السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا حامل في التاسع، وذهبت لطبيبة غير التي كنت أتابع معها من أول الحمل، وقالت: إني حامل بولد، وأرتني العضو والخصية، ولكن دكتورتي السابقة إلى الشهر السابع تقول: بنت! وآخر مرة كنت عندها آخر السابع فقالت: بنت، ما في عضو.
أيهما أصدق؟ وكيف أن الثانية تقول: فيه أعضاء الذكر؟! هل تفرق من نهاية السابع إلى أول التاسع؟
وشكراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مليكة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أتفهم حيرتك يا عزيزتي, ولك كل العذر في ذلك.
إن الدقة في تحديد جنس الجنين تتبع عدة عوامل، منها: عمر الحمل, وضعية الجنين, نوع الجهاز المستخدم, والأهم خبرة الطبيب أو الطبيبة في التصوير التلفزيوني.
من القواعد الهامة والأساسية في الممارسة هي: أن لا يتم إخبار الأهل بجنس الجنين إلا بعد أن يكون الطبيب أو الطبيبة واثقاً من التشخيص, وإلا فإن الأفضل الامتناع عن ذلك, أو تأجيله إلى أن يتضح التشخيص تماماً.
كما يجب أن يقوم الطبيب أو الطبيبة بعمل تصويرين في مناسبتين مختلفتين، للتأكد من تشخيصه, وذلك قبل إعطاء أي معلومات للأهل.
يجب أن يتم الاعتماد في تحديد جنس الجنين بناءً على أسس معروفة علمياً, وليس بناءً على انطباع الطبيب أو الطبيبة, وهذه الأسس تعتمد على رؤية الأعضاء التناسلية الذكرية أو الأنثوية بالتصوير، وبكل وضوح, بما لا يدع مجالاً للشك.
هنالك خطوات أو علامات, لتسهيل وضع التشخيص الصحيح، سأذكرها لبناتي وأخواتي السائلات كنوع من التثقيف والمعرفة:
مثلاً قبل القول بأن الجنين هو ذكر, يجب أن تتم رؤية الأعضاء التناسلية الخارجية الذكرية عنده بوضوح تام، (القضيب والخصيتان), وهنا نقول: إنه يجب رؤية علامة نسميها ب( علامة السلحفاة) على شاشة جهاز التصوير, ويقصد بذلك أن منظر الأعضاء التناسلية الذكرية سيظهر بشكل يشبه شكل السلحفاة إلى حد كبير, حيث تشكل الخصيتان جسم السلحفاة، ويشكل القضيب رأسها.
إن تمت رؤية هذه الصورة بوضوح تام, فإن الجنين يكون ذكراً -بإذن الله-.
بالنسبة للأنثى, فإن التشخيص يجب أن يتم بناءً على رؤية الأعضاء الجنسية الأنثوية الخارجية أيضاً، وبكل وضوح, وهي تظهر بالتصوير بشكل خاص ومميز بعلامة نسميها ب(علامة الهمبرغر), حيث تبدو الأعضاء التناسلية كشطيرة الهمبرغر، على شاشة الجهاز, فتكون الأشفار الكبيرة بشكل شريحتي الخبز, والبظر بشكل شريحة اللحم بينهما, فإن تمت رؤية علامة الهمبرغر هذه وبوضوح, فهنا يمكن القول بأن الجنين أنثى, بإذن الله.
بعض الأطباء والطبيبات ممن لا يتمكن من رؤية الأعضاء الذكرية بوضوح يتسرع بالقول أن الجنين هو أنثى, وهنا يعتمد في تشخيصه على النفي فقط, أي ولأنه لم يتمكن من رؤية الأعضاء الذكرية, فقد استنتج بأن الجنين هو أنثى, وهذا غير صحيح, وهو ما قد يوقعه بالخطأ والحرج أمام الأهل, (وأتوقع بأن هذا ما حدث مع الطبيبة الأولى).
لذلك يجب الحذر, فعدم رؤية الأعضاء الذكرية في المنطقة التناسلية, لا يعني دائماً بأن الجنين أنثى, لأن الطبيب قد يفشل في أخذ الصورة في المقطع المناسب, وبدون رؤية الأعضاء الأنثوية بكل وضوح، أي رؤية (علامة الهمبرغر) لا يجب القول بأن الجنين أنثى، والعكس أيضاً صحيح.
أحياناً يتم القول بأن الجنين هو ذكر، لمجرد رؤية أي انتفاخ في المنطقة التناسلية, فيظن الطبيب بأنه شاهد الخصيتين, وهنا قد يكون الانتفاخ هو عبارة عن تضخم في الأشفار الكبيرة, أو يكون عبارة عن جزء من الحبل السري توضع قرب الأشفار, أو غير ذلك, ولذلك وبدون رؤية الأعضاء الذكرية الخارجية, أي بدون رؤية (علامة السلحفاة) بوضوح تام, فإنه لا يجب التسرع والقول بأن الجنين ذكر.
قصدت من خلال ما سبق أن أقول لك: إن احتمالات الخطأ واردة في كلتا الحالتين، إن لم يكن الطبيب أو الطبيبة حذراً ومتمكناً من التصوير, ولا أستطيع أن أقول لك: من هي الطبيبة التي وضعت التشخيص الصحيح, لكن ما يمكنني أن أقوله لك هو: أن تنظري أنت بنفسك إلى الصورة التي معك, والتي تظهر الأعضاء التناسلية, فإن شاهدت علامة السلحفاة التي سبق وشرحتها, وكانت واضحة لك, فإن الجنين هو ذكر, هذا والعلم عند الله عز وجل.
نسأل الله عز وجل أن يتم عليك ثوب الصحة والعافية دائماً.