السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا أود أن أشكركم على هذا الموقع المفيد والممتاز, عندي مشكلة, دائما في الصباح أحس بوجع فظيع في أسفل الكعبين عند الاستيقاظ من النوم, عملت أشعة على الكعبين, ولا يوجد فيهما شيء, وعملت تحليل دم والحمد لله أنه جيد.
طولي 180سم, ووزني 104 كجم, أعاني من تشققات شديدة في الكعبين, ممكن أن يصل إلى خروج الدم من هذه الشقوق, مع ألم شديد, فهل يوجد علاج سريع لهذه المشكلة؟ لأني أحس وكأني معاق لا أقدر علي المشي.
وأشكركم شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن سبب الألم الذي تعاني منه في الكعبين عند الصباح هو ما يسمى التهاب الرباط الأخمصي (Plantar fascia), وهو الرباط الذي يربط كعب القدم بقاعدتها, وهناك أسباب عديدة لالتهاب هذا الرباط, ونذكرها للتعرف عليها, فقد يكون عندك أحد هذه الأسباب:
- الوقوف لفترات طويلة, وكثرة الأنشطة التي تتطلب الحركة الدائمة والمشي.
- الوزن الزائد والبدانة فهي من العوامل التي تساهم في آلام الكعب الحادة، وتظهر أكثر عند الإنسان في منتصف العمر, أو عند البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن.
- الزيادة المفاجئة في المشي, أو القيام بممارسة أنشطة رياضية، قد تكون من العوامل المساهمة في التهاب الكعب.
- الاضطرابات البيوميكانيكية (المشي غير الطبيعي).
- التهابات مفاصل القدمين مثل: الروماتويد.
- تحمل حمل ثقيل.
- قصر أو قلة مرونة عضلات الساق الخلفية.
- زيادة تسطح - تفلطح - القدم, أو ضعف الهيكل المثبت لقوس القدم الطبيعي.
- استعمال الأحذية غير المريحة وعالية الكعب التي لا تحتوي على دعامة لقوس القدم أو وسادة للكعب, وقد وجد في إحدى الدراسات أن هذا من أكثر الأسباب شيوعا, أي أن يكون الحذاء قاسيا وواسعا عند الكعب عند الناس الذين يتطلب عملهم الوقوف أو المشي الطويل.
والأعراض تكون بشكل آلام في منطقة الكعب، مع الخطوات الأولى في الصباح التي قد تتحسن خلال اليوم لكنها تعود من جديد، وتكون أكثر لدى النساء، وقد تستمر المشكلة إلى ستة أشهر مع العلاج، وقد تتحول إلى حالة مزمنة يصعب علاجها.
وعلاج مثل هذه الحالة يكون بـ:
1- التقليل من الوقوف الطويل إلى حدٍّ كبير.
2- تخفيف الوزن؛ فهو من العوامل الرئيسية في حل المشكلة على المدى البعيد, والتقليل من فرصة تكرارها.
3- إراحة القدم من المشي الطويل والوقوف الطويل؛ حتى يخف الضغط عن الكعب، وتقليل الحركة والأنشطة حتى يختفي الالتهاب.
4- اختيار الحذاء المناسب, واستخدام الأحذية المريحة والمزودة بدعامة لقوس القدم ووسادة للكعب لتخفيف الضغط, والأنسب استخدام الأحذية الطبية الملائمة؛ فإن لذلك دور كبير في تخفيف ألم باطن القدم, لذا يجب أن يتم اختيار الحذاء بكل عناية.
5- عدم المشي حافيا في البيت، وإنما لبس المشاية من الإسفنج، ووضع وسادات أسفنجية كبطانة للحذاء، والتلبيسات الطبية اللينة داخل الأحذية heel cup ، مثل القطع المطاطية في الحذاء (كعب مطاط) shock-absorbing soles ، والتي تدعى أحيانا: Viscoheel ؛ ويوجد منها جاهز بالصيدليات لهذا الخصوص، وهي تساعد على امتصاص الصدمات عند المشي, وتحمي المنطقة الملتهبة من الضغوط الشديدة.
6- التدليك بالماء: ويكون بغمس القدمين في الماء البارد لمدة خمس دقائق, ثم يعقبها الماء الساخن لمدة خمس دقائق أخرى, مع تكرار هذه الخطوات عدة مرات, وهذه الطريقة تُعطي تأثير المساج للقدم بتفتيح الأوعية الدموية وغلقها، وهناك طريقة أخرى للمساج أو التدليك: بدهان لوسيون مرطب على القدم قبل الذهاب للنوم كل ليلة.
7- في الحالة الحادة يمكن وضع قطع ثلج تحت الكعب, أو استعمال كمادات الثلج بعد نزع الحذاء ووضع القدم عليها لمدة عشر دقائق مرتين أو ثلاثة في اليوم، ويمكن استخدام الثلج داخل منشفة لتخفيف الالتهاب، لمدة تتراوح بين 5 – 15 دقيقة على منطقة الكعب.
- جلسات العلاج الطبيعي التي تساعد على تقليل شدة الالتهاب.
9- التمارين الطبيعية لأسفل القدم plantar fasciitis exercises، وعمل تمرينات إطالة Stretching لعضلات الساق وأوتار القدم.
10- بعد المرحلة الأولى من العلاج سيكون الألم أخف في باطن القدم نتيجة تحسن الالتهابات، وعندئذٍ يمكن البدء ببعض التمارين، يمكن القيام بهذه التمارين ثلاث
مرات باليوم، ومن المستحسن الاستمرار عليها كبرنامج يومي حتى بعد التحسن لتمنع حدوثها مرة أخرى وهي كالتالي:
- قف أمام الحائط مع ضع القدم المصابة في الخلف، ثم وجّه أصابع القدم مباشرة باتجاه الحائط، وأبق كعب القدم ملامسا للأرض، وأبق الكاحل - رسغ القدم - في المنتصف والركبة ممدودة, مل بجسمك للأمام باتجاه الحائط وستشعر بشد في أعلى عضلات الساق الخلفية, استمر في وضع الشد لمدة عشرين ثانية، وكرر ذلك ثلاث مرات، وقم بالتمرين ثلاث مرات يوميا.
ويمكن استخدام الأدوية المسكنة والمخففة للالتهاب ومنها: (الفولتارين 100 ملجم حبة واحدة يوميا بعد الطعام، وموبيك 15 ملجم، وتلكوتيل 20 ملجم) لعدة أسابيع حتى يختفي الألم.
وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج فإنه يتم إعطاء حقنة كورتيزون موضعي.
والله الموفق.