السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة, متزوج, أعاني من كثرة التفكير, وغالبا أحس أني أفكر ولكن لا أعلم في ماذا أفكر, صرت أنسى كثيرا, وكذلك لدي تخيلات: مثلا إذا ركبت الطائرة أتخيل أنها ستقع, أو وأنا أسوق السيارة أتخيل أني سوف يحصل لي حادث, وإذا اتصلت على والدي ولم يردا علي أتخيل مكروها وقع لهما, وكذلك أفكر في مسؤولياتي ومسؤوليات أهلي كثيرا, مما يسبب لي الأرق, وكذلك أشعر عند طلبي من مديري أي طلب بزيادة نبضات القلب, وبالخجل من سؤاله, وأخاف من القطط والكلاب منذ الصغر وإلى الآن.
أرجو من الله ثم منكم مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ي.ع.ا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك تعاني من حالة نفسية بسيطة تعرف بقلق المخاوف المركب، لديك قلق واضح جدًّا، وهو الذي يجعلك مشتت التفكير، وتسترسل في تفكير خيالي يقوم على الوسوسة والمخاوف، وهذا كله سبب لك الأرق واضطراب النوم، والقلق أيضًا نتج عنه ما يمكن أن نسميه بشيء من رهاب المواجهة البسيط، وبما أنه لديك خوف من القطط والكلاب منذ الصغر فهذا يأتي تحت نطاق ما نسميه بـ (قلق المخاوف المركب).
هذا لا يعني أنك تعاني من عدة أمراض، هي حالة نفسية واحدة، قد تكون مرتبطة بشخصيتك، هنالك بعض الناس لديهم جوانب الحساسية والقلق في شخصياتهم، وهذا يجعلهم عرضة لمثل هذه الأعراض.
العلاج يكون من خلال التجاهل لهذه الأعراض، وممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها، وسوف تجد فيها -إن شاء الله تعالى– فائدة كبيرة جدًّا، خاصة إذا كنت حريصًا على تطبيق هذه التمارين.
والجزء المهم في العلاج هو ألا تتجنب المواقف التي تحس فيها بالخوف، على العكس تمامًا كن مواجهًا، وكرر هذه المواجهات، وهذا نسميه بالعلاج بالتعريض والذي يؤدي إلى التحصين التدرجي، أي أنك تكون حصنت نفسك ضد المخاوف وبالتدرج.
الخوف من القطط والكلاب: لا أعتقد أنه الآن سوف يواجهك، أنت الآن في سن تؤهلك للتعامل مع هذه الحيوانات، والخوف في الصغر من هذه الحيوانات هو أمر طبيعي جدًّا, انظر للأمور بإيجابية أكثر، أكثر من تواصلك الاجتماعي –كما ذكرت لك– هذا مهم، احرص على صلاة الجماعة، فهي من أفضل أنواع التعرض الاجتماعي. الفكر الوسواسي التشاؤمي حاول أن تحقره وتستبدله بفكر مخالف.
أرى أنك سوف تستفيد جدًّا من تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وأفضل علاج أراه هو عقار (زولفت) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، والجرعة في حالتك هي جرعة صغيرة جدا، وهي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا –أي نصف حبة– تناولها ليلاً بعد الأكل، واستمر عليها لمدة أسبوعين، وبعد انقضاء فترة الأسبوعين تناول الدواء بجرعة حبة واحدة ليلاً، استمر على هذه الحبة لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا هو العلاج الصحيح لحالتك، وأنا على ثقة تامة أنك -إن شاء الله تعالى– سوف تُشفى تمامًا إذا طبقت ما ذكرته لك بإذنِ الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.