قال تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ...
◄ تخريج الحديث ، وألفــاظــــه .
روى البخاري في صحيحه ، في كتاب التوحيد =
1 - باب قول الله تعالى
يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ) (الفتح : 15 ) = ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :قَالَ اللَّهُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ...
2 - وفي باب قول الله تعالى: ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ ) (آل عمران : 28 وَ 30 ) ، وقوله جل ذكره : ( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ) (المائدة : 116 ) = ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ؛ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ...
ورواه مسلم في صحيحه
1 - في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى = ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي؛ إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ...حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَلَمْ يَذْكُرْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ...
2 - وفي باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى = ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي...
3 - وفي كتاب التوبة ، باب في الحض على التوبة والفرح بها = ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي... وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ ... وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ...
وأخرجه الترمذي = ...عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي / قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وعنه قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَإِنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا ، وَإِنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ... / قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَيُرْوَى عَنْ الْأَعْمَشِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ ( مَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا ) يَعْنِي بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَهَكَذَا فَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ قَالُوا : إِنَّمَا مَعْنَاهُ يَقُولُ: إِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ الْعَبْدُ بِطَاعَتِي وَمَا أَمَرْتُ أُسْرِعُ إِلَيْهِ بِمَغْفِرَتِي وَرَحْمَتِي... وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) (البقرة : 152 ) ، قَالَ : اذْكُرُونِي بِطَاعَتِي أَذْكُرْكُمْ بِمَغْفِرَتِي...
ورواه ابن ماجه = ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَإِنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ...
وأحمد في مسنده =
1 - ...عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا مَعَ عَبْدِي حِينَ يَذْكُرُنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ ، وَإِنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا فَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ...وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي...
2 - ...وعنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي...
3 - وعنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ ...
4 - وعن أَبُي صَالِحٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُ ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ مُهَرْوِلًا ...
5 - وعنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي
6 - وعنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْ مَلَئِهِ الَّذِينَ يَذْكُرُنِي فِيهِمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِذَا جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ ، لَهُ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ
7 - وعنه قال : قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي وَاللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ ... وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا فَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ ...
8 - وأخرجه أيضا من حديث أنس بن مالك ، وواثلة بن الأسقع
ا - ... عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي
ب - عن حَيَّان أَبُي النَّضْرِ قَالَ :دَخَلْتُ مَعَ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ عَلَى أَبِي الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَجَلَسَ ، قَالَ : فَأَخَذَ أَبُو الْأَسْوَدِ يَمِينَ وَاثِلَةَ فَمَسَحَ بِهَا عَلَى عَيْنَيْهِ وَوَجْهِهِ لِبَيْعَتِهِ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ وَاثِلَةُ : وَاحِدَةٌ أَسْأَلُكَ عَنْهَا ... قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ :كَيْفَ ظَنُّكَ بِرَبِّكَ ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ وَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَيْ حَسَنٌ ... قَالَ وَاثِلَةُ : أَبْشِرْ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ .....
وفي رواية أخرى : قال أَبُو النَّضْرِ : دَعَانِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ ، فَقَالَ :يَا خَبَّابُ ، قُدْنِي إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ ...فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ؛ فَقَالَ: أَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ .
ورواه النسائي في السنن الكبرى ...
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني ماشيا أتيته مسرعا
والحاكم في مستدركه = ... عن واثلة بن الأسقع قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
والطبراني في المعجم الكبير ومسند الشاميين = ...عَنْ حَيَّانَ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: لَقِيتُ وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ ، فقال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا.
وفي حديث آخر : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي، بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ ..
وفي حديث آخر : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ عَبْدِي مَا شَاء َ.
وفي حديث آخر : أنا عند ظن عبدي بي ، إن ظن خيرا فخير ، وإن ظن شرا فشر.
وفي حديث آخر : عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال : دخلنا على يزيد بن الأسود عائدين ، فدخل عليه واثلة بن الأسقع ، فلما نظر إليه مد يده ، فأخذ بيده فمسح بها وجهه وصدره ، لأنه بايع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : يا يزيد كيف ظنك بربك ؟ قال : حسن . قال : فأبشر ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
والبيهقي في شعب الإيمان = ... عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه... // وعن عتبة بن أبي حكيم ، قال : عاد واثلة بن الأسقع يزيد بن الأسود الجرشي وقد نزل به الموت فقال : يا أخي كيف تجدك ؟ قال : أجدني أرجو وأخاف ، قال : له أيهما في نفسك أكثر ؟ قال : الرجاء ، قال واثلة : الله أكبر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي ...// وعن حيان أبي النضر قال : قال لي واثلة بن الأسقع : قدني إلى يزيد بن الأسود فإني قد بلغني أن ألما نزل به ، قال : فقدته فدخل عليه وهو ثقيل وقد وجه - يعني نحو القبلة - وقد ذهب عقله ، قال : نادوه ، فنادوه ، فقلت : إن هذا واثلة بن الأسقع أخوك ، قال : فأبقى الله من عقله أن سمع أن واثلة قد جاء ، فمد يده فجعل يلتمس بها ، فعلمت ما يريد فأخذت كف واثلة فجعلتها في كفه ، وإنما أراد أن يضع يده في يد واثلة ، ذلك لموضع يد واثلة من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعل يضعها مرة على صدره ، ومرة على وجهه ، ومرة على فيه ، فقال واثلة : ألا تخبرني عن شيء أسألك عنه ؟ كيف ظنك بالله ؟ قال : اعترضتني ذنوب لي أشفيت على هلكة ، ولكن أرجو رحمة الله ، فكبر واثلة وكبر أهل البيت بتكبيره وقال : الله أكبر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ...// وعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني ...
ورواه الدارمي في سننه = ... عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى فَلْيَظُنَّ بِى مَا شَاءَ ...
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده = ... عن قتادة ، سمع أنساً يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا دعاني ...
ورواه ابن حبان في صحيحه = ... عن حيان أبي النضر ، قال خرجت عائدا ليزيد بن الأسود فلقيت واثلة بن الأسقع وهو يريد عيادته ، فدخلنا عليه ، فلما رأى واثلة ، بسط يده ، وجعل يشير إليه ، فأقبل واثلة حتى جلس ، فأخذ يزيد بكفي واثلة ، فجعلهما على وجهه ، فقال له واثلة : كيف ظنك بالله ؟ ، قال : ظني بالله والله حسن ، قال : فأبشر ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : قال الله جل وعلا : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا ، وإن ظن شرا
// وعن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الله جل وعلا يقول : أنا عند ظن عبدي بي ، إن ظن خيرا فله ، وإن ظن شرا فله .// وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حيث يذكرني ، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ...
قال أبو حاتم رضي الله عنه : الله أجل وأعلى من أن ينسب إليه شيء من صفات المخلوق ، إذ ليس كمثله شيء ، وهذه ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما بينهم ...ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنطق أو عمل يتقرب به إلى ربه ، ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلا وجودا ، ومن ذكر ربه في ملأ من عباده ، ذكره الله في ملائكته المقربين بالمغفرة له ، وقبول ما أتى عبده من ذكره ، ومن تقرب إلى الباري جل وعلا بقدر شبر من الطاعات ، كان وجود الرأفة والرحمة من الرب منه له أقرب بذراع ، ومن تقرب إلى مولاه جل وعلا بقدر ذراع من الطاعات كانت المغفرة منه له أقرب بباع ، ومن أتى في أنواع الطاعات بالسرعة كالمشي ، أتته أنواع الوسائل ووجود الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة ، والله أعلى وأجل...
◄ من شروح الحديث .........
1 - قال النووي في شرح صحيح مسلم :
٭ قَوْله عَزَّ وَجَلَّ : ( أَنَا عِنْد ظَنّ عَبْدِي بِي ) ، قَالَ الْقَاضِي : قِيلَ : مَعْنَاهُ بِالْغُفْرَانِ لَهُ إِذَا اِسْتَغْفَرَ ، وَالْقَبُول إِذَا تَابَ ، وَالْإِجَابَة إِذَا دَعَا ، وَالْكِفَايَة إِذَا طَلَبَ الْكِفَايَة . وَقِيلَ : الْمُرَاد بِهِ الرَّجَاء وَتَأْمِيل الْعَفْو ، وَهَذَا أَصَحُّ .
٭ قَوْله تَعَالَى
وَأَنَا مَعَهُ حِين يَذْكُرنِي ) أَيْ مَعَهُ بِالرَّحْمَةِ وَالتَّوْفِيق وَالْهِدَايَة وَالرِّعَايَة . وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى : ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) (الحديد : 4 ) فَمَعْنَاهُ بِالْعِلْمِ وَالْإِحَاطَة .
٭ قَوْله تَعَالَى : ( إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذَكَرْته فِي نَفْسِي ) ،قَالَ الْمَازِرِيُّ : النَّفْس تُطْلَق فِي اللُّغَة عَلَى مَعَانٍ : مِنْهَا الدَّم ، وَمِنْهَا نَفْس الْحَيَوَان ، وَهُمَا مُسْتَحِيلَانِ فِي حَقِّ اللَّه تَعَالَى ، وَمِنْهَا الذَّات ، وَاَللَّه تَعَالَى لَهُ ذَات حَقِيقَة ، وَهُوَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( فِي نَفْسِي ) ، وَمِنْهَا الْغَيْب ، وَهُوَ أَحَد الْأَقْوَال فِي قَوْله تَعَالَى : ( تَعْلَم مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَم مَا فِي نَفْسك ) (المائدة : 116 ) أَيْ مَا فِي غَيْبِي ، فَيَجُوز أَنْ يَكُون أَيْضًا مُرَاد الْحَدِيث ، أَيْ إِذَا ذَكَرَالله َخَالِيًا أَثَابَهُ اللَّهُ ، وَجَازَاهُ عَمَّا عَمِلَ بِمَا لَا يَطَّلِع عَلَيْهِ أَحَد .
٭ قَوْله تَعَالَى : ( وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْته فِي مَلَإٍ خَيْر مِنْهُمْ ) ، هَذَا مِمَّا اِسْتَدَلَّتْ بِهِ الْمُعْتَزِلَة وَمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَى تَفْضِيل الْمَلَائِكَة عَلَى الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَاحْتَجُّوا أَيْضًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْر وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَات وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِير مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) (الإسراء : 70 ) ، فَالتَّقْيِيد بِالْكَثِيرِ اِحْتِرَاز مِنْ الْمَلَائِكَة ، وَمَذْهَب أَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ أَنَّ الْأَنْبِيَاء أَفْضَل مِنْ الْمَلَائِكَة لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي بَنِي إِسْرَائِيل : ( وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (الجاثية : 16 ) ؛ وَالْمَلَائِكَة مِنْ الْعَالَمِينَ ... وَيُتَأَوَّل هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الذَّاكِرِينَ غَالِبًا يَكُونُونَ طَائِفَة لَا نَبِيّ فِيهِمْ ، فَإِذَا ذَكَرَهُ اللَّه فِي خَلَائِق مِنْ الْمَلَائِكَة ، كَانُوا خَيْرًا مِنْ تِلْكَ الطَّائِفَة .
٭ قَوْله تَعَالَى : ( وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْت إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْت مِنْهُ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَة )...
هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات ، وَيَسْتَحِيل إِرَادَة ظَاهِره ، ... ، وَمَعْنَاهُ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِطَاعَتِي تَقَرَّبْت إِلَيْهِ بِرَحْمَتِي وَالتَّوْفِيق وَالْإِعَانَة ، وَإِنْ زَادَ زِدْت ، فَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي وَأَسْرَعَ فِي طَاعَتِي أَتَيْته هَرْوَلَة ، أَيْ صَبَبْت عَلَيْهِ الرَّحْمَة وَسَبَقْته بِهَا ، وَلَمْ أُحْوِجْه إِلَى الْمَشْي الْكَثِير فِي الْوُصُول إِلَى الْمَقْصُود ، وَالْمُرَاد أَنَّ جَزَاءَهُ يَكُون تَضْعِيفه عَلَى حَسَب تَقَرُّبه
+ وقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَلَّه أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْده مِنْ أَحَدكُمْ يَجِد ضَالَّته بِالْفَلَاةِ ) قَالَ الْعُلَمَاء : فَرَح اللَّه تَعَالَى هُوَ رِضَاهُ ، وَقَالَ الْمَازِرِيُّ : الْفَرَح يَنْقَسِم عَلَى وُجُوه مِنْهَا : السُّرُور ، وَالسُّرُور يُقَارِبهُ الرِّضَا بِالْمَسْرُورِ بِهِ ، قَالَ : فَالْمُرَاد هُنَا أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَرْضَى تَوْبَة عَبْده أَشَدَّ مِمَّا يَرْضَى وَاجِد ضَالَّته بِالْفَلَاةِ ، فَعَبَّرَ عَنْ الرِّضَا بِالْفَرَحِ تَأْكِيدًا لِمَعْنَى الرِّضَا فِي نَفْس السَّامِع ، وَمُبَالَغَة فِي تَقْرِيره .
2 - وقال ابن حجر في فتح الباري :
٭ قَوْله ( يَقُول اللَّه تَعَالَى : أَنَا عِنْد ظَنّ عَبْدِي بِي ) ، أَيْ قَادِر عَلَى أَنْ أَعْمَلَ بِهِ مَا ظَنَّ أَنِّي عَامِل بِهِ ، وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : وَفِي السِّيَاق إِشَارَة إِلَى تَرْجِيح جَانِب الرَّجَاء عَلَى الْخَوْف ، وَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ جِهَة التَّسْوِيَة فَإِنَّ الْعَاقِل إِذَا سَمِعَ ذَلِكَ لَا يَعْدِل إِلَى ظَنّ إِيقَاع الْوَعِيد وَهُوَ جَانِب الْخَوْف ؛ لِأَنَّهُ لَا يَخْتَارهُ لِنَفْسِهِ بَلْ يَعْدِل إِلَى ظَنّ وُقُوع الْوَعْد وَهُوَ جَانِب الرَّجَاء ، وَهُوَ كَمَا قَالَ أَهْل التَّحْقِيق مُقَيَّد بِالْمُحْتَضِرِ ، وَيُؤَيِّد ذَلِكَ حَدِيث " لَا يَمُوتَنَّ أَحَدكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِن الظَّنّ بِاَللَّهِ " وَهُوَ عِنْد مُسْلِم مِنْ حَدِيث جَابِر . وَأَمَّا قَبْل ذَلِكَ فَفِي الْأَوَّل أَقْوَال ثَالِثهَا الِاعْتِدَال ، وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : الْمُرَاد بِالظَّنِّ هُنَا الْعِلْم وَهُوَ كَقَوْلِهِ تعالى : ( وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأ مِنْ اللَّه إِلَّا إِلَيْهِ ) (التوبة : 118 )...
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهِم : قِيلَ مَعْنَى ظَنّ عَبْدِي بِي ظَنّ الْإِجَابَة عِنْد الدُّعَاء ، وَظَنّ الْقَبُول عِنْد التَّوْبَة ، وَظَنّ الْمَغْفِرَة عِنْد الِاسْتِغْفَار، وَظَنّ الْمُجَازَاة عِنْد فِعْل الْعِبَادَة بِشُرُوطِهَا تَمَسُّكًا بِصَادِقِ وَعْده ، وَقَالَ : وَيُؤَيِّدهُ قَوْله فِي الْحَدِيث الْآخَر : اُدْعُوا اللَّه وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ ...
قَالَ : وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يَجْتَهِد فِي الْقِيَام بِمَا عَلَيْهِ مُوقِنًا بِأَنَّ اللَّه يَقْبَلهُ وَيَغْفِر لَهُ ؛ لِأَنَّهُ وَعَدَ بِذَلِكَ وَهُوَ لَا يُخْلِف الْمِيعَاد ، فَإِنْ اِعْتَقَدَ أَوْ ظَنَّ أَنَّ اللَّه لَا يَقْبَلهَا وَأَنَّهَا لَا تَنْفَعهُ فَهَذَا هُوَ الْيَأْس مِنْ رَحْمَة اللَّه وَهُوَ مِنْ الْكَبَائِر ، وَمَنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ وُكِلَ إِلَى مَا ظَنَّ كَمَا فِي بَعْض طُرُق الْحَدِيث الْمَذْكُور " فَلْيَظُنَّ بِي عَبْدِي مَا شَاءَ " قَالَ : وَأَمَّا ظَنّ الْمَغْفِرَة مَعَ الْإِصْرَار فَذَلِكَ مَحْض الْجَهْل وَالْغِرَّة وَهُوَ يَجُرّ إِلَى مَذْهَب الْمُرْجِئَة .
٭ قَوْله ( وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ) ، أَيْ بِعِلْمِي وَهُوَ كَقَوْلِهِ تعالى
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَع وَأَرَى ) (طه : 46 ) ، وَالْمَعِيَّة الْمَذْكُورَة أَخَصّ مِنْ الْمَعِيَّة الَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى
مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) (المجادلة : 7 )...
وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة مَعْنَاهُ فَأَنَا مَعَهُ حَسَب مَا قَصَدَ مِنْ ذِكْره لِي قَالَ : ثُمَّ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الذِّكْر بِاللِّسَانِ فَقَطْ ، أَوْ بِالْقَلْبِ فَقَطْ ، أَوْ بِهِمَا ، أَوْ بِامْتِثَالِ الْأَمْر وَاجْتِنَاب النَّهْي ، قَالَ وَاَلَّذِي يَدُلّ عَلَيْهِ الْإِخْبَار أَنَّ الذِّكْر عَلَى نَوْعَيْنِ : أَحَدهمَا مَقْطُوع لِصَاحِبِهِ بِمَا تَضَمَّنَهُ هَذَا الْخَبَر ، وَالثَّانِي عَلَى خَطَر ، قَالَ : وَالْأَوَّل يُسْتَفَاد مِنْ قَوْله تَعَالَى ( فَمَنْ يَعْمَل مِثْقَال ذَرَّة خَيْرًا يَرَهُ ) (الزلزلة : 7 ) ، وَالثَّانِي مِنْ الْحَدِيث الَّذِي فِيهِ " مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَر لَمْ يَزْدَدْ مِنْ اللَّه إِلَّا بُعْدًا " لَكِنْ إِنْ كَانَ فِي حَال الْمَعْصِيَة يَذْكُر اللَّه بِخَوْفٍ وَوَجَلٍ مِمَّا هُوَ فِيهِ فَإِنَّهُ يُرْجَى لَهُ .
٭ قَوْله ( فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذَكَرْته فِي نَفْسِي ) ، أَيْ إِنْ ذَكَرَنِي بِالتَّنْزِيهِ وَالتَّقْدِيس سِرًّا ذَكَرْته بِالثَّوَابِ وَالرَّحْمَة سِرًّا .
وَقَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مِثْل قَوْله تَعَالَى ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُركُمْ ) (البقرة : 152 ) ، وَمَعْنَاهُ اُذْكُرُونِي بِالتَّعْظِيمِ أَذْكُركُمْ بِالْإِنْعَامِ ؛ وَقَالَ تَعَالَى ( وَلَذِكْر اللَّه أَكْبَر ) (العنكبوت : 45 )، أَيْ أَكْبَر الْعِبَادَات ، فَمَنْ ذَكَرَهُ وَهُوَ خَائِف آمَنَهُ أَوْ مُسْتَوْحِش آنَسَهُ ، قَالَ تَعَالَى ( أَلَا بِذِكْرِ اللَّه تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) (الرعد : 28 )...
٭ قَوْله ( وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأ ) بِفَتْحِ الْمِيم وَاللَّام مَهْمُوز أَيْ جَمَاعَة ، ( ذَكَرْته فِي مَلَأ خَيْر مِنْهُمْ ) ،قَالَ بَعْض أَهْل الْعِلْم : يُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّ الذِّكْر الْخَفِيّ أَفْضَل مِنْ الذِّكْر الْجَهْرِيّ وَالتَّقْدِير : إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذَكَرْته بِثَوَابٍ لَا أُطْلِعُ عَلَيْهِ أَحَدًا وَإِنْ ذَكَرَنِي جَهْرًا ذَكَرْته بِثَوَابٍ أُطْلِع عَلَيْهِ الْمَلَأ الْأَعْلَى
٭ قَوْله ( وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا ) فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِيّ وَالسَّرَخْسِيّ " بِشِبْرٍ " بِزِيَادَةِ مُوَحَّدَة فِي أَوَّله ، وَسَيَأْتِي شَرْحه فِي أَوَاخِر " كِتَاب التَّوْحِيد " فِي بَاب ذِكْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِوَايَته عَنْ رَبّه .
وقال عند شرح حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ : إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ...
٭ قَوْله ( إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْد إِلَيَّ شِبْرًا )فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " مِنِّي " وَفِي رِوَايَة الطَّيَالِسِيِّ " إِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي عَبْدِي " وَالْأَصْل هُنَا الْإِتْيَان بِمِنْ ، لَكِنْ يُفِيد اِسْتِعْمَال " إِلَى " بِمَعْنَى الِانْتِهَاء فَهُوَ أَبْلَغُ .
٭ قَوْله ( تَقَرَّبْت إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ ) فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيِّ " مِنِّي " وَكَذَا لِلْإِسْمَاعِيلِيِّ وَالطَّيَالِسِيّ .
٭ قَوْله ( ذِرَاعًا تَقَرَّبْت مِنْهُ بَاعًا ، وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَة ) لَمْ يَقَع " وَإِذَا أَتَانِي " إِلَخْ فِي رِوَايَة الطَّيَالِسِيِّ
- قَالَ اِبْن بَطَّال : وَصَفَ سُبْحَانه نَفْسه بِأَنَّهُ يَتَقَرَّب إِلَى عَبْده وَوَصَفَ الْعَبْد بِالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ وَوَصَفَهُ بِالْإِتْيَانِ وَالْهَرْوَلَة كُلّ ذَلِكَ يَحْتَمِل الْحَقِيقَة وَالْمَجَاز فَحَمْلهَا عَلَى الْحَقِيقَة يَقْتَضِي قَطْع الْمَسَافَات وَتَدَانِي الْأَجْسَام وَذَلِكَ فِي حَقّه تَعَالَى مُحَال فَلَمَّا اِسْتَحَالَتْ الْحَقِيقَة تَعَيَّنَ الْمَجَاز لِشُهْرَتِهِ فِي كَلَام الْعَرَب فَيَكُون وَصْف الْعَبْد بِالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ شِبْرًا وَذِرَاعًا وَإِتْيَانه وَمَشْيه مَعْنَاهُ التَّقَرُّب إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ وَأَدَاء مُفْتَرَضَاته وَنَوَافِله ، وَيَكُون تَقَرُّبه سُبْحَانه مِنْ عَبْده وَإِتْيَانه وَالْمَشْي عِبَارَة عَنْ إِثْبَاته عَلَى طَاعَته وَتَقَرُّبه مِنْ رَحْمَته ، وَيَكُون قَوْله أَتَيْته هَرْوَلَة أَيْ أَتَاهُ ثَوَابِي مُسْرِعًا ...
- وَنُقِلَ عَنْ الطَّبَرِيِّ أَنَّهُ إِنَّمَا مَثَّلَ الْقَلِيل مِنْ الطَّاعَة بِالشِّبْرِ مِنْهُ وَالضَّعْف مِنْ الْكَرَامَة وَالثَّوَاب بِالذِّرَاعِ فَجَعَلَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى مَبْلَغ كَرَامَته لِمَنْ أَدْمَنَ عَلَى طَاعَته أَنَّ ثَوَاب عَمَله لَهُ عَلَى عَمَله الضَّعْف وَأَنَّ الْكَرَامَة مُجَاوَزَة حَدّه إِلَى مَا يُثِيبهُ اللَّه تَعَالَى ...
- وَقَالَ اِبْن التِّين الْقُرْب هُنَا نَظِير مَا تَقَدَّمَ فِي قَوْله تَعَالَى ( فَكَانَ قَاب قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) (النجم : 9 ) ، فَإِنَّ الْمُرَاد بِهِ قُرْب الرُّتْبَة وَتَوْفِير الْكَرَامَة ... وَالْهَرْوَلَة كِنَايَة عَنْ سُرْعَة الرَّحْمَة إِلَيْهِ ، وَرِضَا اللَّه عَنْ الْعَبْد ، وَتَضْعِيف الْأَجْر ، قَالَ : وَالْهَرْوَلَة ضَرْب مِنْ الْمَشْي السَّرِيع وَهِيَ دُون الْعَدْو...
- وَقَالَ صَاحِب الْمَشَارِق الْمُرَاد بِمَا جَاءَ فِي هَذَا الْحَدِيث سُرْعَة قَبُول تَوْبَة اللَّه لِلْعَبْدِ أَوْ تَيْسِير طَاعَته وَتَقْوِيَته عَلَيْهَا وَتَمَام هِدَايَته وَتَوْفِيقه وَاللَّهُ أَعْلَم بِمُرَادِهِ ....
- وَقَالَ الرَّاغِب قُرْب الْعَبْد مِنْ اللَّه التَّخْصِيص بِكَثِيرٍ مِنْ الصِّفَات الَّتِي يَصِحّ أَنْ يُوصَف اللَّه بِهَا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ عَلَى الْحَدّ الَّذِي يُوصَف بِهِ اللَّه تَعَالَى نَحْو الْحِكْمَة وَالْعِلْم وَالْحِلْم وَالرَّحْمَة وَغَيْرهَا ، وَذَلِكَ يَحْصُل بِإِزَالَةِ الْقَاذُورَات الْمَعْنَوِيَّة مِنْ الْجَهْل وَالطَّيْش وَالْغَضَب وَغَيْرهَا بِقَدْرِ طَاقَة الْبَشَر وَهُوَ قُرْب رُوحَانِيّ لَا بَدَنِيّ ، وَهُوَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْد مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْت مِنْهُ ذِرَاعًا . اهـ.
3 - وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي عند شرح حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
٭ قَوْلُهُ : ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ) ،أَيْ أَنَا أُعَامِلُهُ عَلَى حَسَبِ ظَنِّهِ بِي وَأَفْعَلُ بِهِ مَا يَتَوَقَّعُهُ مِنِّي مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، وَالْمُرَادُ الْحَثُّ عَلَى تَغْلِيبِ الرَّجَاءِ عَلَى الْخَوْفِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِاَللَّهِ كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاَللَّهِ " . وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالظَّنِّ الْيَقِينُ ....وَالْمَعْنَى : أَنَا عِنْدَ يَقِينِهِ بِي وَعِلْمِهِ بِأَنَّ مَصِيرَهُ إِلَيَّ وَحِسَابَهُ عَلَيَّ وَأَنَّ مَا قَضَيْت بِهِ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لَا مَرَدَّ لَهُ ، لَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت ، قَالَهُ الطِّيبِيُّ /....
٭ وقوله
وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي ) ،أَيْ بِعِلْمٍ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ). (طه : 46 ).
4 - وقال المناوي في فيض القدير :
٭قوله : ( أنا عند ظن عبدي بي) أي أعامله على حسب ظنه وأفعل به ما يتوقعه مني فليحسن رجاءه ، أو أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني أعامله به ...
فالمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف ، والظن على بابه ؛ ذكره القاضي قال: ويمكن تفسيره بالعلم ، والمعنى أنا عند يقينه بي وعلمه بأن مصيره إلي وحسابه علي وأن ما قضيت من خير وشر فلا مرد له لا معطي لما منعت ولا راد لما أعطيت ، أي إذا تمكن العبد في مقام التوحيد ورسخ في مقام الإيمان والوثوق به سبحانه وتعالى قرب منه ورفع دونه الحجاب بحيث إذا دعاه أجاب وإذا سأله استجاب ...
إلى هنا كلامه ./ وجزم بعض المتأخرين بثاني احتماليه فقال : معناه عند يقينه بي فالاعتماد علي والوثوق بوعدي والرهبة من وعيدي والرغبة فيما عندي أعطيه إذا سألني وأستجيب له إذا دعاني كل ذلك على حسب ظنه وقوة يقينه ، والظن قد يرد بمعنى اليقين قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ ) ( البقرة : 46 ) أي يوقنون ...
(إن خيرا فخير وإن شرا فشر) أي إن ظن بي خيرا أفعل به خيرا ، وإن ظن بي شرا أفعل به شرا ...
قال ابن القيم : وأعظم الذنوب عند الله تعالى إساءة الظن به ، فإن من أساء الظن به ظن به خلاف كماله الأقدس وظن به ما يناقض أسماءه وصفاته ، ولهذا توعد عليه بما توعد به غيره فقال : ( ... وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (الفتح : 6 ) ، وقال
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ) (فصلت : 23 ) // وقال :
٭ قوله : قال الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) أي أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني أعامله ، أو أنا عند علمه وإيمانه بما وعدت من قبول حسناته والعفو عن زلاته وإجابة دعواته عاجلا وآجلا ، أو المراد أنا عند أمله ورجائه ...
قال في المطامح : هذا أصل عظيم في حسن الرجاء في الله، وجميل الظن به ، وليس لنا وسيلة إليه إلا ذلك ، قالوا : والأفضل للمريض أن يكون رجاؤه أغلب ، قال القرطبي : وقد كانوا يستحبون تلقين المحتضر محاسن عمله ليحسن ظنه بربه ، وقال البناني : كان شاب دهق فلما نزل به الموت أكبت أمه عليه تقول يا بني كنت أحذرك مصرعك هذا قال يا أماه لي رب كثير المعروف وإني لأرجو اليوم أن لا يعدمني معروفه . ( تنبيه ) قال ابن أبي جمرة : المراد بالظن هنا العلم لقوله * (وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه) ، وفي المفهم معنى ظن عبدي بي ظن الإجابة عند الدعاء وظن القبول عند التوبة وظن المغفرة عند الاستغفار وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكا بصادق وعده ...
قال في الحِكَم : لا يعظم الذنب عند الحاكم عظمة تقنطك من حسن الظن بالله ، فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه ، لا صغيرة إذا قابلك عدله ولا كبيرة إذا واجهك فضله (مهمة) قال العارف الشاذلي : قرأت ليلة * (قل أعوذ برب الناس) * فقيل لي : شر الوسواس وسواس يدخل بينك وبين حبيبك يذكرك أفعالك السيئة وينسيك ألطافه الحسنة ، ويقلل عندك ذات اليمين ويكثر عندك ذات الشمال، ليعدل بك عن حسن الظن بالله وكرمه إلى سوء الظن بالله ورسوله ، فأحذرك هذا الباب فقد أخذ منه خلق كثير من العباد والزهاد وأهل الطاعة والسداد....
◄ فحيَّ على حسن الظن بالله العفو الحليم ، الغفور الرحيم .
- روى مسلم ، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب الأمر بحسن الظن بالله = ... عَنْ جَابِرٍ قَالَ :سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ : لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عز وجل ؛ وفي رواية : لَا يَمُوتَنَّ أَحَدكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِن بِاَللَّهِ الظَّنّ // وأخرجه الترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد ، والبيهقي في الكبرى والشعب ، والطبراني في الأوسط ، وأبو يعلى ، وابن حبان ، والطيالسي ، والقضاعي ......
*** قال النووي : - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَمُوتَنَّ أَحَدكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِن بِاَللَّهِ الظَّنّ ) وَفِي رِوَايَة : ( إِلَّا وَهُوَ يُحْسِن الظَّنّ بِاَللَّهِ تَعَالَى ) قَالَ الْعُلَمَاء : هَذَا تَحْذِير مِنْ الْقُنُوط ، وَحَثّ عَلَى الرَّجَاء عِنْد الْخَاتِمَة ... وقَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَى ( حُسْن الظَّنّ بِاَللَّهِ تَعَالَى ) أَنْ يَظُنّ أَنَّهُ يَرْحَمهُ وَيَعْفُو عَنْهُ ، وقَالُوا : وَفِي حَالَة الصِّحَّة يَكُون خَائِفًا رَاجِيًا ، وَيَكُونَانِ سَوَاء ، وَقِيلَ : يَكُون الْخَوْف أَرْجَح ، فَإِذَا دَنَتْ أَمَارَات الْمَوْت غَلَبَ الرَّجَاء أَوْ مَحْضه ؛ لِأَنَّ مَقْصُود الْخَوْف : الِانْكِفَاف عَنْ الْمَعَاصِي وَالْقَبَائِح ، وَالْحِرْص عَلَى الْإِكْثَار مِنْ الطَّاعَات وَالْأَعْمَال ، وَقَدْ تَعَذَّرَ ذَلِكَ أَوْ مُعْظَمه فِي هَذَا الْحَال ، فَاسْتُحِبَّ إِحْسَان الظَّنّ الْمُتَضَمِّن لِلِافْتِقَارِ إِلَى اللَّه تَعَالَى ، وَالْإِذْعَان لَهُ ، وَيُؤَيِّدهُ الْحَدِيث الْمَذْكُور بَعْده = ...عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( يُبْعَث كُلّ عَبْد عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ ) وَلِهَذَا عَقَّبَهُ مُسْلِم لِلْحَدِيثِ الْأَوَّل... . قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ : يُبْعَث عَلَى الْحَالَة الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا ، وَمِثْله الْحَدِيث الْآخَر بَعْده ( ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى نِيَّاتهمْ ) .// حديث يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ ، رواه مسلم عن جابر ؛ والحديث بعده ، رواه عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ ...// وجاء عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا يُبْعَثُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ؛ من حديث أبي هريرة - رواه ابن ماجه ، وأحمد ...
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ، أخرجه ابن ماجة من رواية جابر ... صححه الألباني...
*** وقَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ ، محمد شمس الحق عظيم آبادي ، قوله
لَا يَمُوتُ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ )
: أَيْ لَا يَمُوت أَحَدكُمْ فِي حَال مِنْ الْأَحْوَال إِلَّا فِي هَذِهِ الْحَالَة وَفِي حُسْن الظَّنّ بِاَللَّهِ بِأَنْ يَغْفِر لَهُ ، فَالنَّهْي وَإِنْ كَانَ فِي الظَّاهِر عَنْ الْمَوْت وَلَيْسَ إِلَيْهِ ذَلِكَ حَتَّى يَنْتَهِي ، لَكِنْ فِي الْحَقِيقَة عَنْ حَالَة يَنْقَطِع عِنْدهَا الرَّجَاء لِسُوءِ الْعَمَل كَيْلَا يُصَادِفهُ الْمَوْت عَلَيْهَا قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي ...وَقَالَ فِي مِرْقَاة الصُّعُود : زَادَ اِبْن أَبِي الدُّنْيَا فِي حُسْن الظَّنّ : فَإِنَّ قَوْمًا قَدْ أَرْدَاهُمْ سُوء ظَنَّهُمْ بِاَللَّهِ ، فَقَالَ اللَّه فِي حَقّهمْ : ( وَذَلِكُمْ ظَنّكُمْ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) (فصلت : 23 ). - قَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّمَا يُحْسِن الظَّنّ بِاَللَّهِ مِنْ حَسُنَ عَمَله ، فَكَأَنَّهُ قَالَ أَحْسِنُوا أَعْمَالكُمْ يَحْسُن ظَنُّكُمْ بِاَللَّهِ ، فَمَنْ سَاءَ عَمَله سَاءَ ظَنُّهُ . وَقَدْ يَكُون أَيْضًا حُسْن الظَّنّ بِاَللَّهِ مِنْ جِهَة الرَّجَاء وَتَأْمِيل الْعَفْو ....
- وَقَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزْوِين : يَجُوز أَنْ يُرِيد بِهِ التَّرْغِيب فِي التَّوْبَة وَالْخُرُوج مِنْ الْمَظَالِم ، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ حَسُنَ ظَنُّهُ وَرَجَا الرَّحْمَة .
- وَقَالَ النَّوَوِيّ : فِي شَرْح الْمُهَذَّب : مَعْنَى تَحْسِين الظَّنّ بِاَللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَظُنّ أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَرْحَمهُ وَيَرْجُو ذَلِكَ بِتَدَبُّرِ الْآيَات وَالْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي كَرَم اللَّه تَعَالَى وَعَفْوه وَمَا وَعَدَ بِهِ أَهْل التَّوْحِيد وَمَا سَيُبَدِّلُهُمْ مِنْ الرَّحْمَة يَوْم الْقِيَامَة كَمَا قَالَ سُبْحَانه وَتَعَالَى فِي الْحَدِيث الصَّحِيح : " أَنَا عِنْد ظَنّ عَبْدِي بِي " هَذَا هُوَ الصَّوَاب فِي مَعْنَى الْحَدِيث وَهُوَ الَّذِي قَالَهُ جُمْهُور الْعُلَمَاء .... وَشَذَّ الْخَطَّابِيُّ فَذَكَر تَأْوِيلًا آخَر أَنَّ مَعْنَاهُ أَحْسِنُوا أَعْمَالكُمْ حَتَّى يَحْسُن ظَنّكُمْ بِرَبِّكُمْ ، فَمَنْ حَسُن عَمَله حَسُن ظَنّه ، وَمَنْ سَاءَ عَمَله سَاءَ ظَنّه ، وَهَذَا تَأْوِيل بَاطِل نَبَّهْت عَلَيْهِ لِئَلَّا يُغْتَرّ بِهِ اِنْتَهَى ....
*** وقال المناوي : قوله
لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أي لا يموتن أحدكم في حال من الأحوال إلا في هذه الحالة ، وهي حسن الظن بالله تعالى، بأن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه ؛ لأنه إذا حضر أجله وأتت رحلته لم يبق لخوفه معنى، بل يؤدي إلى القنوط وهو تضييق لمجاري الرحمة والإفضال، ومن ثم كان من الكبائر القلبية ، فحسن الظن وعظم الرجاء أحسن ما تزوده المؤمن لقدومه على ربه ...قال الطيبي : نهى أن يموتوا على غير حالة حسن الظن وذلك ليس بمقدور بل المراد الأمر بحسن الظن ليوافي الموت وهو عليه .اهـ.
اللهم إنا نسألك
التوفيق لمحابك من الأعمال
وصدق التوكل عليك
وحسن الظن بك .