اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 إيجابيات الأحداث التي مرت بالمسلمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100200
إيجابيات الأحداث التي مرت بالمسلمين Oooo14
إيجابيات الأحداث التي مرت بالمسلمين User_o10

إيجابيات الأحداث التي مرت بالمسلمين Empty
مُساهمةموضوع: إيجابيات الأحداث التي مرت بالمسلمين   إيجابيات الأحداث التي مرت بالمسلمين Emptyالسبت 9 مارس 2013 - 5:15

خطبة الجمعة
الخطبة 1099 : خ1 - إيجابيات الأحداث التي مرت بالمسلمين ، خ 2 - دعاء للمسلمين و لأهل غزة.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2009-01-16
بسم الله الرحمن الرحيم

الخــطــبـة الأولــى :

الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أمناء دعوته وقادة ألويته و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.

لا يستقيم إيمان عبد إذا توهم أن الله عز وجل لا يعنيه ما يجري في الأرض :

أيها الأخوة الكرام، يعيش المسلمون محنة كبيرة، بل يعيش المسلمون امتحاناً صعباً، بل هو من أصعب الامتحانات، أن يقوي الله أعداءهم، أعداؤهم يتفننون في القتل، والهدم، والتشريد، والإفقار، والإذلال، والإبادة، هذا الامتحان الصعب يحتاج إلى تفسير عقدي، يحتاج إلى توضيح.
أيها الأخوة الكرام، ثم يظهر الله آياته حتى يقول الطغاة لا إله إلا الله، حينما أدرك فرعون الغرق قال:

﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ (90) ﴾

( سورة يونس الآية: 90 )

امتحان صعب، يصمد المؤمن في هذا الامتحان الصعب، قد يقول ضعيف الإيمان أين الله ؟ وغاب عنه أنه لا يستقيم إيمان عبد إذا توهم أن الله لا يعلم، لا يعلم ما يجري، ولا يستقيم إيمان عبد إذا توهم أن الله لا يقدر، زلزال تسو نامي يساوي مليون قنبلة ذرية، بلمح البصر، الله يعلم ويقدر، ولا يستقيم إيمان عبد إذا توهم أن الله عز وجل لا يعنيه ما يجري في الأرض:

﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾

( سورة الزخرف )

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ (123) ﴾

( سورة هود)

﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) ﴾

( سورة الكهف)

﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾

( سورة الأعراف الآية: 54 )

﴿ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾

( سورة الزمر )

انكشاف الأمر و تمييز الخبيث من الطيب :

أيها الأخوة الكرام، لابدّ من التوضيح، كما قيل البيان يطرد الشيطان، قال تعالى:

﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) ﴾

( سورة الأحزاب )

﴿ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا(23) ﴾

( سورة الأحزاب )

﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ﴾

( سورة الأحزاب )
أيها الأخوة، كيف الله عز وجل يقول:

﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 179 )
ورد في بعض الأحاديث: أنا لا تكرهوا الفتنة فإن فيها حصاد المنافقين.
انكشف الأمر، انقسم العالم إلى مجرم وإلى إنسان وأكثرهم مجرم.

الامتحان الصعب الذي يمر بالمسلمين نتيجة تقصيرهم وعدم إعداد العدة المتاحة :

الله عز وجل أهلك قوم صالح لأنهم عقروا، واو الجمع، والذي عقرها واحد، فسكوت قومه عن عمله مشاركة له في هذه الجريمة، وكل إنسان يسكت عن جرائم اليهود شريك لهم في الجريمة:

﴿ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15) ﴾

( سورة الشمس )
لابدّ من التوضيح، أيها الأخوة الكرام، نحن في امتحان صعب، العدو قوي جداً، وقد يكون هذا الامتحان الصعب نتيجة تقصير المسلمين لمئتي عام سابقة، ألم يقل الله عز وجل:

﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ﴾

( سورة الأنفال الآية: 60 )
عطلوا هذه الآية، وتواكلوا ولم يتكلوا، ولم يأخذوا بالأسباب، لكن هذا النصر الذي ترونه رأي العين أحد أسبابه أن المقاومين أخذوا بالأسباب، فوجئنا عندهم سلاح مضاد للطيران، وسلاح مضاد للدرع، وعندهم صواريخ تصل إلى تل أبيب:

﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ﴾

( سورة الأنفال الآية: 60 )
وما كلفنا الله أن نعد العدة المكافئة ولكن الله أمرنا أن نعد العدة المتاحة.

الحق لا يقوى إلا بالتحدي وأهل الحق لا يستحقون الجنة إلا بالتضحية : أيها الأخوة الكرام، حديث أذكره كثيراً، كل شيء ما سوى الله ممكن الوجود، معنى ممكن الوجود أي ممكن أن يكون وممكن ألا يكون، احتمال آخر، ومعنى ممكن الوجود أنه ممكن أن يكون على ما هو عليه أو ممكن أن يكون على خلاف ما هو عليه، فالسؤال الكبير أليس الله قادراً أن يضع هؤلاء المجرمين الطغاة في كوكب آخر، ونرتاح منهم ؟
لا في بدر، ولا في أحد، ولا في الخندق، ولا في اليرموك، ولا في القادسية، ولا في هذه المعارك التي تجري الآن، ممكن، أليس من الممكن أن يكون هؤلاء المجرمون في قارة خاصة بهم لا نراهم ولا يرونا ولا تواصل بيننا ؟ ممكن، أليس من الممكن أن يكون هؤلاء في حقبة أخرى مثلاً في القرن الخامس عشر يأتي الله بالمجرمين، وفي القرن الثامن عشر بالمؤمنين، ممكن، ولكن شاءت حكمة الله أن نعيش معاً في زمن واحد، وفي مكان واحد، ما الحكمة ؟ قال: لأن الحق لا يقوى إلا بالتحدي، الحق لا يقوى إلا بالتحدي وأهل الحق لا يستحقون الجنة إلا بالتضحي:

﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

( سورة آل عمران )

المعركة بين حقين لا تكون وبين حق وباطل لا تطول وبين باطلين لا تنتهي :

لذلك أيها الأخوة، شاءت حكمة الله أن يكون أهل الحق وأهل الباطل ودقق في هذه الآية:

﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) ﴾

( سورة القلم )
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ أي ينبغي أن يكون الطرف الآخر وغير المسلمين مجرمون، هذا الطفل الصغير ماذا فعل ؟

﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (Cool بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) ﴾

( سورة التكوير)
ماذا فعل هذا الطفل الصغير ؟ هذه المرأة ماذا فعلت ؟ هذا البيت لماذا هدم ؟ هذه الغذائيات لماذا أحرقت ؟ هذا الحقل لماذا جرف ؟ هذا البئر لماذا ردم ؟ هذا الإنسان لماذا قتل ؟ ماذا فعلوا ؟
موت كعقاص الغنم، لا يدري القاتل لمَ يقتل، ولا المقتول فيمَ قُتل، يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى، ولا يستطيع أن يغير، إن تكلم قتلوه، وإن سكت استباحوه، إذاً شاءت حكمة الله أن يجتمع الحق مع الباطل في أرض واحدة، وفي منطقة واحدة، وفي زمن واحد، وأن يجتمع المجرم مع المحسن، والظالم مع المنصف، هذا الاجتماع ينتج عنه ما يلي: ينتج عنه أن بين الحق والباطل معركة أزلية أبدية، والله يبشرنا أنه مع الحق، لذلك المعركة بين حقين لا تكون، وبين حق وباطل لا تطول، وبين باطلين لا تنتهي، إذاً الحكمة من وجود المسلمين والمجرمين في مكان واحد أن الحق لا يقوى إلا بالتحدي، وأن أهل الحق لا يستحقون جنة عرضها السماوات والأرض إلا بالتضحية والبذل، هذه حقيقة أولى.

كل شيء وقع أراده الله وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة :

الحقيقة الثانية دقيقة جداً، كل شيء وقع أراده الله، إياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تفهموا أن من إرادة الله أنه أمر به، أو أنه رضيه، لكن سمح به لحكمة بالغة بالغة بالغة عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها، والله الذي لا إله إلا هو أدعو الله جلّ جلاله أن يمد بأعماركم لتروا بعد حين النتائج الإيجابية لهذه المعركة، سأبين لكم بعض قليل بعض هذه النتائج، لذلك لا يستقيم إيمان عبد إذا توهم أن الله لا يعلم، وأن الله لا يقدر، وأن الله لا يعنيه، بل يستقيم إيمانك أن تعلم أن هذه الفتنة وراءها حكمة بالغة بالغة، أرجو الله عز وجل أن يكشف لنا بالقريب العاجل حكمتها، الذي مات مات بأجله، وختم عمله، و نسأل الله له الشهادة، والذي هدم يعاد بناؤه، ولكن إرادة العدو أن يحطمنا، أن يكسر إرادتنا، أن يذلنا، لم تقع أبداً شعرنا بقوتنا، شعرنا بوحدتنا، شعرنا أننا نخيف الآخر، عشنا عمراً مديداً نخاف منه، الآن نخاف منه ونخيفه، في بلاده صفارات إنذار وملاجئ و1250 إصابة، خارج غزة باعترافه هو الرعب انتشر، صار في توازن رعب، صار في طرح جاد في الكيان الصهيوني، في موضوع بقاء إسرائيل، كان الموضوع من قبل أمنها فقط لم يطرح إلا موضوع الأمن الآن مطروح بجدية موضوع بقاء إسرائيل هذا إنجاز كبير.
أيها الأخوة، يجب أن تؤمنوا إيماناً يقينياً أن الله لن يتخلى عنا، كل شدة للمؤمنين وراءها شَدة إلى الله، وكل محنة تصيب المؤمنين وراءها منحة من الله.
أيها الأخوة، كل شيء وقع أراده الله، بمعنى سمح به، لم يأمر به ولم يرضه لكن سمح به لحكمة بالغة بالغة، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، و الحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق.

إيجابيات الأحداث التي مرت بالمسلمين :

1 ـ نقلة كبرى في الكيان الصهيوني هدفهم الأول كان أمناً فأصبح بقاءً:
أيها الأخوة الكرام، سلبيات الأحداث يعرفها جميع الناس من دون استثناء ؛ القتل، والدم، والقهر، والاعتقال، وهدم البيوت، وحرق الأغذية، وضرب المستشفيات، وسيارات الإسعاف، سلبيات الأحداث يعرفها كل الناس من دون استثناء، لكن قلة قليلة ممن تعمقوا في الفكر، ممن تعمقوا في الفهم، ممن تجاوزوا الظاهر يكشفون حقيقتها وإيجابيتها، أولاً نقلة كبرى في الكيان الصهيوني هدفهم الأول كان أمناً فأصبح بقاءً هذا أكبر إنجاز.

2 ـ اليهود فقدوا الحسم:
الهدف الثاني كانوا يشنون حرباً وينهونها في ساعات، ويقابلون جيوشاً سبعة، وتنتهي في ست ساعات، الآن فئة قليلة مؤمنة، اليوم الواحد والعشرون لم يحققوا أي هدف، أصبح هذا الجيش العملاق الجيش الأول في المنطقة، هذا الجيش الذي يعد رابع جيش في العالم بأسلحته، بقنابله الفسفورية، بقنابله العنقودية والانشطارية، وبطائراته الحديثة الجدة ومدرعاته الأحدث، هذا الجيش يتمرغ في الوحل، وما هذه الضربة الجنونية البارحة إلا تعبير عن أنه فقد صوابه، وكان الاتفاق أيام، أربعة أيام، وفي رأيهم أول يوم، دمر ثلاثمئة هدف، اليوم الواحد والعشرون ولم يحقق أي هدف.

3 ـ توازن الرعب:
أيها الأخوة، الإنجاز الثالث، الثاني فقد أعداؤنا الحسم، حسم لا يوجد عندهم، الانجاز الثالث صار في توازن رعب، نخيفهم يهابوننا، يخافون من صواريخنا، يخافون من تماسكنا.

4 ـ تشويه صورة العدو عند أهل الأرض جميعاً:
أما هناك هدف كبير أحياناً تدفع أنت مليارات من أجل أن تشوه صورة عدوك، مليارات، صورتهم شوهت لألف عام قادم لا عند المسلمين بل عند أهل الأرض أجمعين، سمعتهم، هم واحة حرة في الشرق الأوسط، هم يؤمنون بالديمقراطية والحرية، عندهم انتخابات وأحزاب، ورئيسهم مُنح جائزة نوبل وهذه الجائزة لأنها منحت لرئيس كيانهم فقد أصبحت تحت الأقدام، إذا كان رئيس كيانهم يحمل جائزة نوبل فهذه الجائزة لا وزن لها في الأرض، هذا اسمه سقوط حضاري، أي العالم كله شرقه وغربه شماله وجنوبه إن كان هناك اعتراضات على هذا الكيان، هذا الاعتراض ضرب بمليار بعد هذه الأحداث لأنهم ما تمكنوا إلا من الأطفال، ومن النساء، ومن العُزّل، ومن البيوت، جيشهم مجهز لجيش مثله، f16، الأباتشي، هذه مجهزة لتقاوم جيوش لا مدينة عزلاء محاصرة من سنتين، جائعة، لا ماء فيها، ولا بترول، ولا طعام، ولا شراب، وفوق هذا الحصار قصف يومي.

5 ـ سقوط العدو حضارياً و إذابة المسلمين في بوتقة واحدة:
أيها الأخوة، لا أعتقد أن إنساناً على وجه الأرض فيه ذرة من ضمير إلا وارتعدت مفاصله من هذا الذي يراه، أي سقطوا حضارياً، ولعل هذه الأحداث وحدتنا، والله أذابتنا جميعاً في بوتقة واحدة، وَحْدَتنا مهمة جداً وهذا من فضل الله علينا، شيء آخر لهم أجل لقول الله عز وجل:

﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ﴾

( سورة الأعراف الآية: 34 )
هذا الأجل بهذه الحرب اقترب كثيراً.

6 ـ أصبح للمسلمين وزن في العالم:
أيها الأخوة، إنجاز آخر، أعداء المسلمين يتهمون المسلمين بأنهم في حقيقتهم ظاهرة صوتية، أي كلام، أما بهذه المعركة أصبح لهم بعد عملي، المسلم يفعل لا يكتفي بالكلام، كنا ظاهرة صوتية ليس لنا وزن في العالم أما هذه الفئة القليلة اجتمع أهل الشرق والغرب وغير المسلمين وبعض المسلمين على تدميرها.

إقناع العالم بعظمة الدين الإسلامي :

أيها الأخوة الكرام، هؤلاء المجاهدون أقنعوا المراقبين للأحداث بعظمة هذا الدين، كيف أن هذا الإيمان يغير المعادلات كلها:

﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) ﴾

(سورة البقرة)
لكن في غياب الإيمان الحقيقي هناك معادلات، جيش معه طائرات، جيش معه مفاعل نووي، قنابل ذرية، كل هذه القوة القوية ولا تنسوا قوله تعالى:

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

( سورة إبراهيم )
ثم يقول الله عز وجل:

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾

( سورة آل عمران الآية: 120 )

آيات القرآن الكريم في ظل اليأس والإحباط وثقافة الهزيمة لا معنى لها :

أيها الأخوة الكرام، انتصار هذه الفئة المؤمنة انتصار مبدئي إن شاء الله، وسيتم هذا الانتصار في القريب العاجل، انتصار هذه الفئة القليلة على أعتى قوة في المنطقة أعطانا جميعاً جرعة إيمانية منعشة، عاش المسلمون ثقافة الهزيمة، ثقافة اليأس، ثقافة الطريق المسدود، ثقافة الإحباط، لكن انتصار هؤلاء الأخوة أعطى المسلمين في العالم كله جرعة منعشة، انتعشنا نقرأ القرآن:

﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) ﴾

(سورة البقرة)
عندنا شاهد:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ﴾

( سورة محمد الآية: 7 )
آيات القرآن الكريم في ظل اليأس والإحباط وثقافة الهزيمة لا معنى لها، أما الآن أصبح لها معنى واضح، هؤلاء المجاهدون ينبغي أن نقبل رؤوسهم، وأن نقبل أيديهم، وأن نقبل الأرض التي تطأها أقدامهم، لأنهم أشعرونا بعزة الإسلام، وبأن الله مع المؤمنين بالدرس العملي.

خطاب إلى المجاهدين الأبرار :

يا أيها الأخوة، أخاطب هؤلاء المجاهدين، يا أيها المجاهدون بقدر ما كبرتم ببطولاتكم صغر القاعدون عن نصرتكم، فقد ضنّ هؤلاء المتقاعسون عليكم، ضنوا عليكم بأن يجتمعوا بعد عشرين يوماً من بدء مشروع إبادتكم، مشروع إبادة وتدمير ممتلكاتكم، وقتل ألف ومئة من نسائكم وأطفالكم، وجرح خمسة آلاف إنسان أعزل من شعبكم، بعد قتل ألف ومئة وجرح خمسة آلاف وبدء مشروع الإبادة، ضنّ هؤلاء المتقاعسون أن يجتمعوا، أغرب شيء سمعته في الأخبار أن بعض الموافقات على حضور هذا المؤتمر كانت شفهية ولم تكن كتابية، شعب يموت، شلال دم ينهمر، بيوت تهدم، الموافقة لم تكن كتابية، مادامت ليست كتابية النصاب لم يكتمل، بعد عشرين يوماً، بعد قتل ألف ومئة إنسان من الأطفال والنساء، بعد جرح خمسة آلاف إنسان، بعد تهديم معظم الأبنية والممتلكات، ضنوا عليكم أن يجتمعوا بحجة أن الموافقة كانت شفهية، هذه لا تصلح بميثاق الجامعة، لابدّ من موافقة خطية، شيء جميل، هؤلاء المتقاعسون سوف يموتون، وسوف يحاسبون عن كل قطرة دم أريقت بسبب تقاعسهم، وسوف يدفنون في مزابل التاريخ، وسوف يلعنهم الله والملائكة والناس إلى يوم الدين.

قد لزمنا بيوتنـــا وطلبنـــا منكم أن تقاتلوا التنينـــا
قد صغرنا أمامكــــم ألف قرن وكبرتم خلال حربكم قرونـا
***

الجنة أعلى مرتبة ينالها الشهيد :

أيها الأخوة، هذه الخطبة ليست موجهة في الأصل إلى أخوتنا أبطال غزة المقاومين الذين علموا المسلمين الجهاد ومقاومة الاستبداد، نحن نتعلم منهم دروس العزة، والكرامة، والصبر، والثبات، لأنهم يدافعون وحدهم عن الأمة الإسلامية والعربية جمعاء، هم ونساؤهم وأطفالهم وشبابهم وشاباتهم يدفعون وحدهم الثمن الباهظ من دمائهم لكن هذه الخطبة موجهة لمن فاتهم شرف الجهاد.
أيها الأخوة الكرام:

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) ﴾

(سورة آل عمران)
أعلى مرتبة ينالها الشهيد.
أيها الأخوة، الآية الثانية:

﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) ﴾

( سورة يس)
نحن نتألم لكن الله وعدهم بالجنة، وعدهم بجنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

النصر من عند الله وحده :

أيها الأخوة الكرام، كلمة النصر تفرح المؤمنين:

﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ (5) ﴾

( سورة الروم )
أول حقيقة النصر من عند الله:

﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ ﴾

( سورة الأنفال الآية: 10 )
ثاني حقيقة:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ (7) ﴾

( سورة محمد )
انصر دينه، اضبط دخلك، اضبط بيتك، اضبط نساءك، بناتك، اضبط لسانك، اضبط جوارحك، هذا هو نصر الله:

﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) ﴾

( سورة محمد )
أما إذا نصرك الله عز وجل:

﴿ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) ﴾

( سورة الفتح )

من ينصر الضعفاء ينصره الله على من هو أقوى منه : هناك نصر اسمه نصر أو مغلف بالنصر، هو استسلام، هو ذل، هو بهتان:

﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) ﴾

( سورة محمد )

﴿ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) ﴾

( سورة الفتح )
وفي الحديث الصحيح:

(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))

[ البخاري عن سهل بن سعد]
حينما نزيل الظلمات في مجتمعنا، حينما نزيل الظلم الأسري، الظلم في العمل، حينما نحل مشكلة العوانس، نحل مشكلة البطالة، نحل مشكلة الأمية، نحل مشكلة العمل، حينما نحل مشكلاتنا، نكون قد نصرنا ضعفاءنا وعندئذ يتفضل الله علينا بنصرنا على من هو أقوى منا، لأن الله عز وجل يقول:

﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

( سورة الروم )
ولقوله تعالى:

﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾

( سورة غافر الآية: 51 )

شروط النصر الإيمان بالله و إعداد العدة المتاحة : لكن الشرط أن تكون مؤمناً والشرط الثاني:

﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾

( سورة الأنفال الآية: 60 )
إن لكم تكن معك قوة تحمي بها منشأتك العدو يقصفها كلها، أربعون ملياراً خسارة قطر مجاور لنا من عدوان اليهود عليه، دمروا لهم البنية التحتية كلها إذاً لابدّ من أن تكون قوياً:

﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ﴾

( سورة الأنفال الآية: 60 )
ولأن القوي الطاغية لا يفهم إلا لغة القوة، ومن صفات المؤمنين:

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾

( سورة الشورى )
وشرط الجنة هذا الجهاد:

﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) ﴾

( سورة البقرة)

ما يجب على الإنسان في هذه الأيام :

1 ـ أن يكون الإنسان شهيداً في سبيل الله:
أيها الأخوة، أعلى مرتبة تنالها عند الله أن يكون الإنسان شهيداً في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، من طلب الشهادة صادقاً أوتيها ولو مات على فراشه، هذه الحالة الثانية، ما أتيح لك أن تقاتل لكنك تبكي، تتألم، تتمنى أن تكون معهم، تتمنى أن تكون شهيداً منهم، من طلب الشهادة صادقاً منحها ولو مات على فراشه، ثلاثة أنا أجيب بهذه الكلمات عن أسئلة كثيرة ترد إليّ ماذا نعمل ؟ أول شيء أن تكون شهيداً ما أتيح لك.

2 ـ أن يسأل الإنسان ربه الشهادة بصدق:
إذا كان إيمانك قوياً تتمنى وتسأل الله الشهادة صادقاً عندئذ تؤتى الشهادة ولو مت على فراشك.

3 ـ أن يجهز غازياً أو يخلفه في أهله:
ثالثاً:

(( مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا ))

[ متفق عليه عن زيد بن خالد ]
بمالك، والله أعرف أناساً يأكلون أخشن الطعام في هذه الأيام ليوفروا المصروف للأخوة المجاهدين، والله صار في بذل في هذه البلدة والله يفوق حدّ الخيال.

(( مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا ))

[ متفق عليه عن زيد بن خالد ]
بعد ذلك:

(( وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً في أهْلِهِ فَقَدْ غَزَا ))

[ متفق عليه عن زيد بن خالد ]
طالب في الجامعة أهله في غزة ما عاد يملكون أجور النفقة عليه، اعتنِ به، قدم له معونة، قدم له بيتاً، فقد غزا.

4 ـ أن يصلي في جوف الليل و يدعو لأخوانه المجاهدين بالنصر:
ما تمكنت لا أن تكون شهيداً، ولا أن تسأل الله الشهادة صادقاً، ولا أن تجهز غازياً، ولا أن تخلف غازياً في أهله، ألا تستطيع أن تصلي ركعتي قيام الليل وأن تسأل الله أن ينصرهم في جوف الليل:

(( إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلي السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له ؟ حتى يطلع الفجر))

[ أخرجه أحمد عن أبي هريرة]
صلِّ ركعتين في جوف الليل وقل يا رب انصر أخوتنا في غزة، الدليل:

(( أسرع الدعوات إجابة دعوة أخ لأخيه في ظهر الغيب فإنها لا ترد ))

[الطبرانى فى الكبير والأوسط، والبزار عن ابن عمر]

5 ـ أن يبكي و يتعاطف معهم:
ما تمكنت أن تدعو، إذا بكيت وأنت ترى هذه الدماء تسيل من أطفال صغار هذا البكاء تعاطف، بكاء، دعاء، أن تخلف غازياً، أن تجهز غازياً، أن تطلب الشهادة، أن تكون شهيداً، هذا متاح لنا جميعاً.
أيها الأخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين،

* * *

الخــطــبـة الثانية :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى صحابته الغر الميامين، و على آل بيته الطيبين الطاهرين.

الدعاء للمسلمين و لأهل غزة :

يا الله، يا الله، يا الله، يا غياث المستغيثين، يا صريخ المستصرخين، يا مفرج كرب المكروبين، ضاقت بنا المسالك، وأحاطت بنا المهالك، واشتدّت بنا الأزمات، واستحكمت حلقاتها، وأزفت الأزفة، وليس لها من دونك كاشفة، اكشف اللهم غمتنا، وفرج كربتنا، وأغث لهفتنا، اللهم من كادنا فكده، ومن مكر بنا فامكر به، ومن بغى علينا فخذه، فإنه لا يعظم عليك يا رب العالمين، اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزم أعداء الإسلام، أعداء القرآن، أعداء فلسطين، اهزم أعداء غزة، أعداء شعبها، اللهم اهزمهم، وانصرنا عليهم، اللهم مكن لنا ولديننا في الأرض، ولا تمكن منا أعداءنا، ولا تدع لهم سبيلاً علينا، اللهم إننا مظلومون فانتصر لنا، إننا مغلوبون فانتصر لنا، مظلومون فانتقم منهم، متضرعون فاستجب، مستغيثون بك فأغثنا يا غياث المستغيثين، نشكو إليك ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا، إلى من تكلنا ؟ إلى قريب يتجهمنا، أم إلى عدو ملكته أمرنا، إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، ولكن عافيتك أوسع لنا، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وأصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل بنا غضبك، أو ينزل علينا سخطك، لك العُتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك، يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نشكو إليك ظلم الأقوياء، وخنوع الضعفاء، وشح الأغنياء، وعجز الأمناء، و خيانة الأقوياء، وكيد الأعداء، وخذلان الأصدقاء، اللهم إنا نشكو إليك دماءً للمسلمين سفكت، وأعراضاً هتكت، وحرمات انتهكت، ومساجد دمرت، ومنازل خربت، ومدارس عطلت، ومزارع أحرقت، وأطفالاً أبرياء يتمت، ونساءً تأيّمت، وأمهات ثكلت، ليس لنا رب غيرك، ولا ملاذ سواك، اللهم فاغضب لعبادك المؤمنين، واثأر لجنودك الموحدين، وانتقم لنا من الطغاة المستكبرين، اللهم أحل بهم سخطك، وأنزل عليهم غضبك ونقمتك، واحرمهم من حلمك وإمهالك، وأرنا فيهم بطشك وقوتك يا جبار، يا قهار، يا عظيم، يا قوي، كن جباراً عليهم، انتقم لنا من أعدائك أعداء الدين، اللهم احفظ أهلنا في قطاع غزة الحبيب من بين أيديهم، وسلمهم من خلفهم، وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ومن تحتهم، اللهم تقبل شهداءهم، اللهم ليس لهم رب سواك ، ولا ناصر لهم سواك، إن خذلهم أهل الأرض فأنت ربنا وربهم، لا تخذلهم يا رب العالمين، لا تخذهم يا غياث المستغيثين، اللهم يا من أهلكت ثمود بالطاغية، وأهلكت عاداً بريح صرصرٍ عاتية، وأخذت فرعون وجنده أخذةً رابية، أهلك هذه الطغمة المتجبرة الباغية، ولا تبق لهم في أرضنا من باقية، اللهم إنهم طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، اللهم صبّ عليهم سوط عذاب، وكن لهم بالمرصاد، دمرهم كما دمرت إرم ذات العماد، اللهم أيدنا بجند من جندك، وأمدّنا بروح من عندك، واحرُسنا بعينك التي لا تنام، واكلأنا في سلطانك الذي لا يضام، اللهم قد انسدت الطرق إلا إليك، وانقطع الاعتماد إلا عليك، وضاع الأمل إلا منك، وخاب الرجاءُ إلا فيك، وأُغلقت الأبوابُ إلا بابك، وانقطعت الأسبابُ إلا أسبابك، وضاق كل جناب إلا جنابك، اللهم فلا تجعل اعتمادنا إلا عليك، ولا مفرّنا إلا منك، ولا رجاء إلا فيك، ولا رضا إلا عنك، ولا اعتصام إلا بك، ولا إخلاص إلا لوجهك الكريم، اللهم من أعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يُخذل، ومن استعان بك فلن يُغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هدي إلى صراط مستقيم، اللهم كن لنا ولياً ونصيراً، وكن لنا معيناً ومجيراً، إنك كنت بنا بصيراً، اللهم كن لأخواننا في غزة معيناً ونصيراً، وهادياً، ومثبتاً، ومؤيداً، يا رب العالمين، اللهم ارحم شهداءهم وتولى أهلهم من بعدهم وكن لهم عوناً ومعينا، وحافظاً وناصراً مثبتاً، آمين يا رب العالمين، يا أكرم الأكرمين أجب دعاء الصادقين من المستغيثين والمتضرعين، اللهم أنت عوناً لهم نسألك أن تستجيب لنا، وأن لا ترد دعاءنا، اللهم أنزل من السماء ملائكة يقاتلون مع أخواننا في غزة ويحمونهم، وأنزل من جنودك التي لا يراها أعداؤك ولا يراها أعداء الدين، اللهم أنزل جنوداً يقاتلون مع أخواننا في غزة يا رب العالمين، اللهم وفق ولاة المسلمين لما تحب وترضى، واجمع بينهم على خير إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إيجابيات الأحداث التي مرت بالمسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  وقفات مع الأحداث
»  دروس لنا من الأحداث
»  الوضوح في المواقف من الأحداث
» واجبنا تجاه الأحداث الجارية
»  الأحداث الكونية في العام الماضي تأمل واعتبار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: خطب مقـــرؤه-
انتقل الى: