السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر20 سنة, أعاني من مرض نفسي لا أدري ما سببه, وأريد حلا له.
فأي شخص يغضب مني سواء أخطأت عليه أم لم أخطئ عليه؛ أحس بضيقة في صدري بسبب أنه غضبان مني.
والله تعبت مع هذه الحالة, وأريد حلا بارك الله فيكم وأسعدكم, علما أن لي حوالي 4 سنوات على هذه الحالة, وسمعت عن موقعكم المبارك فقلت بإذن الله سأجد الحل هنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد عبدالرحمن السليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي الكريم: هذا ليس بمرض, هذا نوع من الظواهر النفسية التي يتمتع بها بعض الناس, خاصة الإنسان الحساس, والإنسان الذي لا يحب الخطأ, والإنسان الذي يحب أن يكون دائما علاقاته حميدة مع الآخرين.
فيا أخي الكريم: يجب أن لا تتهم نفسك أبدا، الذي يظهر لي أنك شخصية عاطفية, ومثل هذه العادات النفسية تقل -إن شاء الله- تدريجيا, فحاول أن تكثر من التواصل الاجتماعي, وحاول أن تكون مستمعا جيدا للناس، وقد تصدر منا أخطاء أحيانا نسبة للاستعجال في الإجابة على الآخرين, وعدم الاستماع جيدا لما يبدر منهم من أقوال وأفعال.
أما ما تحس به من شيء من الضيق, مثلا فلان زعلان منك, ولم تعطه حقه؛ فهذا ناتج من تقيمك الشخصي أنت، فربما يكون صدر منك ما لم يعجب لذا بدأ بعض الزعل, أو هذا الشخص ربما يكون أصلا يبالغ في التعامل مع الناس, وفي مثل هذه الحالة لماذا تحس أنت بالضيق وبالذنب، فأنت لم تخطئ في حقه.
أخي الفاضل: من خلال هذا النوع من الحوار أعتقد أنك تستطيع أن تتخلص من هذا النوع من الزعل والضيق، وحاول دائما أن تكون في صحبة الطيبين من الناس.
اعلم يا أخي أنه في الحياة لا يمكن للإنسان أن يكون مثاليا في تعامله, ولا يمكن أبدا أن نرضي جميع الناس، الإنسان يجتهد, ويكون حسن النية, وحسن التواصل, ويحترم الآخرين، والإكثار من الاستغفار والاستعاذة بالله العظيم ومن الشيطان؛ هذا يطمئن الإنسان كثيرا، فاجعل أخي هذا هو منهجك في الحياة, وسوف تجد أن أحوالك قد تحسنت كثيرا.
أود أن أضيف أن الظاهرة التي تكلمت عنها -وكما أوضحنا- أنها مرتبطة بحساسية الشخصية, وربما تكون تعبيرا عن قلق نفسي داخلي, وفي مثل هذه الحالة تناول مضاد بسيط للقلق ربما يكون جيدا، وهنالك عقار يسمى فلوناكسول, واسمه العلمي فلوبنتكسول, قد يساعدك كثيرا, والجرعة المطلوبة هي جرعة صغيرة جدا, وهي حبة واحدة يوميا، وقوة الحبة نصف مليجراما، يتم تناوله لمدة شهرين, ثم تتوقف عن تناوله.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, ونسأل الله لك التوفيق والسداد.