السؤال
وجدت في سيارتي قطعة من النايلون, مربوطة من الاتجاهين, بها شيء غريب, وفيه ماء مربوط جيدًا, وموضوع لي في مكان في السيارة بجوار ولاعة السجائر في الداخل.
منذ 2011م إلى الآن لا أستطيع قيادة سيارتي, وأخاف, ودائمًا رجلي على الفرامل, فواجهتني صعوبات في الشارع مع الناس, ومع نفسي, وشعرت بالوهن والضعف, والخوف من السيارات في الشارع, وأصبحت حبيسة البيت, على الرغم أني مطلقة, ولا زوج أو أخ يسندني في محنتي.
لقد تعرضت لسحر كدت أن أجن منه: نسيان, ومشاكل في العمل, وضيق من الحياة, وتمنٍ للموت, وكل مرة أسافر فيها أجد شيئًا في بيتي: إما بيضًا مكسورًا, أو أجد الباب مدهونًا, وإحدى صديقاتي - التي اعتبرتها أخت دنيا - تجلب لي بخورًا, فتضع مبخرة داخل البيت وواحدة خارجها من الداخل وهي تقول لابنتها إنها ليست سميرة, إنها شخص آخر, وأصبحت أرى الجن يلاحق ابنتي, وكأن أشخاصًا معي على السرير, لقد تعبت كثيرًا إلى أن منَّ الله عليّ بالشفاء من هذا السحر المأكول والمشموم, ولكني أصبحت عاجزة لا أستطيع قيادة السيارة, فأفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فإني أعتقد أن مشكلتك هي مشكلة طبية نفسية، وأنه حدث لك ما يسمى بالتأثير الإيحائي, والشحنات والجرعات التي تساقطت عليك فيما يخص موضوع الجن، واعتقادك الصارم بتأثير الجن هو الذي أثر على حالتك النفسية, وجعلك تعيشين حالة من الرهاب والتوتر، وهذا أدى إلى نوع من الاكتئاب الثانوي.
هذا لا يعني أني لا أؤمن بالجن وتأثيره، لا، على العكس تمامًا، أنا - كطبيب مسلم - أؤمن بذلك إيمانًا قاطعًا، أؤمن بالعين والسحر, وبوجود الجن, وكل ما ورد حول هذا الموضوع في الكتاب والسنة، لكني في ذات الوقت أؤمن أنه إن كان هناك سحر فإنَّ الله سيُبطله، إن الله لا يصلح عمل المفسدين، وأؤمن إيمانًا قاطعًا أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن المؤمن ما دام حريصًا على صلاته وزكاته وعباداته وأذكاره فهو في حفظ الله ومعيته وحرزه، وأن ما أصابنا لم يكن ليُخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، ولو اجتمع الناس على أن ينفعونا لن ينفعونا إلا بما كتب الله لنا، وإن اجتمعوا على أن يضرونا فلن يضرونا إلا بما كتبه الله علينا، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف, هذا ما أؤمن به, ويجب أن يكون محركًا لنا ولك، ومعتقدك يجب أن يكون على هذه الشاكلة.
انزعي - أيتها الفاضلة الكريمة - هذه الاعتقادات التي أضرت بصحتك النفسية كثيرًا، وقد أصبحت الآن في وضع نفسي هو إفراز للتأثير الإيحائي - كما ذكرتُ لك -.
أيتها الفاضلة الكريمة: بما أنك موجودة في دولة قطر، وأنا - والحمد لله تعالى - أيضًا موجود بدولة قطر، وأعمل بقسم الطب النفسي التابع لمؤسسة حمد الطبية، فإنه ليُسعدني جدًّا أن تتقدمي وتحضري لنا في عيادة الطب النفسي، فأحضري معك تحويلًا من المركز الصحي، وإن شاء الله تعالى سوف أقوم بالواجب حيالك تمامًا, فأنا اسمي: محمد عبد العليم, وحين تحضري إلى قسم الطب النفسي، فاذهبي إلى موظفة الاستقبال, وسوف تقوم بعمل المواعيد لك، وإن شاء الله تعالى من خلال الحوار معك, والمزيد من الاستقصاء - بتوفيق من الله تعالى - نستطيع أن نضع الخطة العلاجية التي تفيدك وتفيد أسرتك.
حالتك يمكن علاجها تمامًا - بإذن الله تعالى -.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.