السؤال
السلام عليكم
أنا شاب عمري 25 سنة, ولدت في أمريكا, وقد أجري لي عملية الختان, ولكنها لم تنجح, وبعد ذلك عدنا إلى بلدنا العربي, واستغرق الأمر 11 عاما لكي يكتشف أهلي ذلك, وأخذني والدي إلى طبيب عمره 70 عاما, ولم يجر لي العملية المناسبة, بل هو من سبب المشكلة كلها, وبعدها ذهبت إلى جراح تجميلي, وبعد 5 عمليات قال لي الأطباء إن هذا أفضل ما تستطيع الحصول عليه والمشكلة هي:
1- أنني أملك عضوا ذكريا بطول 7.5 سم عند الانتصاب, فهل هذا الطول كافٍ للقيام بالعملية الجنسية؟ وهل أستطيع أن أرضي زوجتي جنسيا؟ أم أنسى الموضوع كله ولا أتزوج؟
2- هل يجب أن أخبر خطيبتي المستقبلية بطول العضو؟ وماذا لو جعلتني أضحوكة وتركتني وفضحتني أمام الناس؟ وإذا لم أستطع أن أرضيها فهل يحق لها الطلاق؟
3- أنا لا أستطيع أن أغفر لوالدي؛ لأنه طبيب درس في أمريكا, ويعرف الفرق بين الطب في بلداننا وأمريكا, ويملك كنوز الأرض, ولم يرضَ أن يعيدني إلى أمريكا كي أتعالج هناك, وهو من دعم الطبيب الذي عمره 70 عاما بالتشخيص الخاطئ, ورضي أن يلعب بي الأطباء, ويجروا لي 6 عمليات لشيء بسيط, ربما لا يحتاج إلى شيء.
الرجاء المساعدة, والله هو الذي يكافيكم ويجزيكم.
والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ majed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابننا الفاضل, ونؤكد لك أن الوالد لا يريد لك إلا الخير, ولكن المؤمن دائما يرضى بما قدره الله تعالى، وأحسب أنك سوف تنجح بحول الله وفضله ومنه في إقامة علاقة زوجية سوية, والذي يهمنا الآن أن لا تجعل هذا الأمر هما، وأن لا تفكر بهذه الطريقة؛ لأن الجانب النفسي في العلاقة الخاصة, والجانب الجنسي من الأمور الأساسية, فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه, وسوف تستمع إلى إجابات أيضا من الطبيب المختص.
ولكن على كل حال أرجو أن تعلم أن النجاح في هذا المجال ليس في هذه المسألة وحدها, ولكن إذا نجح الرجل في أن تكون له مداعبات, وأن يمهد للعلاقة في أن يكتشف مواطن الإثارة في نفسه, وعند شريكة العمر, وأن يغير في أنماط هذه العلاقة وطرائقها؛ يستطيع أن يصل إلى الإشباع بطرق كثيرة, فلا تحمل هم هذا الموضوع, بل إننا ندعوك إلى أن تعجل بأمر الزواج, وإكمال مراسيم الزواج إذا كان الطبيب يرى أنك ستقوم بهذا الواجب.
وطول هذا العضو أو قصره ليس له في الحقيقة علاقة فيما يتحقق من متعة, بل المتعة تحتاج إلى أن يكون الإنسان عنده مهارات, وواضح بأن يكون عنده رومانسية, وأن يبدأ هذه العلاقة, وأن يهتم بنظافته, وأن يهتم بمعنوياته المرتفعة, وأن يكتشف مواطن الجمال والإثارة في الطرف الآخر, وأن يعين الطرف الآخر على اكتشاف الجوانب التي تجلب له السعادة.
لذلك لا تعط هذا الموضوع أكبر من حجمه, وأعلم أن هذا الأمر قدره الله تعالى، ونسأل الله أن يغفر للطبيب, ويغفر للوالد, ولا شك أن الطبيب إذا كان يعرف أنه غير مجيد, وأن المسألة خاطئة؛ سيحاسبه الله على تقصيره؛ لأن العبرة في هذه أن يكون الإنسان متقنا, ولأنه إذا أخطأ صاحب الكفاءة الذي عنده الكفاءة, واجتهد ووقع في خطأ فالحرج مرفوع, لأنه كما قال الله تعالى: { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} والتعمد مستبعد.
ولكن إذا كان هو غير مؤهل, وغير مختص فحاول أن يجري عملية؛ فإن هذا حقيقة يلام ويثم على هذا التقصير وعلى هذا التجاوز في حدود تخصصه, ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.
وأرجو أن تتواصل مع الموقع, وأن تدخل حياتك الزوجية دون هذه الأوهام والتفكير بهذه الطريقة التي لا تخلو من الانزعاج؛ لأن هذا هو قد يكون سبب الفشل, وليس طول العضو أو قصر العضو, بقدر ما نركز نحن أن تكون الناحية النفسية مستقرة.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
انتهت إجابة الدكتور أحمد الفرجابي, استشاري الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتور سالم عبد الرحمن الهرموزي, استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
أخي الكريم: عافاك الله وشد من أزرك.
أنا أشك تماما -والله أعلم- أن المشكلة من أساسها هي عملية ختان عادية, تمت في أمريكا وترتب على تصحيحها إجراء خمس عمليات تصحيحية وتجميلية, وآخر الموضوع أن قال لك الأطباء إن هذا أقصى ما يستطيعون عمله لك في هذه الحالة.
إن عملية الختان في الحالات العادية هي إزالة بضع سنتيميترات من الجلد الذي يغطي حشفة الذكر, لا أقل ولا أكثر, وتتم بواسطة مقص أو حتى بموس حلاقة.
فهذه مهمة يقوم بها الحلاقين في الأرياف, والممرضين, ونحن كأطباء في مرحلة من مراحل دراستنا تعلمنا عمل عملية الختان بواسطة ممرضات الجراحة الهامة.
فما أتوقعه من قصة مراحل علاجك أن السبب الأساسي هو ما يسمى: المبال التحتي بدرجة أو بأخرى, وهو عيب خلقي في تكوين القضيب, ينتج عنه أن فتحة البول لا تكون في مقدمة الذكر, مع قصور في طول الذكر وحجمه.
وهذا العيب يتطلب عمل عدة عمليات تصحيحية وتجميلية حتى يتم الوصول إلى مرحلة يمكن للمريض أن يتعايش فيها مع حياته الصحية والزوجية بشكل أقرب إلى الطبيعي, وهذا ما أتوقعه أن يكون قد حصل معك, وأنت لا تدري ما هي العلة التي تعالج منها لصغر سنك, واتكالك كليا على الوالد.
ولا تلوم الوالد أو الأطباء على شيء, فليس لهم ذنب فيه, وكل ما عملوه هو محاولة مساعدتك, وإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وما دام الوالد طبيبا أيضا فهذا يؤكد أن الموضوع ليس عملية ختان يعرضك فيها إلى أكثر من خمس عمليات تصحيحية وتجميلية.
وأيضا تصحيح الختان لا ينتج عنه قصور في طول القضيب, ولكن مع تكرار العمليات التصحيحية والتجميلية قد يحدث ذلك القصور إذا كانت كل صفات البلوغ الأخرى مكتملة لديك.
وإذا كان باستطاعتك الاطلاع على ملفك الصحي من الجهات التي تعاملت معها؛ فسوف تتيقن بعون الله تعالى أن المشكلة لا تقتصر على عملية ختان عادية.
بالنسبة لقصر الذكر فيجب ألا نهتم كثيرا بطول العضو الذكري, فطول العضو لا يؤثر على الاستمتاع الجنسي, سواء للرجل أو الأنثى؛ لأن المهبل في الأنثى يتراوح طوله عند النساء اللواتي لم يلدن بين 6 و 8 سم، ويزداد قليلا بعد الولادة, المهم هو الانتصاب وليس الحجم.
توكل على الله وتزوج, ولا داعي لإخبار الخطيبة بشيء؛ لأن الأمور سوف تكون طبيعية إن شاء الله تعالى.
ادعُ لوالدك بالصحة والعافية إذا كان حيا, أو بالمغفرة والرحمة إذا استرد الله أمانته؛ لأنه لا يوجد أب طبيعي يتعمد أن يتسبب لابن من أبنائه في المعاناة.
والله الموفق.