السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدى اختي ابن عمره 16 سنه ,وهو من اسرة محافظة جداً,
ولديه حاسوب خاص , اكتشفت اختي ان جهازه مليء بالصور الخليعة,
يحصل على معظمها عن طريق (فلاش ميموري)من اصدقاءه
اختي لاتستطيع ان تخبر زوجها لانه لايتفهم وسيستخدم العنف وقد تولد ردة فعل سيئة لدى الولد...
بماذا تنصحونها ؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يصلح شأن ابنكم وان يهدي قلبه وان يحبّب إليه الإيمان ويزيّنه في قلبه ويكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان وان يجعله وابناء المسلمين من الرّاشدين ..
أخيّة ...
حقيقة لا أدري ماذا تقصدين بقولك ( أسرة محافظة جداً ) . .
فبعض الآباء يجتهد في المنع والتضييق والشدّة في الأمر والنهي ويعتقد أن هذه هي المحافظة وهذه هي التربية !!
والحق أن المنع وحده لا يكفي حتى يكون هناك حرص وجهد في تكوين المناعة النفسيّة عند الابن من سني مراحل عمره الأولى . .
فإذا كان ( الأب أو الأم ) مفرطاً في غرس القيم ، وتدعيم جانب ( المناعة ) عند الطفل ، وينصب كل حرصه في منعه أو منع عنه . . فهو بالتأكيد سيُنتج جسماً بلا روح !
وإن من أهم القضايا التي ينبغي غرسها في الأبناء من لحظة عمر الثلاث سنوات قيمة ( المراقبة الذّأتيّة ) . . ليست مراقبة الكبت والحصار والسؤال والعتاب والعقاب . .
صدقيني أخيّة .. ما يحصل من الأبناء في عمر ( المراهقة ) وعمر ( البلوغ ) إنما هو نتاج الغرس . .
فحين يصدر منهم سلوك غير مقبول ، وخصوصاً مثل هذه السلوكيات ( الخفيّة ) فهذا لا يعني أن سلوكه ( مفاجئاً ) بمع بمعنى أنه وليد اللحظة .. إنما ذلك ترجمة لبعض أخطائنا في التربية أو أخطائنا في مفهوم ( التربية ) و ( المحافظة الجادّة ) . .
وإنّي أقول هذا يا أخيّة . . لكل قارئ وقارئة قد أكرمه الله بأن رزقه البنين والبنات .. أن لا يعتني في تربيته بظواهر السلوك وتصحيح السلوك الظاهر فحسب !
بل أول ما ينبغي تصحيحه وتوجيهه هو الشعور والوجدان الذي هو محرك السلوك . .
أخيّة . .
النصيحة لهذه الأم ..
إن كانت تجيد استخدام الحاسب ..
1 - عليها أن تكتب له رسالة صغيرة على الحاسب .. تذكره فيها بأنه قد بلغ سن التكليف ، وأنه سيُسأل يوم القيامة عن كل سلوك يقوم به أمام الله مسؤوليّة كاملة ..
وتذكره برقابة الله له ، وأن الله من رحمته بعبده أنه يستره ويستره ويستره ليتوب ويعود ..
وفي نفس الوقت ما بين فترةوأخرى ترسل له على جواله بعض الرسائل التي تعمّق معنى محبة الله وتعظيمه ومراقبته ...
2 - إن رأت منه تحسناً .. وإلاّ فلتخلُ به وتتحاور معه بهدوء بلغة الأم الحنون الرؤوم التي تغمره بكلمات الحب والحرص والعزوة به وإشعاره بقيمته ومسؤوليّته ..
ثم تخاطب عقله .. لماذا تفعل هذا ؟!
هل فقط تريد إثارة غريزتك ؟!
هل تريد أن نزوّجك لتقضي غريزتك بطريقة صحيحة ؟!
هل أنت مستعد ان تكون مسؤولاً عن بيت وزوجة وتتحمّل تبعات ذلك وأنت في هذه السن ؟!
إذا كنت لا تستطيع فلماذا يا بني تثير غريزتك ؟!
هل تتوقّع أنك تشبعها ؟!
وهل تشعر بالرضا عن نفسك حينما تفعل شيئا تستخفي به عن أعين الناس ولا تستخفي به عن عين الله ؟!
وهكذا خاطبي فيه عقله وعاطفته ... صحيح أن بعض الكلام قد لا تستسيغه بعض الأمهات أو تخجل من أن تناقش ابنها بهذه الصورة !!
لكني أقول : أن تحاول الأم تجاوز عتبة الخجل ، وتضغط على نفسها لأجل أن لا تندم في يوم ما على انحراف ابنها في سلوك خاطئ قد يجرّه إلى أمور لا تُحمد عقباها .. وعندها سيكون اللوم على الخجل !!
الأم بحاجة إلى أن تكون أكثر وعياً وثقافة وقدرة على أن تحتوي ابناءها خاصة في مثل هذا العمر الحرج . . الذي تثور فيه رغبات الابن أو البنت مع سيطرة حب الذات والاستقلاليّة عن الآخرين . .
3 - اسأليه : هل يشعر أنه ( وحاله هذه ) في مشكلة ويحتاج مساعدة في حلّها !!
أخبريه أنك ستكونين معه .. وستكونين الصدر الحاني عليه ..
ثم اطلبي منه أن يقترح عليك بعض خطوات المساعدة التي يظن أنها تعينه على تجاوز هذه المشكلة ...
واقترحي عليه ( كاقتراح ) لا كـ ( أمر ) :
- أن يكون الجهاز مشتركاً بينك وبينه .
- أن لا يفتح جهازه إلاّ في مكان عام من البيت ولا يفتحه وهو في غرفته خالياً بنفسه .
- أن يكون ( الميموري ) مشتركاً بينك وبينه .
- اطلبي منه أن يبتعد ويقطع التواصل مع صحبة السوء ..
4 - على هذه الأم .. أن تجهد ليلها وسجودها بالدعاء لابنها . . فإن من الدعوات المستجابة دعاء الوالد لولده .. والله رحيم لطيف كريم .. ارفعي يديك واضطرّي إليه واسأليه أن يهديه .. وابذلي جهدك في النّصح والتوجيه بطريقة حكيمة هادئة .
أبداً أبداً ( الآن ) لا تستخدمي معه لغة التهديد أو التلويح له بأنك ربما تخبرين والده !
أسأل الله العظيم أن يهدي قلبه ويقرّ به عينك .