السؤال
السلام عليكم
جزيتم خيرا على هذا الموقع المبارك.
أنا زوجة وأم مرضعة، عمري 23 سنة، تزوجت منذ سنتين تقريبا، ومشكلتي أيضا منذ سنتين ( ليس له علاقة بالرضاعة) هي قلة الإفرازات أثناء العلاقة الزوجية على الرغم من أخذ فترة كافية بالمداعبة، وكذلك على الرغم من استمتاعي أثناء العلاقة، والترطيب في أكثر الأحيان يكون معدوما مما يسبب لي الألم أثناء العلاقة، وهذا الجفاف يحدث في الأجزاء التناسلية الخارجية، ولكن بعد الإيلاج يحدث ترطيب نسبي، كشفت عند طبيبة نساء، وعملت تحليلا، وذلك أثناء فترة الحمل، ووجدت هناك ( جاردينيلا ) مع عدم وجود أعراض أخرى كالحرقة، وبعد الشفاء منها لم تتغير مسألة الجفاف، وقالت لي الدكتورة: لا علاج غير استخدام الجل الخاص بالعلاقة، وفي الحقيقة أنا أتوقع أن هذا ليس بحل!
أتمنى أن أكون طبيعية، فهل لديكم تفسيرا لمشكلتي وحلا غير الجل والكريمات الموضعية؟! وهل استخدام الأدوية التجارية التي يزعم روادها أنها تحسن العلاقة تفيد في مشكلتي؟
علما أنه قد تحسن جدا في الفترة الوسطى من الحمل الأشهر ( 4-5-6)، ثم رجع الجفاف مرة أخرى، وبعدها عملت التحليل الذي ذكرته لكم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم رابحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن عدم حدوث ترطيب كاف في المهبل يعتبر حالة شائعة عند النساء, فالمهبل لا يحوي على غدد, وهو يعتمد في ترطيبه على غدد عنق الرحم، وعلى بعض السوائل التي تخرج من جدرانه.
وأكثر سبب للشعور بالجفاف خلال الجماع قبل سن انقطاع الدورة هو عدم التحضير الكافي للسيدة قبل الإيلاج، ونقصد بالتحضير هو حدوث الترطيب في الفرج, وليس طول مدة المداعبة.
فالمدة اللازمة لحدوث الترطيب تختلف كثيرا بين النساء, ولها علاقة بطبيعة الجسم واستجابته للهرمونات, وبعوامل وراثية, وحتى بنوعية الطعام أحيانا.
فمن النساء من يحدث لديها ترطيب كاف بعد فترة قصيرة جدا من المداعبة, وهنالك من تحتاج إلى فترة طويلة, رغم أن كلتاهما طبيعية، وراغبة بزوجها وراغبة بحدوث العلاقة.
وأحيانا نفس السيدة قد تحتاج وقتا مختلفا ليحدث الترطيب في كل مناسبة زوجية.
ولذلك يجب إطالة فترة المداعبة قدر الإمكان, عندما يتأخر حدوث الترطيب عند الزوجة.
وقد يحدث الجفاف بسبب تغير الهرمونات في الجسم كما يحدث مثلا (في الحمل , الإرضاع, وبعد الطهر مباشرة, كذلك عند تناول حبوب منع الحمل).
ويجب التأكد من أنك لا تتناولين أي من الأدوية التي هي من نوع (مضادات الهيستامين ), وهي تدخل تركيب الأدوية التي تعالج نزلات البرد والحساسية وغير ذلك.
وأؤكد ثانية على أن هنالك بعض النساء اللواتي لا يحدث لديهن ترطيب كاف, بسبب أن هذه هي طبيعة أجسادهن, أي بسبب وراثي واستعداد في الجسم, وهذا يعتبر طبيعيا، ولا يعتبر مرضا تماما كما تختلف النساء في سرعة ذرف الدمع، أو في كثرة إفراز اللعاب مثلا.
إن تم نفي وجود الالتهابات المهبلية, وكنت لا تتناولين أية أدوية من مضادات الهيستامين, وتم التأكد من أن فترة المداعبة كافية, فهنا يكون الحل هو الاستمرار باستعمال المرطبات الطبية, وهي مرطبات آمنة جدا, ومؤلفة في أغلبها من الماء, وهي تحاكي بيئة المهبل من ناحية الحموضة, وتركيبها الكيميائي يشبه إلى حد بعيد تركيب الإفرازات الطبيعية؛ لذلك تعتبر آمنة جدا حتى لو تم استخدامها باستمرار, وحتى لو تم استخدامها في غير أوقات الجماع أو في الحمل.
وهنالك العديد من المركبات المشهورة والمعروفة ومنها:
K-Y GEL
ASTROGLIDE
V-GEL
AQUATUBE
وأنصحك بالإكثار من شرب الماء, فهذا يزيد في رشح السوائل من جدران المهبل, وبالتالي حدوث الرطوبة.
كما أنصحك بممارسة تمارين كيغل للحوض فهي تنشط الدوران في المنطقة, وتزيد من التروية الدموية في الفرج, وبالتالي تساعد في تخفيف الجفاف.
وأنبهك إلى عدم استخدام الأدوية التي يروج لها, فهي غير مرخصة طبيا, وكذلك يجب عدم استخدام الفازلين أو الزيوت بما فيها زيت الزيتون, ولا الكريمات المخصصة لترطيب الجسم من الخارج, لأنها جميعها تغير في بيئة المهبل, وتساعد في حدوث الالتهابات.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.