السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 27 سنة, أعاني من مشكلة النسيان بسرعة كبيرة, بحيث لم أستطع حفظ القرآن, فلم أتجاوز 4 سور قصيرة -سامحني الله- وأحفظ من أرقام الهاتف تقريبا 10 أرقام.
عندما أتشاجر مع أي شخص يمكنني قول أي شيء, ولكن في الغد أتكلم معه وكأن شيئا لم يقع.
أما بشأن الحلم في الليل فلا يمكنني تذكر أي شيء عندما أستيقظ, في كل مرة يضيع مني حسابي الإلكتروني نتيجة عدم تذكر الرقم السري أو اسم الدخول.
أثناء الصلاة في بعض الأحيان يختلط علي الأمر, ولا أعرف أنا في أي ركعة, الثالثة أو الرابعة, مع العلم أني لا أدخن, ولا أشرب الخمر والحمد لله.
ملاحظة: أبي رحمه الله توفي منذ سنة تقريبا عن سن يناهز 80 سنة -ربي يتغمده برحمته وأموات المسليمين أجمعين- وكان لديه نفس المشكلة, ولم يعد يعرف لا أقارب ولا أحباب, ولكن ربما هذا راجع لكبر سنه؛ لأنه في الأول كان يتمتع بصحة جيدة.
إخواني في الله أرشدوني, هل هذا نوع من الأمراض؟ أم هو مرض وراثي؟ وهل من علاج؟
والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khalil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهنالك فوارق طبيعية بين الناس في درجة تذكرهم واستيعابهم وحتى درجة ذكائهم، هذه الفوارق هي شيء إنساني معروف بين الناس، وهناك أمر آخر وهو أن الإنسان يمكن أن تكون له مقدرات قوية جدًّا في أشياء معينة, ولكن تكون مقدراته ضعيفة جدًّا في أشياء أخرى، وهذا شائع وكثير جدًّا، فتجد من له قدرة كبيرة على حفظ الأرقام، ولكنه مثلاً لا يعرف الأسماء كثيرًا، أو لا يستطيع أن يتذكرها -وهكذا–.
هذه فوارق موجودة بين الناس، والإنسان حين يعرف مشكلته هذا في حد ذاته يعتبر حلاًّ، مثلاً إذا كنتُ أعرف أنني لا أدرك,أو لا أتذكر الأرقام جيدة,فيجب أن أُكرر الأرقام أو أكتبها، وأحاول أن أربطها بأمور أخرى تذكرني هذه الأرقام –وهكذا-.
إذن المهم جدًّا أن يشخص الإنسان نفسه وعلته في مثل هذه الحالة، ويستطيع بعد ذلك أن يعالجها من خلال التكرار، من خلال الانتباه، من خلال الاطلاق وتقوية المعرفة.
دائمًا سيكون من الأجود والأفضل أن يقوم الإنسان بإجراء فحص، هنالك بعض العلل الطبية, وكذلك النفسية تكون ناتجة من أمراض معينة، مثلاً ضعف إفراز الغدة الدرقية يُعرف عنه أنه يُضعف التركيز والاستيعاب، وهذا قد يكون واردًا في بعض الأحيان، ونقص فيتامين (ب 12) أيضًا قد يؤدي إلى أعراض مثل هذه.
فأيها الفاضل الكريم: اذهب إلى الطبيب ودعه يقوم بفحصك ويقوم بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وإن شاء الله تعالى كلها تطلع سليمة، وإن كان هنالك نقصا في أي شيء سوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج البديل الذي يُغطي على هذا النقص.
وأنت من جانبك مطالب بأشياء معينة، أولاً: لا بد أن تنظم وقتك، وتنظيم الوقت يعني أن تعطي كل شيء وقته حسب الأسبقية المطلوبة، وهنالك أمور تحسن التركيز، منها: النوم الجيد –هذا مهم جدًّا– وممارسة الرياضة –هذا ثانيًا– وثالثًا: الغذاء الذي يحتوي على المكونات الغذائية المطلوبة, هذه أمور ثلاثة مهمة جدًّا جدًّا لتحسين التركيز.
نضيف إليها قراءة القرآن بتركيز وهدوء وترتيل، القرآن يحسن الذاكرة لدى الناس، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.
النقطة الأخرى –أي النقطة الخامسة– هي أن تقرأ قراءة حرة، بمعنى أن تكتسب من جميع المعارف، الإدراك يتحسن من خلال المعرفة والاطلاع ولا شك في ذلك.
نقطة أخرى: مجالسة الناس العارفين، وأن تكون حسن الاستماع، أن تكون حسن الاستماع هذا يساعدك كثيرًا، ويجعلك -إن شاء الله تعالى– تكون أكثر تركيزًا.
لا تشغل نفسك بموضوع والدك –عليه رحمة الله تعالى– أنت أدركته في السن كان فيها كبيرًا، وهو في هذه السن مدارك الإنسان قد تضعف.
إذن أمامك خطة واضحة جدًّا لتحسين التركيز لديك، وكما ذكرت لك إن الطبيب يمكن أن يعطيك بعض الأدوية التعويضية إذا اكتشف أن هنالك نقصا معينا في أي مكون ضروري للجسم.
في بعض الحالات الأدوية المضادة للقلق تساعد في إزالة التشويش الذي يصاحب التركيز، لأن القلق يؤدي إلى تشويش وتطاير في الأفكار.
هنالك دواء جيد جدًّا يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد) أعتقد أنك يمكن أن تتناوله، هذا مكون مفيد جدًّا، تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم –قوة الكبسولة خمسين مليجرامًا– استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هنالك أيضًا مكوّن مقوي يعرف باسم (أويجا ثري/ Omega 3) أرجو أن تتناوله يوميًا لمدة شهرين أو ثلاثة، وهذا -إن شاء الله تعالى– يُفيدك كثيرًا، وللفائدة أيضا انظر علاج كثرة النسيان سلوكيا: ( 269001 - 269270 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.