اسلام ويب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

من فقه الدعاء يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك". انظر إلى هذا الدعاء ، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء ، إنها الهمم العالية ، والنفوس الكبيرة ، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة ، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب ، ويخطب وده الجميع ، حتى قال فيه القائل: يا من رأى عمرًا تكسوه بردته ** والزيت أدم له والكوخ مأواه يهتز كسرى على كرسيه فرقًا ** من بأسه وملوك الروم تخشاه ماذا يرجو عمر من الله في دعائه ؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته ، وثقل الواجبات والأعباء ، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن ، والتقصير في حق الأمة ، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله ، والموت في بلد رسوله ، فما أجمل هذه الغاية ، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله - صل الله عليهلم -: (أن يكون مثواه بجواره). يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر). وروى الترمذي بسنده عن النبي - صل الله عليهلم -: أنه قال: ((من أصبح والآخرة أكبر همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرَّق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له)). وأخيرًا .. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه ، وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (186)" (البقرة:186).


 

 بعض من نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقــاط : 100265
بعض من نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم Oooo14
بعض من نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم User_o10

بعض من نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: بعض من نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم   بعض من نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم Emptyالجمعة 8 مارس 2013 - 17:57

خطبة الجمعة
الخطبة 1164 : خ1 - بعض من نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم ، خ 2 - المعاني الدقيقة لسورة القدر.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2010-09-03
بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى

الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في الله حقّ الجهاد، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

بعض نصائح رسول الله صلى الله عليه وسلم :

1 ـ التوبة :

أيها الأخوة الكرام، من تعريفات النبي عليه الصلاة والسلام الجامعة المانعة الموجزة أنه ورد عنه أنه قال:

(( الدِّينُ النصيحة ))

[الترمذي عن أبي هريرة ]
الدين من أخصّ خصائصه أنه ينصح من حوله:

(( الدِّينُ النصيحة ))

[ أخرجه الترمذي عن أبي هريرة ]
أين لنا من التوبة وأصبحنا نقلد الغرب في كل شيء
وقد جمعت بعض نصائح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي كثيرة جداً، نختار بعضها، يقول النبي عليه الصلاة والسلام ينصحنا بالتوبة، فقال:

(( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ))

[مسلم عن أبي هريرة ]
من معاني يفهمها بعض العلماء من طلوع الشمس من مغربها، أننا حينما نفقد الثقة بأنفسنا وبديننا، ونرى أن الحضارة الغربية هي كل شيء، وننسى وحي السماء، ننسى كتابنا الكريم، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، ونرى أن كل الخير وكل القيم تأتي إلينا من الغرب، عندئذ يغلق باب التوبة.

(( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها))

[مسلم عن أبي هريرة ]
الشمس طلعت من مشرق الأرض، طلعت من هذه البلاد التي بارك الله حولها، طلعت من وحي السماء.

الله عز وجل فتح باب التوبة ليتوب على عباده المؤمنين :

الله فتح باب التوبة للمؤمنين ليتوبوا
النصيحة الأولى هي التوبة، ولولا التوبة لتفاقمت الذنوب، وكبرت العيوب، وسلك الإنسان طريق الفجور، لكن الله عز وجل يقول:

﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾

[ سورة النساء: 27 ]

﴿ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾

[سورة البقرة: 222 ]
والله عز وجل ما فتح باب التوبة إلا ليتوب على عباده المؤمنين، وما فتح باب المغفرة إلا ليغفر لهم، وما فتح باب الدعاء إلا ليستجيب لهم.

(( إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟ حتى يطلع الفجر))

[ أخرجه أحمد عن أبي هريرة]
هذه نصيحة مستمرة للتوبة، والمؤمن كثير التوبة، ليس له إلا الله، يرجع إليه كلما زلت قدمه، وانحرف سلوكه.

2 ـ طلب العلم :

الطريق الذي تسلكه لتطلب علما هو طريق الجنة
نصيحة ثانية تأتي بعد التوبة، طلب العلم، أودع الله في الإنسان قوة إدراكية، ميزك بهذه القوة على بقية المخلوقات، فما لم تطلب العلم، عطلت هذه القوة الإدراكية التي أكرمك الله بها، وهبطت عن مستواك الإنساني إلى مستوى لا يليق بك، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ))

[ الترمذي عن زر بن حبيش]
للتقريب أخ كريم يسكن في مكان بعيد، حان وقت الدرس، فقام من مجلسه في البيت، وارتدى ثيابه، وتوجه غلى المسجد، هذا الطريق الذي سلكه إلى المسجد هو طريق إلى الجنة:

(( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ))

[ الترمذي عن زر بن حبيش]
لذلك، إنّ بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوّارها هم عمّارها، فطُوبى لِعَبْد تطهّر في بيته ثمّ زارني، هل يعقل أن تزور إنساناً ولا يقدم لك شيئاً إطلاقاً؟ فكيف إذا زرت الواحد الديان؟ وهو الرحمن الرحيم، وهو أكرم الأكرمين، إذا زرته في بيته، إنّ بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوّارها هم عمّارها، فطُوبى لِعَبْد تطهّر في بيته ثمّ زارني، وحُقّ على المزور أن يُكْرم الزائر، أنت في بيت الله قد تتساءل بماذا يكرمني؟ يكرمك بنعمة الأمن، هذه نعمة ينفرد بها المؤمن، قال تعالى:

﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

[ سورة الأنعام: 81-82]
بماذا يكرمك الله وأنت في المسجد؟ بالحكمة، قال تعالى:

﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾

[ سورة البقرة: 269 ]
بماذا يكرمك الله وأنت في المسجد؟ بالتوفيق، الأمن، والحكمة، والرضا، والتوفيق، وأن يلقي محبتك في قلوب الخلق، هذه بعض إكرامات الله لك، الإنسان بالحكمة يسعد بأي زوجة، ومن دون حكمة يشقى بزوجة من الدرجة الأولى، بالحكمة تتدبر أمرك بالمال القليل، ومن دون حكمة تبدد المال الكثير، بالحكمة تراه أسعد الناس، من دون حكمة تراه أشقى الناس، كلمة حكمة:

﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾

[ سورة البقرة: 269 ]
أنت إذا زرته في بيته منحك نعمة الأمن، منحك نعمة التوفيق، منحك الحكمة، منحك الرضا، منحك محبة الناس لك:

﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ﴾

[ سورة طه: 39 ]
قال علماء التفسير: إذا أحبك الله ألقى محبتك في قلوب الخلق.

3 ـ ذكر الله تعالى :

الآن النصيحة الثالثة، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:

(( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا : وَذَلِكَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

[ رواه مالك والترمذي وأحمد في المسند والحاكم في المستدرك عن أبي الدرداء ]
ذكر الله تعالى:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[ سورة البقرة: 152]
أنك إن ذكرته أديت واجب العبودية، لكنه إذا ذكرك منحك عطاء إلى أبد الآبدين، منحك جنة، منحك الخلود في الجنة، منحك الرضا.

4 ـ العمل الصالح :

كل معروف صدقة
نصيحة أخرى رابعة، لا بدّ لك من عمل صالح ترقى به عند الله، بل إن حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:

((كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ))

[الترمذي وأحمد عن جابر ]
كل عمل تعرفه الفطر السليمة، أن تعود مريضاً، أن تقرض فقيراً، أن تدل تائهاً، أن تصل رحماً، أن تطعم جائعاً، أن تهدي ضالاً ، كل معروف صدقة، لذلك المؤمن كل حركاته وسكناته تعد عند الله أعمالاً صالحة، حتى إنهم قالوا: عادات المؤمن عبادات، وعبادات المنافق سيئات، أي أخذ أهله نزهة، من عوائد الأسر أن تفعل هكذا، لكن المؤمن يرقى بهذا العمل إلى أعلى عليين، أدخل على قلب أهله وأولاده السرور، متّن علاقته بهم، إذاً المؤمن حتى أعماله اليومية، أعماله المألوفة، كسب رزقه، أعماله التي يفعلها كل إنسان على وجه الأرض هي عند الله أعمال صالحة:

﴿ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ﴾

[ سورة التوبة: 120]

((كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ))

[الترمذي وأحمد عن جابر ]
والأغرب من ذلك:

(( الدال على الخير كفاعله ))

[الترمذي عن أنس ]
ورد في بعض الآثار، من مشى بتزويج رجل بامرأة كان له بكل خطوة خطاها، وبكل كلمة قالها، عبادة سنة، قام ليلها، وصام نهارها، وأفضل شفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح، هذا الإنسان المنسحب من الدنيا لا يفعل خيراً، يسعى لراحته، لسلامة صدره، لا يريد أن يدخل في مشكلة، لذلك من عامل الناس وصبر على أذاهم خير ممن لم يعاملهم ويصبر على أذاهم.

5 ـ الدعوة إلى الله :

نصيحة أخرى:

(( بلغوا عني ولو آية ))

[البخاري والترمذي عن ابن عمرو ]
الدعوة إلى الله دعوتان، دعوة هي فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل، ودعوة هي فرض عين من هذا الحديث:

(( بلغوا عني ولو آية ))

[البخاري والترمذي عن ابن عمرو ]
أنت لست عالماً، ولست متبحراً في العلم، ولست متفرغاً له، ولست متعمقاً فيه، لكنك حضرت خطبة، واستمعت إلى كلمات تأثرت بها، هذه الخطبة انقلها إلى من حولك، إلى صديقك، إلى جارك، إلى شريكك، إلى ابنك، إلى زوجتك:

(( بلغوا عني ولو آية ))

[البخاري والترمذي عن ابن عمرو ]
هذه الدعوة إلى الله كفرض عين على كل مسلم، هناك دليل آخر:

﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾

[ سورة يوسف: 108 ]
فالذي لا يدعو إلى الله أصلاً، ولا يفكر بالدعوة إطلاقاً، ليس متبعاً لرسول الله، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( مَنْ دعا إلى هُدى كان له من الأجرِ مِثْلُ أجور مَنْ تَبِعَهُ، لا ينقصُ ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضَلالَة كان عليه من الإثمِ مِثْلُ آثام من تَبِعَهُ، لا يَنْقُص ذلك من أوزارهم شيئاً ))

[مسلم وأبو داود والترمذي ومالك عن أبي هريرة ]

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر علة خيرية هذه الأمة :

الآن:

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾

[ سورة آل عمران: 110 ]
علة هذه الخيرية:

﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾

[ سورة آل عمران: 110 ]
علة هذه الخيرية، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام بما أطلعه الله عليه عن علم المستقبل، قال:

(( كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر، قالوا : أو كائن ذلك يا رسول الله؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه؟ قال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله؟ قال : وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه؟ قال: كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً، والمنكر معروفاً؟))

[ ابن أبي الدنيا وأبو يعلى الموصلي في مسنده عن أبي أمامة]
وهذا من صفات آخر الزمان أن يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، أن يكذب الصادق، وأن يصدق الكذوب، أن يؤتمن الخائن، وأن يخون الأمين، يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى، ولا يستطيع أن يغير، إن تكلم قتلوه، وإن سكت استباحوه.

6 ـ إنكار المنكر :

نصيحة أخرى: اقرؤوا القرآن، النصيحة التي قبلها:

(( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ))

[ مسلم عن أَبُي سَعِيدٍ الخُدريّ]
أنت أب عندك بنت وأمرها بيدك، لماذا تقول: لا أستطيع، من يستطيع إذاً؟ إذا كنت الأب، وأنت المنفق على هذه البنت، وأنت المشرف عليها، والمتولي لشؤونها، ولا تستطيع أن تحملها على الحشمة، من يستطيع إذاً؟

(( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ))

[ مسلم عن أَبُي سَعِيدٍ الخُدريّ]
هذه ليست ابنته، ابنة أخيه:

((فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ))
امرأة تمشي في الطريق بثياب فاضحة، لا يستطيع أن يتكلم أية كلمة:

((فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ))
أي لا يُقبل من المؤمن أن ينكر المنكر بلسانه إذا كان قادراً على إنكاره بيده، كما لا يقبل من مؤمن إنكار المنكر بقلبه إذا كان قادراً على إنكاره بلسانه.

7 ـ قراءة القرآن :

اقرءوا القرآن فإنه يشفع لصاحبه
النصيحة الجديدة:

((اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي شَافِعًا لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ))

[ مسلم عَنْ أَبِي سَلَّامٍ ٍ]
لذلك من خصائص المؤمن تلاوة القرآن الكريم، هو ربيع القلوب، بل من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت، هناك حقيقة علمية أن العضو الذي لا يعمل يضمر، الإنسان ـ لا سمح الله ولا قدر ـ كسرت يده، يوضع لها الجبس، بعد شهرين العضلات تضمر، لأن هذه العضلات لا تتحرك، والذي لا يصلي ولا يقرأ القرآن الكريم في الأعم الأغلب يصاب بالخرف، أما الذي يصلي في كل صلاة الركعة الأولى فاتحة وسورة وركوع وسجود، هذه الثانية، هذه الثالثة، الذي يصلي ويطلب العلم دماغه في نشاط مستمر، لذلك ورد في الأثر: "من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت".

((لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ))

[ مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ]
المسلمون اليوم يفتقدون الحب فيما بينهم، مساجد، جامعات، كليات، فضائيات، كتب، دراسات، كليات شريعة، كل شيء، لكن المسلمين اليوم ينقصهم الحب، الحب من ثمار الإيمان:

(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ))

[ أخرجه البخاري ومسلم عن أنس ]
أفشوا السلام بينكم
نفى عنه الإيمان أصلاً:

((حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))

[ أخرجه البخاري ومسلم عن أنس ]
وفي رواية ثانية: حتى يكره له ما يكره لنفسه، هذا الإيمان، أيها الأخوة:

((لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ))

[ مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ]
السلام أحد أسباب الود، مرة ذهبت إلى زيارة صديقي، دلني على بيته، قال لي الطابق الخامس، فطرقت الباب ليس هنا، سألت من تحته قالوا: لا نعلم، من فوقه لا يعلمون، معقول إنسان ساكن في بيت عشر سنوات لا يعرف جاره اسمه؟ هناك تقاطع الآن، مع أن العلماء قالوا: أربعون بيتاً جواراً، أربعون بيتاً شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً والآن صعوداً، وفي بعض المدن هبوطاً، عندك ست جهات، كل جهة أربعون بيتاً، هؤلاء الجوار، والجار له حق كبير.

8 ـ الحب في الله :

النصيحة التي تليها من نصائح النبي عليه الصلاة والسلام:

((إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي))

[مسلم عن أبي هريرة]

(( وَجَبَتْ محبَّتي للمُتَحَابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاورينَ فيَّ، والمتباذلينَ فيَّ المتحابُّون في جلالي لهم منابرُ من نُور، يغبِطهم النبيُّون والشهداءُ ))

[أخرجه الترمذي ومالك عن معاذ بن جبل]

9 ـ عيادة المريض :

من نصائح النبي عليه الصلاة والسلام، عيادة المريض:

((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ))

[الترمذي عَنْ ثُوَيْرٍ ]
أن تعود المريض وهذا عمل عظيم، أن تطيب قلبه، أن ترفع معنوياته، أن تذكر له أن هذا المرض خير ساقه الله إليك، نعمة باطنة:

﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾

[ سورة لقمان: 20 ]

10 ـ التيسير على المعسرين :

من نصائح النبي عليه الصلاة والسلام:

(( من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة))

[ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه]
لك مع إنسان مبلغ، والإنسان مُعسر، اصبر عليه، الله عز وجل يصبر عليك، يسر عليه ييسر الله عليك، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( غَفرَ الله لرجل كان قبلكم سهلاً إذا باع، سَهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا اقتضى))

[البخاري عن جابر بن عبد الله ]
رحم الله عبداً سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا قضى، سهلاً إذا اقتضى، الآن المؤمن ستير، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:

(( َمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))

[ متفق عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]
المؤمن ليس فضاحاً بل هو ستير، يتخلق بأخلاق الله، بل يتقرب إلى الله بكمال مشتق من كمالات الله عز وجل.

11 ـ صلة الرحم :

ومن نصائح النبي عليه الصلاة والسلام:

((الرَّحِمُ مُعلَّقة بالعرشِ، تقولُ: من وَصَلَني وَصَلَهُ اللهُ ومن قطعني قَطَعَهُ الله))

[متفق عليه عن عائشة]
أي أن تزور أختك في طرف المدينة، وزوجها فقير، وتؤنسها، وتُقبّل أولادها، وتأتي معك بهدية، تبقى شهراً تتحدث عنك، شيء رائع جداً لك أخت زرها، هناك أشخاص يهتمون بالأقوياء والأغنياء، وزيارة الأقوياء والأغنياء ليس من عمل الآخرة بل من عمل الدنيا، لكن البطولة أن تزور الفقراء والضعفاء في أطراف المدينة، أختك زوجها فقير لكنه صالح لا تطل عليها ,أنت أخوها وتكرمها ومعك هدية لأولادها، تبقى شهراً تتحدث عنك من فرحها، والله أيها الأخوة الكرام: هناك طرق للجنة سالكة من البيت ومن أقرب الناس إليك.

((سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخلُ الناسَ الجنة، فقال: "تقوى الله وحسن الخلق". وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: "الأجوفان: الفم والفرج"))

[أحمد والبخاري والترمذي عن أبي هريرة ]
أي شهوة الطعام وشهوة الفرج، هاتان الشهوتان سبب شقاء الإنسان في الدنيا، إلا إذا اتبع هواه وفق هدى الله:

﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ﴾

[ سورة القصص الآية : 50 ]

12 ـ كظم الغيظ :

كظم الغيظ من النصائح النبوية
من نصائح النبي عليه الصلاة والسلام:

((من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله تعالى على رؤس الخلائق حتى يخيره الله تعالى من أي الحور شاء))

[أحمد عن أنس]
أنت قوي وقادر على أن تبطش بخصمك، لكنك كظمت غيظك وحلمت عليه، هل تصدق أن لك عند الله أجراً كبيراً:

((من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك:

[سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك]
إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك))

[الترمذي عن أبي هريرة]
أحياناً يكون هناك غيبة، فإذا الإنسان عود نفسه قبل أن يقوم يستغفر لعل هناك كلمة خطأ تكلم بها، لعل هناك كلمة لم يتأكد من صحتها، لعل هناك ابتسامة ساخرة في هذا المجلس، الأخطاء التي تقع في المجلس كفارتها أن تقول قبل أن تقوم: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

13 ـ الصبر :

وأما الصبر من نصائح النبي عليه الصلاة والسلام:

((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه))

[البخاري عن أبي هريرة]

14 ـ بر الوالدين :

بر الوالدين طريق عظيم للجنة
من نصائح النبي عليه الصلاة والسلام:

((رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ. قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ))

[مسلم عن أبي هريرة]
أي بر الوالدين طريق عظيم للجنة.





15 ـ السعي على الأرملة والمسكين و اليتيم :

أنا وكافل اليتيم في الجنة
والسعي على الأرملة والمسكين:

((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله))

[البخاري عن أبي هريرة]
واليتيم كذلك:

((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما))

[البخاري عن سهل بن سعد]
أيها الأخوة الكرام، إن شاء الله في لقاء آخر وفي خطبة أخرى نتابع هذه النصائح النبوية، لأنه سيد الخلق وحبيب الحق، وسيد ولد آدم، وكلامه حق من الله عز وجل، فهو لا ينطق عن الهوى، ونصيحته أثمن نصيحة وأغلى توجيه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين، أستغفر الله .

* * *

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

معرفة الله عز وجل خير للإنسان من أي عبادة شكلية :

أيها الأخوة الكرام، سورة القدر في القرآن الكريم هي قوله تعالى:

﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾

[ سورة القدر: 1-3]
ألف شهر أي ثمانون عاماً، أي أن تعبد الله عبادة شكلية لثمانين عاماً خير من كل هذه العبادات أن تتعرف إلى الله، ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحبّ إليك من كل شيء، أي لا تقبل بعبادة شكلية، لا تقبل أن تصلي ولا تدري لمَ تصلي؟ ولمن تصلي؟ وماذا يعني أن تصلي؟ وماذا يعني ألا تصلي؟ لا تقم بعبادة وتؤديها أداءً شكلياً أجوفاً، لذلك غير المؤمن حينما يصوم، ضعيف الإيمان حينما يصوم، كالناقة حبسها أهلها لا تدري لا لمَ عقلت؟ ولا لمَ أطلقت؟ يصوم كعادة من عادات الناس، ويُعيّد مع الناس كعادة من عاداتهم، أما هذه العبادات ينبغي أن تقف عند حكمتها، خذوا الكتاب بقوة، واذكروا ما فيه من حكمة، لذلك أيها الأخوة:

﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾

[ سورة القدر: 1-3]
أي ألف شهر تقدر بثمانين عاماً، تؤدي عبادات جوفاء، صلاة بلا معنى، صيام بلا معنى.

الإيمان الذي ينجي الإنسان أن يؤمن بالله العظيم :

أن تعرف الله، أن تقدره حق قدره، أن تعرف عظمته، بل الآية الكريمة تعرفونها جميعاً:

﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ* إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾

[ سورة الحاقة: 30-33]
بالله العظيم، الإيمان بالله آمن لكن ما آمن به عظيماً، والدليل إبليس مؤمن قال له:

﴿ فَبِعِزَّتِكَ ﴾

[ سورة ص الآية: 82 ]

﴿ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾

[ سورة ص ]

﴿ خَلَقْتَنِي ﴾

[ سورة ص الآية: 12 ]
هذا إيمان، لكن الإيمان الذي ينجيك أن تؤمن بالله العظيم، أن تراه عظيماً، أن ترى كل شيء بيده، أن تراه كاملاً كمالاً مطلقاً، أن تراه ذاتاً كاملةً، أن تراه موجوداً وواحداً وكاملاً، هذا الإيمان الصحيح، لذلك:

﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيم ﴾

[ سورة الحاقة: 33]

على الإنسان أن يؤدي العبادات كما أراد الله عز وجل :

لذلك:

﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾

[ سورة القدر: 1-3]
أي إذا تعرفت إلى الله وعرفت أسماءه الحسنى وصفاته الفضلى تعرفت إلى جلاله، وكماله، ووحدانيته، هذا يعطي للعبادات معنى آخر، يعطي للصلاة معنىً عظيماً، يعطي للصيام معنىً عظيماً، يعطي للحج معنىً عظيماً، لا تعبد الله عبادة جوفاء شكلية خالية من المضمون، خالية من الصلة بالله، لا تؤدى هذه العبادات كما يؤديها عامة المسلمين، أدِّها كما أراد الله عز وجل، لذلك قال الله عز وجل:

﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾

[ سورة القدر: 1-3]

التفكر في خلق السماوات والأرض طريق معرفة الله عز وجل :

التفكر طريق لمعرفة الله
وفي بعض الآيات:

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾

[ سورة الزمر: 67 ]
معنى ذلك رسم الله لك بهذه الآية الثانية طريق تقدير الله عز وجل؛ هو التفكر في خلق السماوات والأرض:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة آل عمران: 190-191 ]
أيها الأخوة الكرام، أتمنى لكم من أعماقي صياماً مقبولاً، وعتقاً من النار، ومغفرة من الذنوب، النبي عليه الصلاة والسلام صعد المنبر وقال: خاب وخسر من أدرك رمضان، فلم يغفر له، دقق إن لم يغفر له فمتى؟ أرجو الله عز وجل أن نضاعف الجهد في عقد الصلة بالله، وتلاوة القرآن، وإنفاق المال.

الدعاء :

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين .

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بعض من نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
»  عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم
» ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم
» سب الله عز وجل أو الرسول صلى الله عليه وسلم .. عبد العزيز بن باز
» تفاؤل الرسول صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسلام ويب :: ۩✖ منتدي الاسلاميات العامه ۩✖ :: مقــــالات اســــلاميه :: خطب مقـــرؤه-
انتقل الى: