إلى غير المحجبات... هذه نتائج الاختلاط
اختلاط النساء بالرجال أمرٌ خطير, وشر مستطير، والمفاسد, والأضرار التي تعاني منها المجتمعات التي طبقته, وجربته خير دليل, وأصدق برهان على ذلك، ولذا كان الرأي بعد تجربة ومعاناة له دلالته ومعناه لأنه رأي جاء بعد رؤية للآثار، ومشاهدة للنتائج سلبـاً كانت, أو إيجابـاً, واختلاط النساء بالرجال تعاني منه المجتمعات التي جربته أشد المعاناة، فقد قوّض أمنهم, وهدم أخلاقهم، وزعزع استقرارهم، وفكك روابطهم فسطرت أقلام بعضهم ذكر شيء من أضراره، وبيان شيء من أخطاره ناصحة؛ لبني قومها، ومحذرة في الوقت نفسه غيرها أن تحذو حذوها فيصيبها ما أصابها .
تقول الصحفية الأمريكية " هيليان ستانبري " أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم, وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا لعصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية, وانطلاق، ومجون أوربا, وأمريكا، امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعـاً مليئـاً بكل صور الإباحية, والخلاعة، إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي, والأوروبي، قد هدد الأسرة, وزلزل القيم, والأخلاق " .
وتقول الكاتبة " أنارود " إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال.
وفي بريطانيا حذرت الكاتبة الإنجليزية " الليدي كوك " من أخطار وأضرار اختلاط النساء بالرجال، حيث كتبت محذرة: على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا.
لقد دلنا الإحصاء على البلاء الناتج من حمل الزنا يتعاظم, ويتفاقم حيث يكثر اختلاط النساء بالرجال، علموهنَّ الابتعاد عن الرجال، أخبروهنَّ بعاقبة الكيد الكامن لهنَّ بالمرصاد.
هذه أقوالهم من واقع حالهم.
أما الأرقام, والإحصائيات عن أضرار اختلاط النساء بالرجال فتوضح أن 70% إلى 90% من الموظفات العاملات بمختلف القطاعات ارتكبت معهنَّ فاحشة الزنا.
ونصف من أجري معهنَّ استفتاء ممن يعملون في مجال الأمن تعرضنَّ لارتكاب فاحشة الزنا معهنَّ من قبل رؤسائهنَّ في العمل.
حتى الجامعات, وأماكن التربية والتعليم, لم تسلم من هذه الموبقات, فأستاذ الجامعة يرتكب الفاحشة مع طالبته، والطلاب يفعلون ذلك مع الطالبات, والمعلمات بالرضا, أو بالإكراه.
هذه الإحصائيات، وهذه الأرقام رغم ارتفاع معدلاتها فهي قبل أكثر من ربع قرن من الزمان فما الظن بالحال الآن؟
الحال الآن أن الاختلاط بين الرجال, والنساء في ديار الكفار لم يزد الناس إلا شهوانية حيوانية، وسعاراً بهيميـاً فارتكاب الفواحش، وهتك الأعراض في ازدياد وارتفاع، وهذا الواقع يرد على من يقول إن الاختلاط يكسر الشهوة، ويهذب الغريزة، حيث زاد الاختلاط من توقد الشهوة, وزاد من الفساد, ومثله مثل الظمآن يشرب من ماء البحر فلا يزيده شربه إلا عطشـاً على عطش, يقول سيد قطب ـ رحمه الله ـ: " ولقد شاع في وقت من الأوقات أن الاختلاط تنفيس, وترويح, وإطلاق للرغبات الحبيسة، ووقاية من الكبت، ومن العقد النفسية (!!)، ولكن هذا لم يكن سوى فروض نظرية رأيت بعيني في أشد البلاد إباحة, وتفلتا من جميع القيود الاجتماعية, والأخلاقية, والإنسانية ما يكذبها, وينقضها من الأساس.
نعم شاهدت في البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي, والاختلاط الجنسي بكل صوره, وأشكاله أن هذا كله لم ينته بتهذيب الدوافع الجنسية, وترويضها إنما انتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي, ولا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ, والاندفاع.
وشاهدت الأمراض النفسية، والعقد التي كان مفهومـاً أنها لا تنشأ إلا من الحرمان، وإلا من التلهف على الجنس الآخر المحجوب، شاهدتها بوفرة, ومعها الشذوذ الجنسي بكل أنواعه ثمرة مباشرة للاختلاط الذي لا يقيده قيد, ولا يقف عند حد.
والتجارب المعروضة اليوم في العالم مصدقة لما نقول، وهي في البلاد التي بلغ الاختلاط فيها أقصاه أظهر في هذا وأوقع من كل دليل. أ.هـ.
إن العاقل لا يقول: " لنلقي إنسانـاً وسط أمواج متلاطمة, ثم نطلب منه أن يحافظ على ثيابه من البلل.
وهو لا يقول: " لنلقي إنسانـاً وسط نيران متوقدة، ثم نطلب منه أن يحافظ على جسمه من الاحتراق ".
إذا كان لا يقول ذلك لعلمه باستحالته فهو كذلك لا يقول لتختلط النساء بالرجال في الوظائف, والأعمال, ودور التعليم, والجامعات؛ ليقينه أن العفة لا تجتمع مع مثيراتها، ومن مثيراتها الاختلاط بين الرجال والنساء، ولذا فإن الداعين لاختلاط النساء والرجال من بعض أبناء جلدتنا ممن يتكلمون بلغتنا, وينتسبون لديننا سواء كان ذلك على جهة التعريض, أو التلميح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر, ومتطلبات الحضارة, إنما يحملون من خلال هذه الدعوة معاول هدم لأمن أوطانهم، وسعادة مجتمعاتهم, وترابط أسرهم، وكرامة نسائهم وغيرة رجالهم، إن العقلاء في البلاد التي جربت الاختلاط بعد أن شاهدوا آثاره المضرة, ومساوئه المتعددة, نادوا بقوة بمنع اختلاط النساء بالرجال في بلادهم؛ بعد أن أحسوا أنها تهددهم في قوتهم.