اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 سلبيات المجتمع الإسلامي وحديث يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100270
سلبيات المجتمع الإسلامي وحديث يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم Oooo14
سلبيات المجتمع الإسلامي وحديث يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم User_o10

سلبيات المجتمع الإسلامي وحديث يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم Empty
مُساهمةموضوع: سلبيات المجتمع الإسلامي وحديث يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم   سلبيات المجتمع الإسلامي وحديث يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم Emptyالسبت 9 مارس 2013 - 4:37

خطبة الجمعة
الخطبة 1159 : خ1 - سلبيات المجتمع الإسلامي ، خ 2 - يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم.... .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2010-07-09
بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى:

الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في الله حقّ الجهاد، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

السلبيات التي يعاني منها المسلمون :

العدو يتآمر على الإسلام والمسلمين
أيها الأخوة الكرام، تنطلق أحياناً الخطبة من إيجابيات الإسلام، وهذا شيء يرفع معنويات المسلمين، لكن لابدّ من حين إلى آخر أن تنطلق الخطبة من السلبيات التي يعاني منها المسلمون، من أجل أن نعالجها لا من أجل أن نقفز عليها، فالعدو البعيد في أقاصي الغرب والقريب، يخطط للمجتمعات الإسلامية أن تمزق، وأن تضعف، وأن تفتقر، وأن تفسد، وأن تغوص في أوحال الحروب الأهلية، وأن تسقط المجتمعات في حمئة الرذيلة والفساد، وأن تتخلى عن دينها، ويكفي دلالة على ذلك أن يخرج أحدنا إلى شارع من شوارع مدن المسلمين، أو إلى سوق من أسواقهم، أو أن يشاهد أخبارهم، ليرى نتائج الغزو الثقافي، الغزو الثقافي خطير جداً، هو غزو على المبادئ وعلى القيم، غزو على هويتنا، غزو على إسلامنا، غزو على ديننا، هذا يراه الإنسان رأي العين في شوارع مدن المسلمين، يرى التفلت، ويرى ما يتصل به من شهوات مستعرة تتناقض مع مبادئ هذا الدين.

طريق الخلاص من مكر الأعداء الذي تزول منه الجبال :

أيها الأخوة الكرام، خالق الكون يصف مكر الطرف الآخر فيقول:

﴿ َقَدْ مَكَرُوا مَكْرَُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[ سورة إبراهيم الآية : 46 ]
بربكم هل تستطيع قوى الأرض مجتمعة أن تنقل هذا الجبل الصغير إلى درعا؟ مستحيل، يصف الله مكرهم بأنه تزول منه الجبال، ولكن أيها الأخوة تقرأ آية كهذه الآية لا تستطيع أن تقف على قدميك، لتقرؤوا آية أخرى فإذا أنت تحلق في أطباق السماء:

﴿ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 120 ]
كلمتان إن تصبروا وتتقوا، هذا الكيد العملاق، هذه المؤامرات، هذه الأسلحة الفتاكة، هذه القنابل النووية، العنقودية، الحارقة، الخارقة، هذه الصواريخ، الطائرات المدمرات، هذا كله يلغى عندما نصبر ونتقي:

﴿ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 120 ]

الأسلوب الصحيح في مواجهة الضغوط الخارجية والتحديات الدولية :

أيها الأخوة الكرام، إن هذا الدين العظيم يعلمنا الأسلوب الصحيح في مواجهة الضغوط الخارجية والتحديات الدولية، لذلك هذا الدين، وهذا المنهج، وهذا القرآن، يرشدنا في بعض الحالات الصعبة أن ننكفئ على أنفسنا لنصلح أحوالنا، لأن الله قال:

﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾

[ سورة الرعد الآية : 11 ]
فإن لم نغير فالله عز وجل لا يغير ما بنا، إن غيرنا فالله يغير، وإن لم نغير فالله لا يغير، يمكن أن تلخص مشكلات المسلمين بهذه الكلمات، إن غيرنا يغير وإن لم نغير لا يغير، الأصل في هذا الموضوع قوله تعالى:

﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾

[ سورة الرعد الآية : 11 ]

تسلط الأعداء علينا نتيجة ضعف إيماننا واستقامتنا :

تسلط الأعداء علينا نتيجة ضعف إيماننا
لذلك أحياناً العلة فينا، في ضعف إيماننا، في ضعف استقامتنا، في ضعف تعاوننا، في أننا اتجهنا إلى الدنيا ونسينا الآخرة، عندئذ يتسلط علينا أعداؤنا، لولا أننا فعلنا ما يوجب هذا التسليط لما سلطوا علينا، والدليل:

﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾

[ سورة النساء الآية : 141 ]
مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً، ينبغي أن نبحث عن السبب، ينبغي أن نسأل أين الخلل؟ أين التقصير؟ أين المخالفة؟ أين الخروج عن منهج الله؟ أين الشرك الخفي؟ هذه كلها علل:

﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾

[ سورة الشورى الآية : 30 ]
ما من عثرةٍ ولا اختلاج عرقٍ ولا خدش عودٍ إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله أكثر، ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.
أيها الأخوة الكرام، حينما لم ينتصر المسلمون في أحد قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم: كيف نهزم ونحن جند الله؟ فجاء قوله تعالى:

﴿ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 165]
أي هذه الهزيمة وقعت بسبب داخلي لا بسبب شراسة الأعداء، هم شرسون دائماً، معتدون دائماً.

حاجة المسلمين إلى التربية والتوجيه والتراحم لمواجهة التفسخ الاجتماعي :

حاجة المسلمين إلى التراحم فيما بينهم
أيها الأخوة الكرام:

﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾

[ سورة النساء الآية : 104 ]
أيها الأخوة، نحن في أمس الحاجة إلى وعي إيماني بهذه الحقيقة، فبدل أن نلجأ إلى التربية، والتوجيه، والتعاضد، والتراحم، واكتساب العادات الجديدة، واقتلاع المشكلات من جذورها، نواجه التفسخ الاجتماعي والانحراف السلوكي بأمرين: بالقوة، وبمزيد من القوانين، حيث كانا أقرب الأشياء إلينا تناولاً، وأقلها تكلفة حسب ما يبدو، وقد عبّر عمر بن عبد العزيز رحمه الله عن هذه الحقيقة فقال: "يحدث للناس من الأقضية على مقدار ما يُحدثون من الفجور".
البطولة أن نعود إلى أنفسنا، وأن نكون صرحاء، أن يقول أحدنا: أنا السبب، تقصيري هو السبب، لذلك حينما تعتقد يقيناً أنه لا يمكن أن تأتي مشكلة أو مصيبة إلا بسبب منا تكون قد قطعت أربعة أخماس الطريق إلى الله.
العقوبات الرادعة لا تنشئ مجتمعاً لكنها تحميه، هذه رؤيا إسلامية جلية، آيات الأحكام والعقوبات جزء منها لا يزيد عن عُشْر آيات القرآن الكريم، أما الباقي كان يستهدف البناء الإيجابي للإنسان من الداخل.

الصبر استخدام للوقت في الخلاص من المشكلات التي نعانيها :

أيها الأخوة الكرام، إن النصر الخاص يسبق النصر العام، أي نحن كأفراد حينما ينتصر كل واحد منا على نفسه فيستقيم على أمر ربه هذا نصر خاص، مجموع النصر الخاص يحقق النصر العام، أما على مستوى أفراد كل واحد يبتعد عن منهج الله من أجل حظوظه الدنيوية، هذا المجموع لا ينتج عنه نصر عام.
أيها الأخوة الكرام، هذه الآية:

﴿ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 120 ]
تعني أن هناك أمرين الصبر والتقوى، الصبر احتمال المشاق، والمتابعة الصارمة في تأدية التكاليف الربانية، مهما كانت الظروف قاسية، لأن الصبر نصف النصر، والنصف الثاني يأتي من أخطاء العدو.
فكأن الصبر استخدام للوقت في الخلاص من مشكلات لا نستطيع الآن أن ننجح في الخلاص منها، قال تعالى:

﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

[ سورة النحل الآية : 110]

الناصر هو الله وحده :
أيها الأخوة، هذا هو الصبر، أما التقوى فتعني نوعاً من الحصانة الداخلية، من التأثر بالظروف السيئة المحيطة، إذ إن الهزائم العسكرية، والظروف الاجتماعية، والاقتصادية القاسية، كل ذلك محدود الضرر ما لم يغير من المبادئ، والأخلاق، والنفوس، والسلوك.
أي أفضل ألف مرة أن ننهزم من الخارج من أن ننهزم من الداخل، من أن نشك في ديننا، من أن نشك في مسلمات العقيدة:

﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ ﴾

[ سورة الأنفال الآية : 10 ]
الأولى، والثانية:

﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ﴾

[ سورة آل عمران الآية :160 ]
الثالثة:

﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾

[ سورة محمد الآية : 7 ]
أن تعتقد يقيناً أن الله وحده هو الناصر، وأنه إذا نصرك لا تستطيع جهة في الأرض أن تنال منك، وأن هذا النصر له ثمن، وما لم يؤدَ هذا الثمن لا يمكن أن نحلم به.

الظروف الصعبة امتحان خطير للمبادئ والقيم :

في الأزمنة العصيبة تمتحن المبادئ والقيم
أيها الأخوة الكرام، هناك مشكلة هي أن الفرد المسلم في هذا العصر لا يستطيع أن يبتعد مسافات كبيرة عن الوضع العام للمجتمع الإسلامي، ذلك التباعد مرهق ومكلف، فحين يكون كسب القوت الضروري لا يتأتى للسواد الأعظم من الناس إلا عن رق محرمة، أو ملتوية، فإن الذين سوف يستجيبون لنداء اللقمة الحلال سيكونون قلة، وسوف تظل مبادئهم في حالة اختبار دائم، وربما أدخلهم ذلك في مشكلات مع أقرب الناس إليهم.
أيها الأخوة الكرام، في الأزمنة العصيبة تمتحن المبادئ والقيم، قد تجد إنساناً نزيهاً لا يمكن أن يأكل المال الحرام لكن بعد حين تفاجأ بأنه مدّ يده لمال حرام، لذلك الظروف الصعبة هي امتحان خطير للمبادئ والقيم.

في الآية التالية بشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية مهما طال أمده :

في الآية التالية بشارة للمؤمنين
أيها الأخوة، لا بد من أن نقوي إيماننا بالمسلمات التي وردت في القرآن الكريم، لابدّ أن نؤمن أن هذا القرآن الكريم هو كلام خالق الأكوان، وأن القرآن الكريم منهج قويم وصراط مستقيم، آية أخرى تلقي في قلب المسلمين في أوضاعهم الصعبة الأمل، يقول الله عز وجل:

﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾

[ سورة الشرح الآية : 6]
في هذه الآية خير عظيم إذ فيها البشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية مهما طال أمده، وأن الظلمة نجد في أحشائها الفجر المنتظر، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن في رحم كل ضائقة أجنة انفراجها ومفتاح حلّها، وإن لجميع ما نعانيه من أزمات حلولاً مناسبة، إذا ما توفر لها عقل المهندس، ومبضع الجراح، وحرقة الوالدة، وعلى الله قصد السبيل.
أيها الأخوة، هذه الآية على أنها أربع كلمات بثت الأمل في نفوس الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، حيث رأوا في تكرارها توكيداً لوعود الله عز وجل بتحسن الأحوال، فقال ابن مسعود:" لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه".
وذكر بعض أهل اللغة أن العسر معرّف بأل، ويسراً منكر، وأن العرب إذا أعادت ذكر المعرفة كانت عين الأولى، وإذا أعادت النكرة فكانت الثانية غير الأولى، وخرجوا على هذا قول بهذه القاعدة، لن يغلب عسر يسرين.

﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾
الكلمة المعرفة بأل إذا تكررت الثانية عين الأولى وأما الكلمة النكرة إذا تكررت فالثانية غير الأولى، إذاً لن يغلب عسر يسرين.

﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾
الحقيقة إن بعد العسر يسراً، لكن الله عز وجل من أجل أن يطمئننا، جاء معية العسر مع اليسر، أي ما أنت فيه من عسر فيه بذور اليسر.

كن عن همومك معرضا وكل الأمور إلى القضا
وابشر بخيــر عاجل تنسى به ما قـد مضى
فلرب أمر مسخــط لك في عواقبـــه رضا
و لربما ضاق المضيـق ولربما اتســع الفضا
اللـــه يفعل ما يشاء فلا تكـــن معترضا
الله عودك الجميـــل فقس على ما قد مضى
* * *

أسباب الحالة اليائسة عند المسلمين :

1 ـ التربية الخاطئة التي تقوم على بثّ روح التشاؤم واليأس من صلاح الزمان وأهله :

أيها الأخوة الكرام، نحن أحوج ما نكون إلى أن نستبشر بهذه الآية الكريم، هؤلاء اللانهزاميون، المتشائمون، أصحاب ثقافة الطريق المسدود، أصحاب ثقافة اليأس، أصحاب ثقافة الإحباط، غاب عنهم بديهيات الإيمان، من بديهيات الإيمان:

﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾

[ سورة محمد الآية : 7 ]

﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

[سورة البقرة الآية : 249]
أيها الأخوة الكرام، الحالة اليائسة، حالة الإحباط، ثقافة الطريق المسدود، لها أسباب، أحد أهم أسبابها التربية الخاطئة التي يخضع لها الفرد، الإنسان الضعيف المريض يكبر قوة العدو حتى يوهم أن هذا العدو لا يغلب، مع أنه غُلب، مع أن هذه العصا الغليظة كسرت مرتين، العدو بشر وأنت بشر، فالتربية الخاطئة التي توحي أن هذا الإنسان القوي لا يقهر وهم كبير، وخطأ فادح، وتربية خاطئة.

2 ـالتعامل مع الواقع على أنه لا يتغير :

أيها الأخوة، هناك خطأ ثان في تربية أولادنا، أننا بشكل أو بآخر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة نوحي إليهم أن هذا الواقع لا يتغير، من قال لك ذلك؟ لولا أنه لا يتغير لما كان من جدوى لإرسال الأنبياء والأنبياء، ولا لإنزال الكتب، كيف كان العرب في جاهليتهم؟ أمة في المرتبة الدنيا من الأمم، قبائل وصراعات وحروب تدوم عشرات السنين لأسباب تافهة، فلما جاء الإسلام وحّدهم، ورفع شأنهم، وأعلى رايتهم، وجعل دعوتهم تنتشر إلى أطراف الشرق والغرب، الذي لا يؤمن بالتغير إنسان يجهل بديهيات الحياة:

﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾

[ سورة الرعد الآية : 11 ]
أيها الأخوة، التربية الخاطئة التي تقوم على بث روح التشاؤم واليأس من صلاح الزمان وأهله، والتي تقوم على بث العداوة بين الإنسان وبين المجتمع، والتي تقطع الانتماء لهذا المجتمع، ومن أسباب هذه النظرة السوداوية اليائسة التعامل مع الواقع على أنه لا يتغير، هذا أيضاً سبب آخر.

3 ـ عدم التنبه للعوامل الداخلية للمشكلة :

يجب أن نكون واقعيين ونواجه مشكلاتنا
شيء ثالث: عدم التنبه للعوامل الداخلية للمشكلة، أي نشأنا من بداية عصر النهضة وإلى الآن نعزي كل قصور في حياتنا إلى الاستعمار والصهيونية، هذا خطأ كبير يجب أن نكون واقعيين، ما نحن فيه يعزى إلينا، إلى تفرقنا، إلى ضعفنا، إلى عدم توظيف إمكاناتنا، إلى آفاقنا الضيقة، إلى تحزبنا وتشرذمنا، بطولتنا الآن لا أن نتهم الاستعمار والصهيونية، هذا شأن العدو وينبغي ألا نفاجأ بشأن العدو، ولكن البطولة ألا نكون وادياً أمام جبل عملاق، أن نكون جبلاً إلى جانب جبل، من أين يأتي الوادي؟ من الجبل الذي جنبنا، فإذا كنا جبلاً آخر ليس هناك وادٍ إطلاقاً.
أيها الأخوة الكرام، إذا كنا لا نستطيع إقناع أعدائنا أن يكفوا العدوان علينا بشتى الوسائل والأساليب، ينبغي أن نكف عن هذا الاتهام، وأن نبني أنفسنا، نبني مجتمعنا، نعطي شبابنا ما نستطيع، نخطط لمستقبل قوي.
أيها الأخوة الكرام، ما دمت تعزو الخطأ إليك فأنت عالم، وأنت موضوعي، وأنت في طريق حلّ المشكلة، ما دمت تستريح وتعزو كل خطأ إلى غيرك فلن يتقدم الواقع أبداً.

4 ـ الجهل بحقيقة كونية هامة و هي أن الأيام متداولة بين الناس :

شيء آخر، هناك جهل بحقيقة كونية هي قوله تعالى:

﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 140 ]
لحكمة بالغة بالغة ما جعل الله الأقوياء من الطرف الآخر إلى أبد الآبدين، وما جعل المؤمنين أقوياء دائماً:

﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 140 ]
فحينما يكون الكافر هو القوي، تنشأ البطولات، والتضحيات، وجهاد النفس والهوى، كلمة الحق أمام سلطان جائر، وحينما يقوى المسلمون تكون هذه القوى في خدمة مبادئهم ودينهم، لذلك قال تعالى:

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾

[ سورة القصص الآيات :4-6 ]

الباطل متعدد أما الحق فواحد لا يتعدد :

أيها الأخوة الكرام، أما الآية الكريمة:

﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

[سورة البقرة الآية : 249]
هذا أيضاً قانون، لأن الله عز وجل إذا كان عليك فمن معك؟ وإذا كان معك فمن عليك؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك؟ وماذا وجد من فقدك ؟ الحرب بين حقين لا تكون، لأن الحق لا يتعدد، وأن الحرب بين حق وباطل لا تطول لأن الله مع الحق، وأن الحرب بين باطلين لا تنتهي.

الجرعات المنعشة التي أكرم الله بها المؤمنين :
أكرم الله المؤمنين بجرعات منعشة
أيها الأخوة الكرام، الآية الكريمة:

﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

[سورة البقرة الآية : 249]
أنت حينما تنطلق من معطيات مادية لك أن تقول: لا نستطيع أن نهزم أعداءنا بقوتهم المفرطة، أما حينما ترى أن الله أقوى منهم، وأنه إذا كان معك تنتصر عليهم، وأنك إذا عقدت مع الله صلحاً تتبدل موازين القوى، وقد رأيتم في هذا الماضي القريب كيف أن أكبر جيش في المنطقة، أول جيش في العالم في تنوع الأسلحة، من الطيران إلى الصواريخ، وأن فئة لا تزيد عن عشرة آلاف مقاتل ليس معهم إلا بندقية وقفوا أمام جيش عملاق اثنين وعشرين يوماً دون أن يستطيع أن يحقق أي هدف، هذه جرعة منعشة لنا، وكيف أن بلاداً في آسيا بعيدة، ثلاثون دولة فيها لم يستطيعوا أن يأخذوا كل الأراضي، هم قابعون ببعض أطراف العاصمة، وأن المجاهدين يحتلون كل المناطق، كيف؟ هذه دروس بين أيدينا من أجل أن تكون هذه الدروس جرعات منعشة، كيف أن بلاداً من بلاد الجوار أكرمها الله بهذه العودة إلى الدين هذا أيضاً من معجزات هذا العصر، الله عز وجل يعطينا جرعات منعشة، أخوتنا في الشمال كيف عادوا إلى الدين، واصطلحوا مع الله، وانطلقوا في سياستهم من منهج الله، وكيف أن هذا العدو الصهيوني الذي هو العصا الغليظة في المنطقة مهمتها تأديب أي دولة شرق أوسطية إذا قالت: لا للغرب تحطم، كيف أن هذه العصا كسرت مرتين بأناس مؤمنين، مرة في عام ألفين وستة، ومرة في عالم ألفين وثمانية، سلاحهم البندقية فقط، هذه جرعات منعشة.
انهيار النظام العالمي جرعة منعشة لنا، هناك أشياء كثيرة يعطينا الله إياها كجرعة منعشة.

ضعف معنويات الشعوب الإسلامية بسبب ضعف إيمانها :

أيها الأخوة الكرام، إن أمتنا تعاني من ضعف المعنويات، كم كبير ربع سكان الأرض يحتلون أفضل مناطق في العالم، عندهم أكبر ثروات في العالم، ومع ذلك الشعوب الإسلامية فقيرة، وليس أمرها بيدها، وللطرف الآخر عليها ألف سبيل وسبيل، العلة في ضعف إيمانها لأن الله عز وجل مع المؤمنين:

﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الروم الآية: 47]
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين، أستغفر الله .

* * *

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الوهن عند المسلمين نزع من قلوب أعدائهم المهابة منهم :

المسلمون اليوم
أيها الأخوة الكرام، حديث لرسول الله، هذا الحديث كأن النبي معنا، كأنه يرى ما نعاني:

(( يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ))

[ أبو داود عَنْ ثَوْبَانَ]
ثلاثون دولة، بأية لحظة يتعاونون، مرة إلى أفغانستان، مرة إلى العراق، مرة إلى لبنان، مرة إلى الصومال، مرة إلى السودان:

(( يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ))

[ أبو داود عَنْ ثَوْبَانَ]
أنا مرة استمعت إلى تصريح لرئيس أمريكي سابق، قال: تمّ قتل ثمانمئة ألف إنسان في راوندا خلال أسبوع واحد، وكان بإمكاني أن أنقذ حياة أربعمئة ألف لكنني لم أفعل، بالضبط أنا حفظت التصريح كلمة كلمة، حللت هذا الكلام لمَ لم يفعل؟ في راوندا لا يوجد نفط، أما على ادعاء أن هناك أسلحة تدمير شامل في العراق فثلاثون دولة جاؤوا بلمح البصر، ثلاثون دولة في أفغانستان جاؤوا.

((يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ : وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ))
ربع سكان الأرض كثير، أي مليار وخمسمئة مليون، هذا العدد المخيف مع أماكن استراتيجية، مع ثروات هائلة، الأمر ليس بيدهم، ولا وزن لهم، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل.

((قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ))

[ أبو داود عَنْ ثَوْبَانَ]
مرة كنت في قصر في باريس ـ قصر فيرساي ـ في قاعة المرايا قاعة مدهشة، قال: ما دخل إلى هذه القاعة وحاكم فرنسا في صدرها إلا وخرج ووجهه تجاه الحاكم توقيراً له إلا السلطان العثماني أدار له ظهره وانطلق، المسلمون في مرحلة كانوا أعزة أقوياء:

(( وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ))

[ أبو داود عَنْ ثَوْبَانَ]
عندنا وهن، هذا الوهن نزع من قلوب أعدائنا المهابة منا.

الدين الإسلامي دين فردي و جماعي :

أيها الأخوة الكرام، أعيد وأكرر: الكرة في ملعبنا، والإله العظيم الذي نصر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلهنا، وينصرنا، وفي أية لحظة نصطلح مع الله نستطيع أن نصل إلى أهدافنا، لذلك أنا أقول لكم بكلام واقعي: هذا الدين دين الأمة، ودين الفرد، فإذا كنت فرداً ولم تجد أن الناس خضعوا لهذا الدين اخضع له وحدك تقطف كل ثماره:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾

[ سورة فصلت الآيات : 30-32 ]

الدعاء :

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين .

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلبيات المجتمع الإسلامي وحديث يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: خطب مقـــرؤه-
انتقل الى: