السؤال
بارك الله في جهودكم على إنجاح هذا الموقع المتميز, وعلى متابعتكم لكل من أراد استشارتكم, ووفقكم الله, وأرجو من حضراتكم أن يتسع لي صدركم, وأن تستمعوا لي بطيب نفس, وأسأل من الله التوفيق, وقد سبقت لي استشارات عديدة, وكلها استشارات جلدية, وسوف أذكر أرقامها لكم؛ ليتسنى لكم إجابتي مع كل احترامي وتقديري لكم.
1. أنا رجل في العقد الثالث من العمر, وقد ظهر في فروة رأسي حبوب ذوات رأس أبيض, وهي تسبب لي الحكة والألم, ومثلها في ظهري, وأشعر بالإحراج منها, علمًا أني أستحم يوميًا - صيفًا وشتاءً - وأستخدم الأنواع الجيدة من الشامبو, والتي تحتوي على مواد طبيعية, كما أعاني من تساقط شعري, فما العلاج المناسب؟.
2. لي ولد يبلغ من العمر سنة وخمسة شهور, وقد ظهر في منطقته التناسلية بقعة بيضاء اللون, وأخذت تنتشر في نفس الاتجاه إلى أن وصلت إلى نصف منطقة العانة – أي: أصبح نصف لونها أبيض, والنصف الآخر بلونه الطبيعي - ومن الأسفل إلى نصف الفخذ, وقد توقفت عن الانتشار منذ فترة, وقد ذهبت إلى الطبيب وأعطاني علاجات لها, واستخدمتها له, لكن دون أي نفع, علمًا أن طفلي أبيض البشرة, وما يظهر في بشرته ليس برصًا, وإنما أقل بقليل من لون بشرته الطبيعي, وليس بياضًا شديدًا, فسأكون ممتنًا لكم إن وصفتم لي علاجًا مناسبًا - وفقكم الله -.
3. أحد أصدقائي لديه إخوة توأم - يبلغون من العمر 22 عامًا - يعانون في فصل الشتاء – معًا - من حكة شديدة في جلودهم؛ وعندما يستمرون بالحك تظهر دمامل على أجسادهم, ولا يرتاحون من الحك إلا عندما يستخدمون الماء البارد لإخماد الحكة, فما العلاج المناسب لمثل حالتهم؟
4. ابنة صديقي تبلغ من العمر 15 عامًا, وهي مصابة بالبرص, وهو منتشر بنسبة 60% - حسب قولها - فهل ينفعها العلاج بجهاز (النارو باند), وكيف تستخدمه؟ وهل يمكن لحضرتكم إرشادي إلى طريقة آمنة لاستخدامه؟ وهل له تأثيرات مستقبلية؟ وإذا لم ينفع: فهل لمرض البرص علاج أفضل من (النارو باند)؟
وفقكم الله, وشكرًا جزيلًا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العراقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
من خلال وصفك للحبوب ذات الرأس الأبيض المؤلمة, والموجودة بفروة الرأس والظهر: فهي في تقديري نوع من أنواع التهاب بويصلات الشعر البكتيري, وربما نوع من أنواع حب الشباب, وبالأخص النوع الموجود بالظهر, ويمكنك استخدام كريم الميبروسين, أو (Zineryt) مرتين يوميًا على الحبوب لمدة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين حسب الحاجة, وتوجد علاجات كثيرة أخرى منها: الموضعي, أو الذي يتم تناوله من خلال الفم, ويعتمد اختيار نوع العلاج ومدة استخدامه على حسب نوع الإصابة, ودرجة انتشارها, وكذلك شدة الإصابة بعد تقييم الحالة إكلينيكيًا بواسطة طبيب جلدي.
وبالنسبة لتساقط الشعر: فكما تعلم - أخانا الكريم - أنه يوجد سببان رئيسيان لتساقط الشعر:
السبب الأول: ما يسمى بـ( Telogen Effluvium), وينتج عن توقف نمو الشعر, ودخوله في مرحلة السقوط, ويكون ناتجً عن أحد الأسباب التالي ذكرها:
• بعض الأمراض أو المشكلات الحادة, مثل: الأمراض أو العدوى المصحوبة بارتفاع درجة الحرارة - الحمى - أو العدوى الجرثومية الشديدة, أو العمليات الجراحية, أو الأزمات النفسية الحادة, أو الحوادث.
• الولادة.
• الأمراض المزمنة المنهكة, مثل: الذئبة الحمراء, وأمراض الغدة الدرقية, وبالأخص المصحوبة بنقص في نشاطها.
• الحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات.
• الأنيميا, وبالأخص الناتجة عن نقص الحديد.
• التوقف عن تناول حبوب منع الحمل, والتي تحتوي على الإستروجين, أو تناول بعض الأدوية الأخرى مثل: أدوية مثبطات بيتا, ومضادات التجلط, وأدوية علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية, وبعض أدوية الاكتئاب, وفيتامين أ بجرعات عالية, أو مشتقاته مثل: ال والذي تستخدم في علاج حب الشباب.
• التوتر والقلق.
والسبب الثاني: مشكلة الصلع الوراثي, وعادة في هذه الحالة لا يشعر المريض بتساقط ملحوظ في الشعر بشكل يومي مثل السابق ذكرها, ولكن يشعر بأن هناك تفريعًا في فروة الرأس في الجزء العلوي, والأمامي والأجناب في الرجال, ويكون العلاج في هذه الحالة باستخدام مستحضر المينوكسيديل الموضعي بتركيز 5% للرجال لمدة أربعة أشهر على الأقل, وتحت الإشراف الطبي.
وأنصح بالعرض على طبيب جلدي لأخذ التاريخ المرضي بشكل دقيق, وفحص الشعر للتأكد من نوع التساقط, وسببه, وعمل الفحوصات المعملية اللازمة, ومعالجة أو تصحيح أي مشكلات –لا قدر الله - حتى ينمو الشعر بشكل صحي، هذا بالإضافة إلى اتباع النصائح التالي ذكرها:
• الاهتمام بالتغذية الصحية – لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية, والفيتامينات, والمعادن - وشرب كمية كافية من الماء يوميًا.
• الاهتمام بالصحة العامة, وممارسة الرياضية لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس, وتجنب التوتر والقلق, وأخذ قسط كافٍ من النوم يوميًا.
• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات, وتجنب استعمال الصابون بأنواعه على أن يكون التباعد لكي تبقي الشعر نظيفًا, وعلى أن يكون ذلك مرتين أو ثلاث بالأسبوع, وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر (Conditioner) مع غسيل الشعر باستمرار لأنه بمثابة المرطب للشعر.
• يفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة, ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع, ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان, من أسفل إلى أعلى, ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضع أي مستحضرات يوجد بها كحول, مثل: الجل, والموس, وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنب فرد الشعر بالتسخين أو المواد الكيمائية.
• استخدام الزيوت, أو الكريمات, أو السيروم مفيد لتنعيم وترطيب الشعر.
بالنسبة للسؤال الثاني: من خلال وصفكم أتصور أن المشكلة قد تكون نوعًا من أنواع الوحمات البيضاء, أو نوع من أنواع البهاق, أو البرص المحدد في منطقة معينة (Segmental vitiligo) والذي يتبع توزيع عصب معين, وكلا النوعين لا يستجيب بسهولة للعلاجات التقليدية - سواء كريمات, أو علاج ضوئي - ويوجد بعض العلاجات الأخرى التي يوجد بها تدخل جراحي لزرع خلايا صبغية, أو بعض الأساليب الشبيهة, وأيضًا بعض أنواع الليزر, ولكن إذا كان المكان محددًا, وبشرة ابنكم - حفظه الله – بيضاء, ولا يوجد فرق ملحوظ بين لون المكان المصاب ولون الجلد الطبيعي, فلا داعي لكل هذه الإجراءات, وبالأخص مع صغر سن الطفل, ولا مانع من زيارة مركز متخصص للتأكد من التشخيص, ومناقشة السبل العلاجية المتاحة, مع وضع لون البشرة الأبيض وقيمة عدم العلاج والسن الصغير في الاعتبار.
وبالنسبة للسؤال الثالث: فأتصور أنهم يعانون من الأكزيما, والتي عادة ما تكون مصحوبة بجفاف بالجلد, ويزداد هذا الجفاف في فصل الشتاء, ونصيحتي هي ترطيب الجلد بشكل يومي بعد الاستحمام مباشرة؛ حتى يحتفظ الجلد برطوبته, وإذا كان هناك أماكن بها إصابات بالأكزيما فيمكن استعمال كريمات مثل الHydrocortisone 1% or Mometasone furoate مرة يوميًا لعدة أيام فقط؛ حتى تختفي الإصابة, ولا ينصح باستعمال هذه الكريمات لفترات أطول؛ لأنها تحتوي على الكورتيزون الموضعي؛ حتى نتجنب الآثار الجانبية لهذه المستحضرات.
وبالنسبة للسؤال الرابع: فيمكن للابنة العلاج بالنارو باند, وهو نوع من أنواع العلاج الضوئي وتحسب الجرعة التي تتعرض لها, وكذلك مدة التعرض بأسلوب يؤدي إلى حدوث احمرار خفيف في الأماكن المصابة بعد فترة من التعرض للجلسة؛ حتى تكون هناك فعالية للعلاج, وأنصح باستخدام هذا النوع من العلاج الضوئي أو غيره من الأنواع الأخرى لفترة محددة فقط؛ لأن التعرض, أو العلاج الضوئي له الكثير من الآثار الجانبية, وبالأخص على المدى البعيد, وبالأخص إذا استعمل لفترات طويلة, أو بجرعات زائدة, ومنها ظهور آثار التقدم بالعمر مبكرًا, وحدوث بعض التغيرات الصبغية, بالإضافة إلى زيادة فرصة حدوث أورام الجلد السرطانية, ولا بد من المتابعة مع الطبيب المتخصص لشرح فوائد العلاجات المختلفة المتاحة, والاحتياطات التي يجب اتخاذها, ولمعرفة الآثار الجانبية لكل نوع من أنواع العلاجات المتاحة, وكذلك القيمة أو الفائدة العلاجية التي سوف تعود على المريض من جراء استخدام العلاجات المختلفة؛ حتى تتكون رؤية واضحة عند المريض وأسرته, ولأن الاستفادة من العلاجات المتعددة تعتمد على نوع البهاق, وأماكن الإصابات, ودرجة الانتشار, وبعض العوامل الأخرى.
وفقكم الله.