السؤال
السلام عليكم
أنا أعاني من ألم شديد في كعب القدم, -وخاصة عندما أنهض من النوم- وألم في وسط الظهر (المنطقة القطنية) مصاحب لها, لكن الألم الأكثر هو أسفل الكعب, ولا أعرف ما هو علاجي, علما أني عندما أتحرك يختفي الألم, ويرجع مباشرة عند الجلوس والنوم, وبنفس الوقت زاد وزني بشكل مفاجئ من 70 إلى 115, وقد راجعت أطباء كثر دون جدوى, مع العلم أني أمارس التمارين الرياضية, وأتحرك, لكن هذا الألم دمرني.
أرجو إعطائي العلاج المناسب, والرجيم المناسب, والتمارين المناسبة لحالتي.
مع جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لم تذكري منذ متى تعانين من هذه الآلام, وإن كنت تعانين من أمراض مثل الصدفية في الجلد, ومن ناحية أخرى فإنه من المهم معرفة طبيعة الآلام التي تعانين منها في الظهر, وذلك لأنه يمكن ربط آلام الظهر بآلام الكعب, وخاصة إن كانت آلام الظهر أيضا تظهر بوقت الراحة, وفي الليل, والصباح, وتتحسن مع الحركة.
فهذه الآلام نسميها الآلام الناجمة عن التهاب, ففي الكعب السبب في الآلام هو ما يسمى التهاب الرباط الأخمصي, وآلام الظهر إن كانت أثناء اليوم, ومع الوقوف الطويل, فقد تكون بسبب السمنة, وخاصة أن وزنك زاد من 70 إلى 115, ومن الصعب تخيل أن هذا الزيادة في الوزن جاءت بشكل مفاجئ, فهناك زيادة 45 كيلو غرام, وزيادة الوزن لا تأتي بدون زيادة في كمية السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم, مترافقة مع قلة الحركة, وقلة في صرف الطاقة, فلابد أن هذه الزيادة كانت عبر أشهر عديدة أو سنوات.
أما إن كانت آلام الظهر أثناء الليل, وفي الصباح, فهي تكون بسبب التهاب في مفاصل العمود الفقري, وقد تترافق مع آلام في أماكن أخرى مثل الكعب, ولذا فإنه من المهم مراجعة طبيب بأمراض الروماتيزم لإجراء صور -خاصة للظهر- وإجراء تحاليل خاصة.
والرباط الأخمصي يربط كعب القدم بقاعدتها, ويتحمل ضغطا يساوي ضعفي وزن الجسم، والتهاب هذا الرباط من أهم أسباب آلام الكعب الذي قد يتحول مع استمرار المشكلة من غير علاج إلى تكون نتوءات عظمية في الكعب, والتي تسمى شوكة الرجل, أو مسمار الرجل، ويجب أن نتعرف على أسباب الرباط حتى نتجنبها، ومن أهم أسباب التهاب هذا الرباط:
- الوقوف لفترات طويلة, وكثرة الأنشطة التي تتطلب الحركة الدائمة والمشي.
- الوزن الزائد والبدانة, فهي من العوامل التي تساهم في آلام الكعب الحادة، وتظهر أكثر عند الإنسان في منتصف العمر, أو عند البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن.
-- الوزن الزائد المفاجئ مثل الحمل.
- الزيادة المفاجئة في المشي, أو القيام بممارسة أنشطة رياضية، قد تكون من العوامل المساهمة في التهاب الكعب.
- الاضطرابات البيوميكانيكية (المشي غير الطبيعي).
-- الأنواع المختلفة من اضطرابات المفاصل مثل التهاب العمود الفقري المقسط والتهاب المفاصل الصدفي.
- قصر أو قلة مرونة عضلات الساق الخلفية.
- زيادة تسطح - تفلطح – القدم, أو ضعف الهيكل المثبت لقوس القدم الطبيعي.
- استعمال الأحذية غير المريحة, وعالية الكعب, التي لا تحتوي على دعامة لقوس القدم, أو وسادة للكعب، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن 85% من آلام القدم سببها الاستخدام السيء للأحذية, أو الأحذية غير المريحة، أي أن يكون الحذاء قاسيا وواسعا عند الكعب عند الناس الذين يتطلب عملهم الوقوف أو المشي الطويل.
وأكثر ما يشتكي منه المريض هو آلام في منطقة الكعب, مع الخطوات الأولى في الصباح التي قد تتحسن خلال اليوم لكنها تعود من جديد، وتكون أكثر لدى النساء، وقد تستمر المشكلة إلى ستة أشهر مع العلاج، وقد تتحول إلى حالة مزمنة يصعب علاجها.
أما العلاج فإنه يكون بما يلي:
1- التقليل من الوقوف الطويل إلى حدٍّ كبير.
2- تخفيف الوزن فهو من العوامل الرئيسية في حل المشكلة على المدى البعيد, والتقليل من فرصة تكرارها.
3- إراحة القدم من المشي الطويل والوقوف الطويل؛ حتى يخف الضغط على الكعب، وتقليل الحركة والأنشطة حتى يختفي الالتهاب.
4- انتعال الحذاء المناسب, واستخدام الأحذية المريحة, والمزودة بدعامة لقوس القدم, ووسادة للكعب لتخفيف الضغط, والأنسب استخدام الأحذية الطبية الملائمة؛ فإن لذلك دورا كبيرا في تخفيف ألم باطن القدم، لذا يجب أن يتم اختيار الحذاء بكل عناية.
5- عدم المشي حافيةً في البيت، وإنما لبس المشاية من الإسفنج، ووضع وسادات أسفنجية كبطانة للحذاء، والتلبيسات الطبية اللينة داخل الأحذية heel cup مثل القطع المطاطية في الحذاء (كعب مطاط) shock-absorbing soles والتي تدعى أحياناً: Viscoheel ؛ ويوجد منها جاهز بالصيدليات لهذا الخصوص، وتسمى مخدة الكعب rubber heel pad. فإنّ ذلك يساعد على امتصاص الصدمات عند المشي, ويحمي المنطقة الملتهبة من الضغوط الشديدة.
6- التدليك بالماء: ويكون ذلك بغمس القدمين ليلاً بالتناوب بين الماء البارد والماء الساخن لعدة مرات، أي تُغمس القدم في الماء البارد لمدة خمس دقائق, ثم يعقبها الماء الساخن لمدة خمس دقائق أخرى, مع تكرار هذه الخطوات عدة مرات, وهذه الطريقة تُعطي تأثير المساج للقدم بتفتيح الأوعية الدموية وغلقها، وهناك طريقة أخرى للمساج أو التدليك: بدهان لوسيون مرطب على القدم قبل الذهاب للنوم كل ليلة.
7- عمل مساج (تدليك) باستعمال الإبهامين بحركة شبه دائرية على باطن القدم ابتداء من مقدمة القدم إلى الكعب قبل النهوض من السرير.
8- في الحالة الحادة يمكن وضع قطع ثلج تحت الكعب, أو استعمال كمادات الثلج بعد نزع الحذاء, ووضع القدم عليها لمدة عشر دقائق مرتين أو ثلاثة في اليوم، ويمكن استخدام الثلج بداخل منشفة لتخفيف الالتهاب لمدة تتراوح بين 5 – 15 دقيقة على منطقة الكعب.
9- قد يلزم استخدام الأدوية المضادة لالتهابات العظام والمفاصل, مثل الفولتارين, أو بروكسين, أو موبيك لعدة أسابيع.
10- جلسات العلاج الطبيعي التي تساعد على تقليل شدة الالتهاب.
11- التمارين الطبيعية لأسفل القدم plantar fasciitis exercises، وعمل تمرينات إطالة Stretching لعضلات الساق وأوتار القدم.
12- بعد المرحلة الأولى من العلاج سيكون الألم أخف في باطن القدم نتيجة تحسن الالتهابات، وعندئذ يمكن البدء ببعض التمارين، يمكن القيام بهذه التمارين ثلاث مرات باليوم، ومن المستحسن الاستمرار عليها كبرنامج يومي حتى بعد التحسن لتمنع حدوثها مرة أخرى وهي كالتالي:
- قفي أمام الحائط مع وضع القدم المصابة في الخلف، ثم وجّهي أصابع القدم مباشرة باتجاه الحائط، وأبقي كعب القدم ملامسا للأرض، وأبقي الكاحل - رسغ القدم - في المنتصف والركبة ممدودة.
- ميلي بجسمك للأمام باتجاه الحائط, وستشعرين بشد في أعلى عضلات الساق الخلفية.
- استمري في وضع الشد لمدة عشرين ثانية، وكرري ذلك ثلاث مرات، وقومي بالتمرين ثلاث مرات يوميا.
في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج فإنه يتم إعطاء حقنة كورتيزون موضعي.
وأما عن زيادة الوزن فإن هناك حاجة ماسة لعمل شيء لتنزيل الوزن, ويجب أن يكون العمل على تقليل الطعام التدريجي مع المشي, وقد يلزم إجراء عملية ربط للمعدة, إذا كان هناك صعوبة في تنزيل الوزن ولم ينزل الوزن بمحاولات عديدة.
والله الموفق.