السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فقد جاءتني صدمة نفسية عندما كنت جالسا على الكمبيوتر أستعمل النت, فقد دخلت على موقع يتحدث عن يوم القيامة, ومنذ أن أتتني هذه الصدمة وقلبي يدق بسرعة ولا يهدأ, وكنت أتقيأ كل فترة زمنية, ذهبت لطبيب نفسي فأعطاني أدوية, ولكن قلبي لم يهدأ.
توقفت نوبات الصدمة النفسية, ثم ذهبت لأطباء القلب, وعملوا رسم قلب, وقالوا لي قلبك سليم, وأعطوني أدوية لتهدئة القلب فقط, وقلبي أصبح طبيعيا, ولكن معدتي بدأت تؤلمني بشدة, وعندما تؤلمني المعدة فإن ظهري يؤلمني, وتأتيني كحة والتهاب, وتسارع ضربات القلب, فجسمي ليس مستقرا, فهو يرتعش من الداخل.
ثم ذهبت لطبيب أنف وأذن وحنجرة فأعطاني قطرة للجيوب الأنفية, وبعض الأدوية للزور, ولكن معدتي لا زالت تؤلمني, وقلبي يدق بسرعة, ويوجد بلغم في الأنف.
فأرجوكم ساعدوني ماذا أفعل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد رمضان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن شخصيتك قلقة بعض الشيء، والذي حدث لك هو قلق المخاوف نتيجة لدخولك على هذا الموقع الذي يتحدث عن يوم القيامة، والتفاعل الذي حدث لك هو نتيجة لإثارة معينة –أي اطلاعك على محتوى هذا الموقع كان هو الرابط النفسي الأساسي الذي أدى إلى إثارة الأعراض التي ظهرت عليك– وأعراضك هي من النوع النفسوجسدي، يعني أن تسارع ضربات القلب والأعراض الجسدية الأخرى سببها حقيقة هو حالة القلق, والمخاوف النفسية التي أتتك, والتي أنت أصلا عُرضة لها نسبة لشخصيتك القلقة.
لا تنزعج -أيها الفاضل الكريم– أنت في سنٍّ اليفاعة، وهذه السن تتميز ببعض التقلبات النفسية وتغيرات هرمونية، وإن شاء الله تعالى هذا الذي حدث لك هو عابر، فلا تشغل نفسك به أبدًا.
في موضوع الاطلاعات والقراءات عن يوم القيامة والعذاب وكل هذه الثوابت يفضل للإنسان دائمًا أن يسترشد برأي العلماء ويجالسهم، فيمكن أن تستفيد من إمام مسجدك، سوف تتطلع على الحقائق المتعلقة بهذه الأمور بصورة جيدة وسلسة، وأهل العلم لهم المقدرة حقيقة في أن يُوصلوا هذه المعلومات في قوالب جميلة وعظيمة ومحببة.
عليك بالالتزام بصلاتك في وقتها، وتلاوة القرآن والدعاء، هذا -إن شاء الله تعالى– فيه خير كثير لك، وهي من المطمئنات والمثبتات النفسية العظيمة التي تفيد النفس البشرية.
أرجو أن تجتهد في دراستك وتركز على ذلك، لأن ذلك سوف يصرف انتباهك تمامًا عن هذا النوع من المخاوف الذي أصابك، وفي ذات الوقت أريدك أن تمارس الرياضة خاصة رياضة المشي أو لعب كرة القدم مع مجموعة من أصدقائك، هذا أيضًا فيه خير كثير لك.
طور علاقاتك الاجتماعية، وكن بارًا بوالديك، هذا أيضًا يصرف انتباهك تمامًا عن هذه المخاوف البسيطة التي عانيت منها.
هنالك دواء بسيط جدًّا لا مانع من أن تتناوله بجرعة صغيرة، الدواء يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) هو جيد للأعراض الجسدية التي سببها المخاوف النفسية, الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة -وقوة الكبسولة هي خمسون مليجرامًا– تناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
إن شاء الله تعالى ما تعاني منه بسيط كما شرحت لك، وسوف ينتهي تلقائيًا، لكن اتباعك للإرشاد الذي ذكرته وتناولك للدواء الذي وصفته والمطلوب -إن شاء الله تعالى– يعجل في شفائك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.