السؤال
أنا متزوجة من ثلاث سنوات، وعمري ثلاثون عاما، ولم يحصل حمل نهائيا، ولقد أجريت عملية منظار بطني، وتبين وجود ثلاثة أكياس دم على المبيض "بطانة الرحم المهاجرة"، وتم شفط الدم من الأكياس، والقنوات مفتوحة، والرحم حجمه وشكله طبيعيان، ولكن مائل للخلف.
وبعد ثلاثة أشهر من المنظار، عاد كيس على المبيض، وأخبرني الطبيب بإجراء عملية طفل الأنابيب مع وجود الكيس، حيث سيقوم الطبيب بسحب الدم من الكيس أثناء عملية سحب البويضات.
أود الاستفسار عن إمكانية إجراء طفل الأنابيب مع وجود الكيس؟ ولماذا لم يحصل حمل بالرغم من أن المبيض اليمين والقناة اليمين سليمتان؟
الإجابــة
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أسال الله عز وجل أن يجعل صبرك في ميزان حسناتك, وأن يمن عليك بالشفاء العاجل - إن شاء الله -.
وبالنسبة لسؤالك عن سبب عدم حدوث الحمل, بالرغم أن المبيضين والرحم والأنابيب تبدو طبيعية؟
فإنني أريد أن أوضح لك بأن هذا أمر يكثر حدوثه في حال مرض ( داء البطانة المهاجرة)، و( الأكياس الشيكولاتية) في المبيض, والسبب هو أن هذا المرض يسبب تأخيرا، أو منعا للحمل بعدة آليات, وليس فقط عن طريق حدوث الالتصاقات، أو سد الأنابيب.
ومن هذه الآليات التي تم اكتشافها حديثا: هي أن بقع المرض في الحوض, وأكياس الدم على المبيض, تقوم بإفراز مواد يمكن اعتبارها مواد سامة للبويضة وللحيوانات المنوية, لأنها قد تقوم بقتل البويضة بعد خروجها من المبيض, أو بقتل الحيوانات المنوية بعد وصولها للأنابيب, فلا يحدث الحمل, رغم أن الإباضة تحدث والأنابيب مفتوحة، والرحم طبيعي.
وكذلك تبين بأن هذا المرض يؤدي إلى زيادة في نوع من الخلايا المناعية التي تحاول الدفاع عن الجسم ضد هذا المرض، وتسمى ب: ( الخلايا البالعة )، فتقوم هذه الخلايا بابتلاع البويضة أو النطاف.
وهنالك آليات أخرى يقال بها حديثا, ويعتقد بأنها سبب في تأخير حدوث الحمل في هذا المرض, ولكن لا مجال لذكرها الآن.
وبالطبع هذا لا يعني بأن هذه الآليات تحدث عند كل المصابات بالمرض, ولكن إن تأخر حدوث الحمل عند السيدة, رغم أن كل شيء طبيعي لديها, فيجب هنا التفكير بالآليات السابقة كأسباب محتملة.
ولذلك فإنني أنصحك باللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب وبدون تأخير, وذلك لأنه في هذه العملية سيتم تجاوز تلك العقبات السابقة, حيث يتم سحب البويضة أو البويضات قبل انطلاقها, ثم عمل تلقيح لها في المختبر, وإرجاعها إلى جوف الرحم, بعد أن تكون قد بدأت بالانقسام بشكل طبيعي لتشكل أجنة - بإذن الله تعالى -.
وأشجعك على البدء بعملية أطفال الأنابيب بأسرع ما يمكن, لأن نسبة نجاح هذه العملية لها علاقة وثيقة بعمر السيدة, فكلما كانت السيدة بعمر أصغر, كلما كانت نسبة نجاح المحاولة أكبر - بإذن الله تعالى -.
وبالطبع يجب التحلي بالصبر, فقد لا تنجح المحاولة من أول مرة - لا قدر الله -, ويجب تكرارها.
إن عملية أطفال الأنابيب، وتنشيط المبايض، لن تؤثر سلبا على الكيس الدموي الموجود عندك على المبيض, وذلك لأن هذا الكيس لا يحوي على بويضة, ولا يستجيب على المنشطات, بل هو كيس يحتوي على دم قديم وخلايا ميتة, ويمكن شفطه في نفس وقت سحب البويضات, وبدون ضرر على المبيض - بإذن الله تعالى -.
نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.