السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشكلة بسيطة, فعندما كنت صغيرًا كنت اجتماعيًا جدًّا, إلى أن وصلت إلى الصف الثامن؛ حيث بدأ صوتي يخشن بشكل غير متوقع, وهذا سبّب لي الكثير من المشاكل؛ حيث بدأت أنعزل عن الناس, وأحب الجلوس في البيت أغلب الأوقات, ولا أحب الذهاب إلى الأعراس والمناسبات, ولا أستطيع إلقاء كلمة أو خطاب أمام جمع من الناس - حتى لو كانوا قليلين - ومنذ فترة قريبة قررت أن أتخلص من هذه الأعراض, ولكني عندما أقف أمام زملائي في الفصل أو في أي تجمع آخر أبدأ بالتعرق الشديد - كأني في غرفة ساونا - ويحمر وجهي, فأرجو المساعدة, وشكرًا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
شكرًا لك على السؤال، والتواصل معنا.
طبعًا إنه لأمر طبيعي أن يشعر الإنسان ببعض الارتباك عند الحديث وسط جمع من الناس، وإنه لأمر طبيعي أيضًا أن يشكك الإنسان بنفسه قليلًا عندما يحاول القيام بمشروع ما، وربما بعض هذا الشك والقلق يدفعنا للتحضير والاستعداد المناسبين لهذا العمل.
وإذا اشتدت أعراض الارتباك أمام الناس - خاصة الشعور بضيق الصدر, والإحساس بالاختناق -فالغالب أنها قد تصبح حالة من الرهاب الاجتماعي.
حاول أن تنمي ثقتك في نفسك، وذلك من خلال أمور كثيرة، ومنها: تنمية المهارات المختلفة التي تتقنها، والهوايات والاهتمامات المتنوعة, وحاول أن تكرر في نفسك بعض العبارات الإيجابية عن نفسك مثل: "أنا قادر" و"أنا أستطيع"...
والله تعالى يقول لنا رافعًا ثقتنا في أنفسنا لتقديرها: "ولقد كرّمنا بني آدم" ويقول: "وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض".
وبالنسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي: فالأفضل والدائم هو العلاج المعرفي السلوكي؛ وذلك عن طريق عدم تجنب اللقاء بالآخرين والحديث أمامهم لتجنب الشعور بالخوف والارتباك، وإنما اقتحام هذه المواقف والحديث معهم، ويمكن أن تكون البداية بمجرد الوجود مع عدد قليل من الناس، ومن ثم الحديث لفترة قصيرة حتى تطمئن للحديث معهم، وما هو إلا وقت قصير حتى تجد أن هذا الخوف قد خفّ أو اختفى، فهذا العلاج السلوكي هو الأفضل في مثل هذه الحالات, ويمكن عادة أن يشرف على هذه المعالجة أخصائي نفسي يتابع معك تطور الحالة, وإن كان تقديري أنك ستتجاوز هذه الحالة من نفسك, ودون الحاجة لأي علاج طالما هو أمر طبيعي ومتوقع.
ولكن إن طالت المعاناة، فيمكنك الاستعانة بأحد الأخصائيين النفسيين ممن يمكنه أن يضع لك برنامجًا علاجيًا، ويتابع معك هذا العلاج.
وفقك الله، ويسّر لك الخير.