السؤال
السلام عليكم.
أعاني يوميًا منذ عام ونصف من تقلصات بالجهة اليسرى من البطن وانتفاخات, وخروج غازات بشكل كبير - خاصة بعد تناول أي وجبة بعد وجبة الإفطار - وإسهال مستمر, أو براز لين, ووجود باقي الأكل في البراز أحيانًا, والشعور بمغص شديد أحيانًا, ورغبة في القيء دون أن يخرج القيء.
وقد بدأت هذه الحالة بعد أن كنت أعاني من حساسية في الصدر, ذهبت للطبيب, وأعطاني أدوية للحساسية, منها: اديولير وموسيدين وثيو اس ار, بالإضافة للبخاخات, وبعد استمراري على الدواء مدة 6 أشهر ظهرت تلك الأعراض.
ذهبت إلى الطبيب وأجريت تحاليل براز فوجدت عندي أنتميبا هيستوليتكا cyst وأخذت الدواء لها, لكن الأعراض قلَّت, ولم تنتهِ في تلك الفترة, ولم أحس براحة حقيقية إلا بعد تناولي علاج انتتركس, ولكنه – للأسف – لا يوجد في السوق لا هو ولا بدائله.
ذهبت بعدها إلى طبيب آخر وبعد أن شاهد تحليل البراز قال: عندك سوء هضم؛ لوجود بعض بقايا الطعام في البراز, وصعوبة في هضم الدهون, فأخذت العلاج وخفَّت الأعراض, ولكنها لم تزل.
وأجريت موجات صوتية على البطن, فكانت النتيجة طبيعية, غير أنه يوجد غازات بالقولون, فأخذت أدوية من أدوية القولون العصبي لتحسين حركة القولون, مثل: كولوسباومين, وكولونا, وسبازمو دايجستين, ولكن – للأسف - لم يتحسن الوضع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فالقولون هو العضو ما قبل الأخير في الجهاز الهضمي, ويحتوي على مستقبلات عصبية في جداره, وهذه المستقبلات تتفاعل مع الوجبات الدسمة, والتوابل الحارة, والحالة النفسية والمزاجية المضطربة, بنشاط زائد؛ مما يؤدي إلى تقلص عضلة القولون, والشعور بالمغص والانتفاخ.
والقولون مسؤول عن ضبط الماء في الدورة الدموية؛ لذلك يحدث الإمساك في حالة نقص السوائل, والخضروات, والألياف في الطعام؛ لأن القولون يمتص كل الماء من بقايا الطعام, ويصبح البراز يابسًا.
وتختلف حالة القولون من شخص إلى آخر باختلاف نشاط هذه المستقبلات العصبية, ويزيد من حالة المغص والانتفاخ وجود أكياس الأميبا, والجارديا, والديدان, وكذلك بعض أنواع الأطعمة تزيد فيها حالة القولون, مثل: البقوليات, وعلى رأسها الفاصوليا, واللوبيا الجافتين المطبوختين.
ووجبة الإفطار مهمة جدًّا في حياة الإنسان, ولكن تجنب المقليات, والفلفل الحار, والزيوت الكثيرة, والبدائل كثيرة في هذا المجال.
والحل لكل هذه المشاكل بعلاج أكياس الأميبا, وأخذ أقراص FURAZOL ثلاث مرات يوميًا لمدة 10 أيام, وإعادة تحليل البراز مرة أخرى؛ لمعرفة هل تم التخلص من الأكياس أم لا, مع أخذ باقي أقراص القولون, مثل: سبازموكانيولاز قرصين ثلاث مرات يوميًا حسب الضرورة.
والمهم أكل وجباب خفيفة ومتكررة بدون شبع أو جوع, وترك الأطعمة التي تؤدي إلى الانتفاخ, وترك المقليات في العشاء, والاكتفاء بالفاكهة, والزبادي, وممارسة الرياضة لتحسين الحالة المزاجية, وإنقاص الوزن.
وحساسية الصدر مرض يحتاج متابعة بصفة منتظمة, وترك التدخين - إذا كنت مدخنًا - لأن التدخين له أثر بالغ في الربو, وفي القولون, وفي كل الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان.
وعلاج الربو أو حساسية الصدر في صورة بخاخ بنوعية موسع الشعب, أو الكورتيزون, أو البخاخ الذي يحتوي على النوعين معًا هو الأنسب لعلاج الربو, مع الوقاية من الغبار, والأتربة, وبعض الأطعمة التي تؤدي إلى ضيق النفس - وهي معلومة -.
وفقك الله لما فيه الخير.
لم -: (أن يكون مثواه بجواره).
يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج ، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة ، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا ، فائت نصيبك من الآخرة ، وأنت من الدنيا على خطر).
وروى الترمذي بسنده عن النبي - 
