السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنني أخوكم في الله متزوج منذ 4 سنوات، وقد رزقني الله بطفلة بعد سنة، ولكن توفيت في الخدج كونها أتت في الشهر الثامن، ولم تكمل الرئة لها، وبعدها -الحمد لله- في السنة الثانية من زواجي رزقني الله بطفلة ثانية، وهي الأن عمرها سنتان ونصف والحمد لله.
لكن قبل سنة أردنا أنا وزوجتي تحديد جدول للولادة بذكر، ولكن تأخر الحمل لأكثر من سنة، وبعد مراجعتنا للأطباء وإجراء الفحوصات لمعرفة سبب التأخر في الحمل فظهر أنه لدي دوالي الخصية، ودرجتها بين الأولى والثانية.
الطبيب قال لي يجب عليك إجراء عملية! ولكنني كوني قد عملت عملية ناصور عصعصي قبل شهرين، وصعوبة إجراء عملية أخرى لصعوبة أخذ إجازة في عملي فإنني سألت عن حل فقالوا لي إنه يوجد طريقة وهي أخذ الحوامل الحية من النطف وحقنها في داخل الرحم، طبعاً بعد تهيئة الرحم لذلك.
أرجو منكم إفادتي، هل هذه العملية (عملية الحقن) عملية ناجحة ومناسبة نجاحها؟ وهل تؤدي إلى تشوهات واحتمالية التشوهات؟
أنا شاكر لكم تعبكم في خدمة البشر، والله موفقكم لخدمة هذه الأمة .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكر لك كلماتك الطيبة, وندعو الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائماً, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية دائماً.
أتفهم ظروفكم- أيها الأخ الفاضل- ولكن لي ملاحظة, وهي أن الخصوبة عندك وعند زوجتك تبدو جيدة، والحمد لله, ففي خلال أربع سنوات حصل الحمل مرتين, وهذا أمر جيد ومطمئن إن شاء الله.
رغم مضي سنة كاملة على محاولة الحمل, إلا أنه يجب الانتباه إلى أن اتباع جدول لإنجاب ذكر -كما جاء في رسالتك- قد يكون هو السبب في تأخر حدوث الحمل عند زوجتك, وذلك لأن اتباع مثل هذا الجدول يؤدي إلى استبعاد أيام مخصبة في الدورة الشهرية، لا يتم فيها الجماع, بل يتم حصر الجماع في أيام محددة فقط, وهذا سيؤدي حتما إلى تقليل فرصة حدوث الحمل, أي أن نسبة حدوث الحمل في كل شهر ستنخفض عن النسبة الطبيعية المتوقعة، والتي هي بحدود 15%-20% , وبنفس الوقت فإن اتباع مثل هذه الطريقة لا يضمن إنجاب ذكر .
لذلك يجب أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار عند تقييم الحالة عندكما, فقد لا تكون الدوالي في الخصية وحدها هي المسؤولة عن تأخير الحمل .
سأجيبك على أسئلتك بشأن عملية الحقن داخل الرحم .
إن عملية الحقن داخل الرحم هي عملية ليست جديدة , بل هي قديمة جداً, وقد تم اتباعها كطريقة للمساعدة على الحمل من قبل 200 عاماً تقريباً, وهي تجرى بطريقتين:
1-إما حقن السائل المنوي في أعلى المهبل وقرب عنق الرحم, ولا ينصح بها حالياً, لأنها لا ترفع من نسبة حدوث الحمل.
2-أو حقن السائل المنوي, بعد غسله وتحضيره, في داخل جوف الرحم, وهذه هي المفضلة, وهي الطريقة التي يجب اتباعها دائماً.
إن نسبة نجاح الحقن داخل الرحم تعتمد بشكل أساسي على خصوبة السائل المنوي, فإن كان تحليل السائل المنوي ضمن الحدود الطبيعية, فإن نسبة النجاح تبلغ تقريباً 30% في كل محاولة, وهي نسبة تعتبر جيدة, ففي الحالة الطبيعية تبلغ نسبة الحمل في كل شهر من 15%-20% فقط.
كما سبق وذكرت، إن كان تحليل السائل أقل من المعدل الطبيعي, سواءً في العدد أو في الحركة, فإن النسبة السابقة تصبح أقل بالطبع, ولذلك نقول بأن نسبة النجاح بشكل عام تتبع خصوبة السائل المنوي, وهي في أفضل الحالات 30%.
لم يثبت لغاية الآن بأن الحقن داخل الرحم يزيد من نسبة التشوهات الخلقية في الجنين, لذلك لا داعي للقلق من هذه الناحية بإذن الله تعالى.
نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.