتن أمام الناس، لذا فقد راعى الإسلام هذا الأمر، فعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى امْرَأَةً، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ، وَهِْيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: ((إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ)) [أخرجه أحمد (3/330)، (14591)، ومسلم (4/129)، (3388)، والتِّرْمِذِيّ )1158)].

فعلى المرأة أن تَتَعَرَّف الزينة التي يحبها زوجها، فتتحلى بها، وتجود فيها، وعليها أن تعرف ما لا يحبه فتتركه إرضاءً وإسعادًا له، وتتحسَّس كل ما يسره في هذا الجانب.

كما أن على الزوج أيضاً أن يزين لزوجته حتى يسرها ويعفها، قال ابن عباس: " إني أحب أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزين لي؛ لأن الله يقول: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) [سورة البقرة:228] [عبد الرزاق في مصنفه (ج4/ص196)، حديث رقم( 19263)].

وعن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟. قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعاما، فقال: كل، قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((صدق سلمان)) [رواه البخاري (4/209(].

قال الشاعر:

ألا إن النساء خلقن شتى *** فمنهن الغنية والغرام

ومنهن الهلال إذا تجلى *** لصاحبه ومنهن الظلام

فمن ظفر بصالحهن يظفر*** ومن يغبن فليس له انتظام

2- تدليل الزوج:

كما تحب الزوجة من زوجها أن يدللها ويحنو عليها، فإنه كذلك يحب منها أن تدلله وتحنو عليه، وما أروع وصف القرآن الكريم للعلاقة بين الزوجين حينما قال: )هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ..) [سورة البقرة:187].

إن الغزل والتدليل لكل من الزوجين بعضهما لبعض له دورا مهما في السعادة الزوجية والإشباع العاطفي، حيث أنه من أكثر العواطف الإنسانية إثارة للخيال، وتتجمع حوله ارق المشاعر وأنبلها وأيضا يؤدي إلى توثيق روابط المحبة والألفة فيما بينهم وكذلك له اثر فعال في استقرار العائلة، جلست السيدة عائشة - رضي الله عنها - مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم تؤانسه وتسليه فحكت له حكاية طويلة ولطيفة عن قصة عشرة من النسوة، جلسن فأخذت كل واحدة منهن تصف أخلاق زوجها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينصت إليها بإعجاب واهتمام حتى قال لها في نهاية الحديث: ((كُنْتُ لَكِ كأبي زَرْعٍ لامِّ زَرْع)) [أخرجه البخاري (7/34)، ومسلم (7/139)].

وما أبدع تلك الصورة التي تحكيها إحدى الزوجات، فتقول: إن زوجي رجل يحتطب يقطع الأخشاب، ويجمعه من الجبل، ثم ينزل إلى السوق فيبيعها، ويشترى ما يحتاجه بيتنا، أُحِسُّ بالعناء الذي لقيه في سبيل رزقنا، وأحس بحرارة عطشه في الجبل تكاد تحرق حلقي، فأعد له الماء البارد؛ حتى إذا قدم وجده، وقد نَسَّقْتُ متاعي، وأعددت له طعامه، ثم وقفتُ أنتظره في أحسن ثيابي، فإذا ولج (دخل) الباب، استقبلته كما تستقبل العروسُ الذي عَشِقَتْهُ، فسلمتُ نفسي إليه، فإن أراد الراحة أعنته عليها، وإن أرادني كنت بين ذراعيه كالطفلة الصغيرة يتلهى بها أبوها.

3- عدم الامتناع عنه إذا دعاها للفراش:

حذر الإسلام الزوجة من الامتناع عن زوجها إذا دعاها للفراش؛ لأن هذا من أول حقوقه عليها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ، فَبَاتَ وَهُوَ غَضْبَانُ، لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ)) [أخرجه ابن أبي شَيْبَة (4/306)،(17133) ، والبُخاري(3237)، ومسلم (3530)، وأبو داود(2141)].

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((ثَلاَثَةٌ لاَ تَرْتَفِعُ صَلاَتُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ شِبْرًا رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ)) [أخرجه ابن ماجة (971)].

وعن زيد بن أرقم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دعا الرجل امرأته فلتجب و إن كانت على ظهر قتب)) [أخرجه البزار في مسنده (ص 155 - زوائده)، الألباني في السلسلة الصحيحة (3/200)].

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أَوْفَى قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ مَا هَذَا يَا مُعَاذُ قَالَ أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ فَوَدِدْتُ في نفسي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلاَ تَفْعَلُوا فإني لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ تُؤَدِّى الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّىَ حَقَّ زَوْجِهَا وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِىَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ. أخرجه أحمد (4/381)، (19623)، وابن ماجة (1853)، السلسلة الصحيحة (3/200)].

وعَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِىٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا الرَّجُلُ دَعَا زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ)) [أخرجه أحمد(4/22)، (16397)، والتِّرْمِذِيّ (1160)، والنَّسَائي في الكبرى (8922)، الألباني: صحيح الترغيب والترهيب (2/199)].

فامتناع الزوجة عن تلبية رغبات زوجها يؤدي إلى تغيره عليها وتغيظه منها، واستبدال الحب بالأذى في قلبه، قال الشافعي - رحمه الله -:

خذي العَفو منى تستديمي مودتي *** ولا تنطقي في سورتي حين اغضبُ

ولا تنقريني نقركِ الدفَ مرةً*** فإنك لا تدرين كيف الُمغّيبُ

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالقوى*** ويأباك قلبي والقلوب تقلبُ

فإني رأيتُ الحبَ في القلبِ والأذى *** إذا اجتمعا لم يلبث الحبُ يذهبُ

4- عدم التعلل بأي ظرف للامتناع عن الزوج:

بعض الزوجات قد تتعلل أحيانا بالامتناع عن زوجها بعلل وحجج واهية، أحيانا بإدعاء المرض، وحيناً بوفاة أحد من عائلتها، وكل ذلك يغضب الزوج ويجعله ينفر من الحياة معها، عنْ عَمَّةِ عُمَارَةَ بْنِ غُرَابٍ، أنَّهَا سَألَتْ عَائِشَةَ أمَّ المؤمنين - رضي الله عنها -، فقالت: " إِنَّ زَوْجَ إِحْدَانَا يُرِيدُهَا فَتَمْنَعُهُ نَفْسَهَا، إِمَّا أنْ تَكُونَ غَضْبَى، أوْلَمْ تَكُنْ نَشِيطَةً، فَهَلْ عَلَيْنَا فِي ذَالِكَ مِنْ حَرَجٍ؟ قالت: نَعَمْ، إِنَّ مِنْ حَقِّهِ عَلَيْكِ أنْ لَوْ أَرَادَكِ، وَأَنْتِ عَلَى قَتَبٍ، لَمْ تَمْنَعِيهِ، قالت: قُلْتُ لَهَا: إِحْدَانَا تَحِيضُ، وَلَيْسَ لَهَا وَلِزَوْجِهَا إِلاَّ فِرَاشٌ وَاحِدٌ، أوْ لِحَافٌ وَاحِدٌ، فَكَيْفَ تَصْنَعُ؟ قالت: لِتَشُدَّ عَلَيْهَا إزَارَهَا ثُمَّ تَنَام مَعَهُ، فَلَهُ مَا فوْقَ ذَلِكَ، مَعَ أنِّي سَوْفَ أخْبِرُكِ مَا صَنَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهُ كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْهُ، فَطَحَنْتُ شَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ فَجَعَلْتُ لَهُ قُرْصًا، فَدَخَلَ فَرَدَّ الباب، وَدَخَلَ إِلى الْمَسْجِد، وَكَانَ إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ أغْلَقَ اْلْبَابَ وَأوْكَأ الْقِرْبَةَ وَأَكْفَأَ القدح وَأطْفَأ المصباح، فانتظرته أنْ يَنْصَرِفَ فَأَطْعِمَهُ اْلْقُرْصَ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ، حَتَّى غَلَبَنِيَ النوم وَأوْجَعَهُ ألْبَرْدُ، فَأتَانِي فَأقَامَنِي، ثُمَّ قال: ((أَدْفِئِينِي، أَدْفِئِينِي))، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقال: ((وَإِنْ، اكْشِفِي عَنْ فَخِذَيْكِ))، فَكَشَفْتُ لَهُ عَنْ فَخِذَيَّ، فَوَضَعَ خَدَّهُ وَرَأْسَهُ عَلَى فَخِذَيَّ، حَتىَّ دَفِق، فَأقْبَلَتْ شَاةٌ لِجَارِنَا دَاجِنَةٌ، فَدَخَلَتْ، ثُمَّ عَمَدَتْ إلى آلْقُرْصِ فَأَخَذَتْهُ، ثُمَّ أَدْبَرَتْ بهِ، قالت: وَقَلِقْتُ عَنة، وَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَبَادَرْتُهَا إلى الْبَابِ، فَقَالَ الَنَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((خُذِي مَا أَدْرَكْتِ مِنْ قرْصِكِ، ولاَ تُؤْذِي جَارَكِ فِي شَاتِهِ)) [خرجه البخاري في الأدب المفرد(120)، وأبو داود(270)].

وعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: اشْتَكَى ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: فَمَاتَ وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ، فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، هَيَّأَتْ شَيْئًا وَنَحَّتْهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: كَيْفَ الْغُلاَمُ؟ قَالَتْ: قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ، وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ، قَالَ: فَبَاتَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا كَانَ مِنْهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا))، قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: " فَرَأَيْتُ لَهُمَا تِسْعَةَ أَوْلاَدٍ، كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ" [أخرجه البُخَارِي (1301)].

5- إباحة الاستمتاع في حالة الحيض:

راعى الإسلام الحالة النفسية للزوج أثناء فترة نزول دم الحيض أو النفاس على الزوجة، فلم يمنعه البتة من مؤاكلتها والمبيت معها في فراش واحد، بل ومن الاستمتاع بها دون الجماع أو المعاشرة الحقيقية، وذلك كنوع من مراعاة الحالة الغريزية للزوج، فلربما ثارت شهوته وزوجه في حالة نزول الدم فيباح له قضاء وطره وإسكان غريزته دون الجماع المباشر، وذلك لأن الإسلام يتعامل مع الغرائز الفطرية بواقعية ووسطية بعيداً عن المثالية، أو الكبت لتلك الغرائز، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ، لَمْ يُؤَاكِلُوهُنَّ، وَلَمْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ، فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) [سورة البقرة: 222]، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّكَاحَ))، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْيَهُودَ، فَقَالُوا: مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلاَّ خَالَفَنَا فِيهِ، فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، فَقَالاَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ: كَذَا وَكَذَا، أَفَلاَ نُجَامِعُهُنَّ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا، فَخَرَجَا، فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنْ لَبَنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَرْسَلَ فِي آثَارِهِمَا، فَسَقَاهُمَا، فَعَرَفَا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمَا.

- وفي رواية: " أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا لا يَجْلِسُونَ مَعَ الْحَائِضِ فِي بَيْتٍ، وَلاَ يَأْكُلُونَ، وَلاَ يَشْرَبُونَ، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلاَّ الْجِمَاعَ)) [أخرجه أحمد (3/132)، (12379)،) والدرامي(1053)، ومسلم (1/169)، (620)، وأبو داود (258 و2165)، وابن ماجة"( 644)، والتِّرْمِذِيّ (2977)].

فالمرأة التي لا تتزين لزوجها قد تدفعه إلى ارتكاب الخطيئة، والمرأة التي لا تدلل زوجها ولا تحتويه بحنانها وحبها وعطفها قد تدفعه إلى الخطيئة، والمرأة التي تمتنع عن زوجها قد تدفعه إلى ارتكاب الخطيئة.

فراجعي نفسك أختي الحنونة الطيبة، ويا أيتها الزوجة المسلمة العاقلة وابدأي صفحة جديدة مع زوجك، كي تنعمين وتهنأين وتسعدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زوجتي ..لا تدفعيني إلى الخطيئة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف أتعامل مع زوجتي التي تثير المشاكل مع أبنائي من زوجتي الأولى ؟
»  الصبر يا زوجتي
»  زوجتي أنت سر نجاحي
»  إلى زوجتي ( من هو المفلس )
»  تساؤلات منطقية عن عقيدة الخطيئة والفداء من الإنجيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ المكتبه الاسلاميه والفتاوي الشرعيه ۩✖ :: المـــرأه المسلمه-
انتقل الى: