شبهة (الرعد ملك من الملائكة)
توضيح الشبهة
يقول أصحاب هذه الشبهة: أنه قد جاء فى القرآن الكريم أن الرعد يسبح الله, وجاء فى الأحاديث النبوية أن الرعد ملك من ملائكة الله, ونحن نعلم- أي أصحاب الشبهة - أن الرعد هو الكهرباء الناشئة عن تصادم السحاب فكيف يكون الرعد ملكاً؟
الرد على الشبهة
إن المعترض لا ينكر تسبيح الرعد لله, وذلك لأنه فى التوراة أن الرعد يسبح لله, وكلُّ شىء خلقه يسبحه, وإنما هو ينكر كون الرعد مَلَكاً, فمن أكّد له أن الرعد ملك ؟
و نرد عليه بأنه لم يأتي في القرآن ما يدل على أن الرعد ملك, وما جاء في الأحاديث النبوية أنها تذكر أن للرعد ملكًا, وليس أن الرعد ملك، والفرق واضح.
ففى التوراة عن التسابيح لله: " شعب سوف يُخلق يسبح الرب ", يقصد شعب محمد صلى الله عليه وسلم [مزمور 102: 18]، وفى سفر الزبور: " تسبحه السموات والأرض والبحار وكل ما يدب فيها " [مز 69: 34], وفى سفر الزبور: " سبحوا الرب من السموات، سبحوه فى الأعالى، سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده، سبحيه يا أيتها الشمس والقمر، سبحيه يا جميع كواكب النور، سبحيه يا سماء السموات، ويا أيتها المياه التى فوق السموات, لتسبح اسم الرب, لأنه أمر فخُلقت، وثبتها إلى الدهر والأبد, وضع لها حداً فلن تتعداه.
سبحى الرب من الأرض يا أيتها التنانين وكل اللجج: النار والبرد, الثلج والضباب, الريح العاصفة كلمته، الجبال وكل الآكام، الشجر المثمر وكل الأَرز, الوحوش وكل البهائم، الدبابات والطيور ذوات الأجنحة, ملوك الأرض وكل الشعوب، الرؤساء وكل قضاة الأرض,الأحداث والعذارى، أيضًا الشيوخ مع الفتيان, ليسبحوا اسم الرب, لأنه قد تعالى اسمه وحده, مجده فوق الأرض والسموات " [مزمور 148].
وفى الأناجيل الأربعة: " يسبحون الله بصوت عظيم " [لوقا 19: 37]، " وهم يمجدون الله ويسبحونه " [لو 2: 20]، " وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله وقائلين: المجد لله فى الأعالى ، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة " [لو 2: 13]، وكان عيسى ـ عليه السلام ـ يسبح الله تعالى مع الحواريين. ففى مرقس: " ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون " [مر 14: 26]، وفى متى: " ثم سبّحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون "[ متى 26: 30].
ومن يسبح الله كيف يكون هو الله أو إله مع الله ؟.
وفى القرآن الكريم: {سبح اسم ربك الأعلى }, (الأعلى , 1).
وفى سورة الحجر: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنزلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)}.
وفى الزبور: " سبحوا اسم الرب. سبحوا يا عبيد الرب " إلى أن قال: " كل ما شاء الرب صنع فى السموات وفى الأرض. فى البحار وفى كل اللجج. المصعد السحاب من أقاصى الأرض. الصانع بروقا للمطر. المخرج الريح من خزائنه. " [مز 135].
==========================
المصدر : موقع طريق الإيمان .