السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كم أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، بارك الله لنا ولكم.
أنا أعاني من ضعفٍ في ثقتي بنفسي, فدائماً أرى أن قرار غيري من الأصدقاء والأقرباء هو الصواب ورأيي هو الخاطئ, وأشعر إذا لم يجاورني أحدٌ في فعلٍ أفعله فأنا هكذا من الخاسرين, كما أنني ليس لدي عزيمةٌ في شدائد الأمور أو أيسرها, فكيف بالله عليكم تكون لدي ثقةٌ بنفسي؟ وعزيمةٌ في تنفيذ الأهداف؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكراً لك يا بلال على الكتابة إلينا والتواصل معنا.
من الطبيعي وأنت في مرحلة المراهق، وفي هذا العمر الغض، أن تحاول اكتشاف نفسك ومواهبك وقدراتك، فأنت في المرحلة التي يحاول فيها الشاب أن يتعرف على نفسه، وعن مكانه في المجتمع من حوله.
ونحن كثيراً ما نعتقد فكرةً عن نفسنا، بأن عندنا مثلاً ضعفاً في الشخصية، وذلك بسبب أقوال الناس فينا وأعمالهم معنا، حتى نجد أنفسنا أسرى لهذه الفكرة، وقد نحبس أنفسنا لسنواتٍ وسنواتٍ، وهي فكرةٌ خاطئةٌ، إلا أننا اعتقدنا بأنها سليمةٌ.
عندي شعورٌ أن الفكرة التي تعتقدها عن نفسك هي من هذا النوع من الأفكار السلبية، وليس بالضرورة أنها فكرةٌ صحيحةٌ، ولكن لا يمكن أن تطلب تغيير هذه الفكرة عند الناس قبل أن تغيّرها أنت عن نفسك.
فهيا حاول أن تنظر إلى نفسك بالطريقة المعاكسة لهذه الفكرة، وستجد لا شك العديد من الأدلة على قوة ثقتك في نفسك، وعلى صواب قراراتك، أو بعض هذه القرارات.
فمثلاً كتابتك إلينا، هذا عين القرار الصائب في طلب الاستشارة، فكم من الناس وحتى الكبار الراشدين لا يتقنون هذا النوع من الاستشارات، وإذا فكروا فيها فقد لا يجدون في أنفسهم الجرأة على فعل هذا، فهنيئاً لك، وبارك الله فيك.
إن الثقة بالنفس لا تأتي من خلال الأحلام والأمنيات، وإنما من طريق العمل وبذل الجهد، وتحقيق النجاحات، وحتى الصغيرة منها.
من اليوم، حاول أن تركز على ما تتقنه من الأعمال والهوايات، وستجد أنك تتقن الكثير من الأمور، والتي ربما لا يتقنها الآخرون.