السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة, وأرجو منك حل مشكلتي؛ فقد تعبت نفسيًا,
وأصبحت في عالم الوهم.
مشكلتي كانت في البداية سرعة بنبضات القلب, وقد كنت أتناول القات المنشط, وفي يوم من الأيام وبينا أنا في المسجد وقد كنت سهران -وقد ذهبت لصلاة الجمعة بعد أكل القات مباشرة- فجأة توقف قلبي, ثم شهقت بقوة, وعاد النبض, وحدث لي تعرق, ورعشة, وعطش شديد, وبعدها توقفت عن تناول القات, ثم صار وقتي كله تفكير بالتوقف, ما السبب؟
بعدها بفترة صار نبضي سريعًا بعد الأكل, وحدث لي قلق وخوف, وذهبت إلى المستشفى وعملت تخطيط قلب, وقالوا: سليم, ثم عملت إشاعة إيكو, وقالوا: سليم, وتحاليل للقلب وكانت كلها - والحمد لله – سليمة, وصارت تأتيني خوارج انقباض توقف القلب ثم عودته بنفس الوقت, وتخدر بالجبهة, وألم في الرأس وتنميل, وأيضًا تنميل بالقدم, وبرودة بالأطراف, وقد عاد النبض طبيعيًا, لكن الخوارج وألم الصدر أتعبتني, علمًا أني لست مدخنًا, وقد تركت القات منذ أربعة أشهر, فأرجو منك - يا دكتور - أن تصف لي حلاً لمشكلتي؛ فقد تعبت من المعاناة, وصار تفكيري كله متى أموت؟ وصرت أنتظر الموت في أي لحظة, هل حالتي نفسية أم عضوية؟ وما سبب التوقف الذي حصل معي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, بعد:
أخي: حالتك هي حالة قلقية يمكن أن نربطها بتعاطي القات الذي يحتوي المادة الكافيئين، وهي مادة من فصلية الأنفيتامينات, وبالفعل تؤدي إلى زيادة في النشاط الجسدي, وتؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي؛ مما يؤدي أيضًا إلى تسارع في ضربات القلب.
أيها الفاضل الكريم: أعتقد أن الذي حدث لك هو قلق حاد جدًا يرقى لدرجة ما نسميه نوبات الفزع أو الهرع, ولاشك أن ما حدث من هبوط لضربات القلب لفترة وجيزة جعلتك في رعب أكثر, بالرغم من أن هذه الحالات هي حالات فسيولوجية ومعروفة جدًا.
موضوع الخوارج يعتبر موضوعًا حميدًا, وأنت قمت بكل الفحوصات اللازمة, وهذا يكون أن يكون مطمئنًا جدًا بالنسبة لك.
ظاهرة الخوارج والضربات الهابطة وما يشبه توقف القلب للحظات معروفة جدًا تعتبر حالات حميدة.
أخي: أنا أرى أولاً: أن تقتنع بما ذكر لك أن قلبك سليم.
ثانيًا: حاول أن تعيش حياة صحية, وذلك من خلال ممارسة الرياضة، والتوازن الغذائي، ولاشك أن تمارين الاسترخاء مطلوبة تمامًا في حالتك، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو إلى الرجوع إليها والاسترشاد بما فيها لعل ذلك أن ينفعك - بإذن الله تعالى -.
استعمال الأدوية مثل: عقار أندرال, فالبعض يتناوله بجرعة صغيرة, وأعتقد أنه سوف تطمئنك كثيرًا, وفي ذات الوقت يجب أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف, ومن أفضلها عقار سبرالكس, والذي يعرف باسم استالوبرام, والجرعة المطلوبة في مثل هذه الحالات هي جرعة صغيرة, وتبدأ بـ(5) مليجرامات - أي نصف حبة - تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوعين, بعد ذلك اجعلها حبة كاملة عشرة مليجرامات, تناولها أيضا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر, ثم خفض الجرعة إلى (5) مليجرامات يوميًا لمدة شهر, ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يوم لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم: حالتك أيضًا تتطلب أن تكون تحت الإشراف الطبي؛ وذلك لتطمئن, وأن لا توسوس, أو تتوهم المرض, وأن لا تتنقل بين الأطباء، فاذهب إلى طبيب الأسرة أو طبيب الرعاية الصحية الأولية أو أي طبيب باطني وقم بمقابلته ومناظرته, وإجراء الفحوصات العادية مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أشهر.
ومن المهم جدًا - أخي الكريم - أن تصرف انتباهك, ولا تفكر في هذا الأمر أبدًا، والموت - يا أخي الكريم - انتظاره أو عدم انتظاره والتفكير فيه أو عدمه لا يزيد في عمر كل إنسان, ولا يقلل منه لحظة واحدة، وأنا أعتقد أن مخاوفك مرضية, والسبرالكس سوف يفيدك كثيرًا, وآلام الصدر والتنميل والفتور في الأطراف هذه كلها أعراض قلقية، فأرجو - أخي الفاضل الكريم - أن تطبق تمارين الاسترخاء - كما ذكرت لك - وأن تصرف انتباهك, وأن تتناول الدواء الموصوف, وإن شاء الله تعالى كل الذي بك سوف يزول.
أنا سعيد بأن أعرف أنك توقفت عن تعاطي القات، وإذا كان الشاي والقهوة من المسببات لضربات القلب فأرجو أن تخففها.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, ونسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.