السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أود في البداية أن أعتذر لأني أثقلت على حضرتك يا دكتور محمد, وأشغلتك بي, وأعتذر عن كثرة استشاراتي وتدقيقي, فأتمنى أن تتحملني, فالآن قد قلت الآلام قليلا, ولكن قلبي هو الذي زادت ضرباته بصورة كبيرة, وأحس بعدم اتزان في جسمي.
هناك شيء أهم وهو أن شهيتي التي قد انغلقت بصورة كبيرة, ولا أطيق الطعام, حتى الأكلات التي أحبها كثيرا لم أعد أرغب بتناولها, وآكل فقط لأعيش, وهذ الأكل أغصب نفسي عليه, ويمكن ألا أتناول إلا وجبة الإفطار, وهذا بدون إرادتي, وأحس إحساسا غريبا في معدتي, وبآلام قليلة في بطني, فهل هذا بسبب القلق؟ أم يمكن أن تكون معدتي تعبانة, وهل الآن الوقت مناسبا لأتناول موتيفال؟ وهل أتناوله مدة أسبوع؟ وهل أتناوله مع مودابكس؟
أصبحت عصبية جدا, وعندما أغضب فإني أشعر بدوار, وقلبي يؤلمني, وذراعي أيضا, ولا أقدر على التنفس, فبماذا تنصحني؟
أرجو إجابه قاطعة لهذا السؤال, هل أنا سأشفى تماما ام لا؟ وهل سأحتاج العلاج طوال حياتي أم لا؟ وإذا كان لا فلماذا يحدث ذلك وأنا أتناول العلاج؟ وما بالك بعد أن أتركه, وما الأكلات التي لا تفيدوني؟ وهل الشوكولاته منها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فكنت أتمنى حقيقة أن تكون هنالك إمكانية لأن تقابليني مباشرة وأقومُ بفحصك وتقييمك، من خلال ذلك أستطيع أن أجيب على كل أسئلتك وبصورة قاطعة، أما من خلال المعلومات المتاحة حتى وإن كانت مفصلة وقيّمة إلا أن الشق الرئيسي مفقود في العملية العلاجية وهو الفحص المباشر.
لذا أنا أرى أن تواصلك مع طبيب نفسي مباشرة دائمًا سيكون هو الأفضل بالنسبة لك، ومصر بها -الحمد لله تعالى- من أصحاب الكفاءات العالية جدًّا في جميع التخصصات خاصة الطب النفس.
ازدياد الأعراض الجسدية بهذه الصورة التي ذكرتها قد يكون عاملها السبب النفسي، لكن يجب ألا نتناسى الأسباب العضوية، ولذا ربما يكون من الأفضل أن تذهبي وتعيدي الفحص مرة أخرى، تقابلي طبيب الجهاز الهضمي.
قناعاتي أن حالتك نفسية، لكن لا أحد يستطيع تأكيدًا قاطعًا إلا بعد أن يتم الكشف العضوي، فأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب دون أي قلق ودون أي توتر، وبعد أن تتأكدي أن الأمر بالفعل نفسيًا ابدئي في تناول الموتيفال, وكذلك المودابكس بالصورة التي ذكرناها لك.
هذا هو الذي أنصحك به، وأنا أقدر درجة انزعاجك, وأقدر درجة التوتر التي تعاني منه، لكن لا بد أن تكوني حازمة مع نفسك في اتخاذ القرارات العلاجية التي تصب في مصلحتك -إن شاء الله تعالى-.
سؤالك: هل سأشفى تمامًا أم لا؟ .. ما هو الشفاء؟ كيف نعرف الشفاء؟ .. الشفاء ليس من الضروري أن يعني ذهاب أو زوال كل الأعراض، الإنسان إذا تواءم مع نفسه ومع ظروفه, وتكيف مع مجتمعهو وأدى واجباته الحياتية بشيء من الراحة هذا شفاء، فإن شاء الله تعالى أنا متفائل جدًّا أن الشفاء سوف يأتي؟
سؤالك: هل سأتحاج للعلاج طول حياتي؟ .. لا أعتقد ذلك والعلم عند الله.
وإذا كان لا فلماذا يحدث ذلك وأنا أتناول العلاج فما بالك بعد أن أتركه؟ .. هذا مرتبط بمرحلتك العمرية، الإنسان يتطور نفسيًا بتطور عمره، وهذه حقيقة معروفة، النضوج النفسي يحتاج لبعض الوقت، وحين يتقدم بالإنسان العمر تقل حوجته تمامًا للأدوية من هذا النوع.
بالنسبة للأكلات التي تفيدك: أنا حقيقة أنصحك بمقابلة أخصائي تغذية، ومنهجي أنا في موضوع الأكل أن يجرب الإنسان الأكل الذي يفيده ويتجنب الأكل الذي يضره. هذا هو الأفضل.
الشكولاتة: الإكثار منها ليس جيدًا، وهي صادمة، وتمنع رغبتك في الأطعمة الأخرى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.