السؤال
السلام عليكم
عمري 17 عاما تقريبا, وأنا طالب ممتاز, ومتفوق, وأصلي في المسجد, ومشكلتي أني في الثانوية أخشى التحدث مع التلاميذ, الحمد لله تغلبت على هذه المشكلة, وصرت لا أخاف, ولا أرهب منهم, خاصة الجنس الآخر, لكن الآن المشكلة هي الكلام, يقول البعض لي إن طريقة كلامك غريبة, وهذا صحيح, فأنا في الحقيقة لا أقدر على التعبير عن نفسي, أو عن أي شيء آخر بسهولة, أعني لا أعرف أن أشرح ولا أخبر.
أتكلم لكن أخطائي في الكلام, والسبب في الماضي كان الخوف, أما الآن لم أعد أخف, فهل من حل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد سخاي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالحمد لله الذي جعلك من الطلاب المتفوقين ومن المصلين في المسجد، نسأل الله أن يحفظك أيها الابن الفاضل، وإن شاء الله تعالى لن يصيبك مكروه ما دمتَ أنت على هذه السجية والفطرة العظيمة.
مشكلتك -إن شاء الله تعالى– بسيطة جدًّا، فيظهر لي أنك حساس بعض الشيء، وما يأتي من خوف وقلق ورهبة في المواقف الاجتماعية هذا لا نعتبره مرضا، خاصة في مثل سنك، الخوف والرهبة تحفز الإنسان، هنالك عملية فسيولوجية بسيطة جدًّا تحدث للإنسان حين يواجه أي موقف، ليس من الضروري أن يكون هنالك خوف، لكن المواجهات في حد ذاتها تتطلب استعدادا نفسيا وجسديا وفسيولوجيا، والجسم البشري خصه الله تعالى بسمات وميزات ومقدرات يُهيئ الجسد نفسه فيها لمواجهة هذه المواقف، وذلك من خلال إفراز مواد معينة مثل مادة الأدرينالين (مثلاً) والتي تساعد على زيادة تدفق الدم في الجسم، وهذا يُنشط العضلات وينشط الدماغ، ويزيد من ضربات القلب.
هذا كله من أجل تحفيز الإنسان، وأن يكون في درجة عالية من الاستعداد لمواجهة الموقف, لكن في بعض الأحيان قد تزيد درجة الاستعداد هذه مما ينتج عنه خوفا ورهبة، وتبدأ الأفكار السلبية تتساقط على الإنسان مما تؤثر على أدائه, أو تُشعره بأن أدائه غير جيد بالرغم أن ذلك ليس صحيحًا.
فأرجو أن تطمئن -أيها الفاضل الكريم– فالذي يحدث لك هو أمر عادي، أمر بسيط، والذي أريده منك هو المزيد من المواجهة، المواجهة التي أقصدها هي أن تُقابل الناس، أن تُكثر من التحدث أمام الآخرين، وأن تداوم على الصلاة في المسجد، لماذا لا تتفق مع إمام المسجد (مثلاً) أن يقرأ حديثا بعد صلاة العصر، وأنت تقرأ أيضًا حديثا (مثلاً) وهكذا. هذا كله أمر طيب.
ولي نصيحة مهمة لك جدًّا، وهي: أن الإنسان تتحسن مقدرته على التعبير من خلال الإدراك والمعرفة، فعليك بالاطلاع والإكثار من الاطلاع والتعلم من الآخرين، هذا -إن شاء الله تعالى– فيه خير كبير ومنفعة عظيمة جدًّا بالنسبة لك.
الأمر الآخر: حاول أن تنضم لأي نشاط طلابي، أو نشاط تقوم به جمعية في الحيّ، عمل خيري، مساعدة الضعفاء –وهكذا– هذا كله يجعلك -إن شاء الله تعالى– مقتدرًا ومواجهًا ومتفوهًا -إن شاء الله تعالى-.
هنالك حقيقة لا بد أن نذكرك بها، وهي أن كثيرا من الذين يعتقدون أن لديهم أخطاء في الكلام أو أنهم غير طلقين، هذا الشعور يكون شعورًا خاطئًا، ليس شعورًا صحيحًا، لأن القلق هو الذي يدفع الإنسان نحو هذا التفكير السلبي.
لي نصيحة أخرى لك وهي: أن تمارس رياضة جماعية مع مجموعة من الأصدقاء، هذا فيه -إن شاء الله تعالى– خيرا لك.
بر الوالدين واسترضائهما دائمًا يعود على الإنسان بالنفع والخير، وهذا يعطي القوة والقدرة والشجاعة ويطور المهارات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.