السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 34 سنة، عندي طفل عمرة 3 سنوات و3 أشهر، ومن وقتها لم يحدث حمل، عملت منظار بطن ورحم، ووجدت أنبوبة مغلقة، ولم تفتح، فهل يمكن الحمل بها طبيعيا؟ لأن زوجي غير موافق علي أي وسيله مساعدة للحمل، والدورة جاءت بعد العملية مرة بعد 18 يوما، ومرة بعد21 يوما، ومرة جاءت منتظمة بعد 27 يوما، والمرة هذه ذهبت للدكتور، وأخبرني أني طبيعية، والتبويض جيد جدا، وطبيعي، ولم يعطني شيء وتحليل زوجي جيد، فماذا أفعل؟
أرجوكم أجيبوني، لأني تعبت من الذهاب للدكتور كثيرا بدون فائدة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نعم -يا عزيزتي-, من الممكن أن يحدث الحمل بوجود أنبوبة واحدة سالكة فقط, لأن طرف الأنبوبة في الحالة الطبيعية يتوضع تحت المبيض، وللخلف قليلا, وعندما تحدث الإباضة، فإن البويضة تقذف مع كمية من السائل, وهذا السائل يتجمع خلف الرحم, فتطفو البويضة على سطح السائل، ويقوم طرف الأنبوبة بالتقاطها, سواءا كانت قد خرجت من المبيض الأيسر أو من الأيمن.
إذن الحمل يمكن أن يحدث، وبشكل طبيعي -إن شاء الله- في حال كان هنالك أنبوبة واحدة سالكة, بشرط أن تكون وظيفتها أيضا جيدة, فلا يكفي أن تكون الأنبوبة سالكة, وإنما يجب أيضا أن تكون وظيفتها سليمة, وللتوضيح أكثر أقول:
في الحالة الطبيعة فإن الأنبوبة تكون مبطنة من الداخل بطبقة من الخلايا على سطحها أهداب, وهذه الأهداب تساعد في التقاط البويضة، ودفعا للداخل لتلتقي بالحيوان المنوي، فيحدث التلقيح.
فإن كانت الأهداب سليمة, فإن الأنبوبة تقوم بوظيفتها بشكل جيد, لكن إن كانت الأهداب قد تضررت لسبب ما، فإن الأنبوبة لا تستطيع إيصال البويضة للداخل, أي لا تستطيع القيام بوظيفتها.
إن تحديد وظيفة الأنابيب هو أمر صعب, فلا يوجد بين أيدينا لغاية الآن, طريقة لمعرفة هل الأهداب في داخل الأنبوبة سليمة أم لا.
ولكن يمكننا في بعض الأحيان الاستنتاج عن طريق معرفة السبب الذي أدى إلى حدوث انسداد في الأنبوبة الأخرى, فمثلا إن كان سبب الانسداد هو حدوث التصاقات بسبب عملية في البطن أو الحوض (قيصرية أو زائدة دودية أو غير ذلك ) فهنا تكون وظيفة الأنبوبة الباقية سليمة بإذن الله, أما إن كان سبب الانسداد حدوث التهابات مثلا, فهنا قد تكون الأهداب في الأنبوبة قد تأذت، وبالتالي فقدت هذه الأنبوبة وظيفتها بالرغم من أنها سالكة.
وأحيانا نقول باحتمال وجود خلل في وظيفة الأنبوبة عندما يحدث تأخر في الحمل عند السيدة, مع أن كل شيء آخر عندها وعند زوجها طبيعي.
إذا -يا عزيزتي- قصدت من كل ما سبق أن أوضح نقطة، وهي أنه لا يكفي أن تكون الأنبوبة الثانية سالكة, بل يجب أن تكون وظيفتها سليمة أيضا, فهل تمت معرفة سبب انسداد الأنبوبة الأولى عندك أم لا؟
وبالنسبة للدورة الشهرية، فإن كانت مرات بطول 18 يوما, ومرات بطول 21 يوما, فهنا يمكن القول بأنها متقاربة, فالدورة الطبيعية يجب ألا تقل عن 21 يوما, والبعض يفضل 24 يوما, وفي هذه الحالة, أي عندما تكون متقاربة, فحتى لو تمت مشاهدة التبويض بالتصوير, فقد لا يحدث الحمل في ذلك الشهر, لأن البطانة الرحمية لا تكون صالحة للتعشيش.
نصيحتي لك هي كالتالي:
- يجب أولا أن يقوم زوجك بعمل تحليل للسائل المنوي, وذلك للتأكد من أنه مازال مخصبا إن شاء الله.
- ثم يمكن البدء بتنشيط الإباضة عن طريق تناول حبوب ( الكلوميد ) ومراقبة الإباضة بالتصوير, والهدف من تناول الكلوميد عندك هو جعل طول الدورة ضمن الطبيعي, وبنفس الوقت الحصول على أكثر من بويضة في نفس الشهر, لأن هذا سيرفع من احتمال حدوث الحمل -إن شاء الله-.
وعند تناول الكلوميد يجب متابعة تطور الإباضة، وتوقيت الجماع في الفترة المخصبة (بين يومي 11 و17 ) ليحدث بتواتر كل 36 ساعة, فهذا يعطي أكبر فرصة لحدوث الحمل.
إن تم استعمال الكلوميد 6 أشهر متتالية, ولم يحدث الحمل, فيجب بعدها التحول إلى الإبر مدة ستة أشهر أخرى, فإن لم يحدث الحمل رغم حدوث الإباضة -لا قدر الله-, فهنا يمكن الاستنتاج بأن وظيفة الأنبوبة ليست جيدة , بالرغم من أنها سالكة, وفي هذه الحالة لا يوجد حل بين أيدينا إلا الوسائل المساعدة على الإنجاب, فهي الحل الأخير, وأفضلها هو أطفال الأنابيب.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.