السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمي عمر, أبلغ من العمر 24 عاما, أعاني من مشكلة وهي الرهاب الاجتماعي, وأنا قليل الكلام, وقلة الكلام هي سبب مشكلتي, حتى صرت أعتزل الناس حتى أهل بيتي لا أتكلم معهم إلا قليلا, وتركت الدراسة بسبب هذه المشكلة.
أتمنى منكم -بعد الله سبحانه وتعالى- إيجاد الحل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
من الواضح أنك تدرك أن ما عندك هو حالة من الرهاب أو الخوف الاجتماعي, حيث يرتبك الإنسان من لقاء الناس والنظر في وجوههم, أو الكلام أمامهم والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية، حيث تجد صعوبة في الحديث مع الناس وخاصة الغرباء، مع ما يرافق هذا الخوف من الارتباك والأعراض الجسدية, كالقلق, والتنميل, والتعرق, والارتعاش, وضعف التركيز ربما في فهم ما يُقال لك.
بالتالي فقد تشعر بعدم الرغبة في الخروج من البيت أو الاختلاط بالناس، وربما هذا هو سبب الحزن والانطواء الذي كتبت عنه، حيث تجد صعوبة في مواجهة الناس، مما يقلل عندك من طبيعة الحياة الاجتماعية, وبسبب كل هذا فأنت لا تشعر بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاح للاجتماع والتعامل مع الآخرين, وربما تهرب من مواجهتهم ببعض الحجج التي تقدمها للآخرين.
فما العمل الآن؟
إن تجنب لقاء الناس وعدم الخروج من البيت لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك بالعودة للقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجد من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجد مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.
وهكذا فالعلاج الفعال لهذا الحال هو العلاج السلوكي والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعر به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتد على هذا وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصل إلى حالة تستطيع معها الحديث أمام الناس وبكل ثقة وارتياح, إن الكثير من المتحدثين العظام كانوا قد عانوا مما تعاني منه الآن، وهي مرحلة وستتجاوزها مع الزمن.
وبالإضافة للعلاج النفسي المعرفي هناك حالات نصف فيها أحد الأدوية التي تساعد في هذا، وخاصة إن وجد مع الرهاب شيء من الاكتئاب، والذي يحدث بسبب الانسحاب من المجتمع وضعف الحياة الاجتماعية.
أنصحك إذا حاولت من نفسك الخروج من عزلتك والإقدام على مقابلة الناس، ولم تنجح كثيرا، بأن لا تتأخر بزيارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي فهذا قد يختصر لك الزمن.
حماك الله من كل سوء، ويسّر لك أمورك.