شبهة جبل قاف المحيط بالأرض كلها
الشبهة
يقول أصحاب هذه الشبهة: أنه جاء فى القرآن الكريم:{ق. والقرآن المجيد} (ق ,1).
ونقل من كتاب عرائس المجالس: أن معنى (ق) جبل يقال له جبل قاف.
ونقل من كتاب قصص الأنبياء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أعلى قمة فى الأرض هى جبل قاف.
وقال المؤلف: إن الكلمة العبرانية " تاو " ومعناه " الخط " لما سمعها الصحابة لم يعرفوا أن معناها " الخط " , بل توهموا أنها سلسلة جبال عظيمة اسمها قاف. فكيف يعتبر بعض القرآن ما نسميه الأفق ـ وهو خط وهمى ـ جبلاً حقيقياً ؟
الرد على الشبهة
إن كلام مؤلف عرائس المجالس ليس حُجة على صحة القرآن ، وإن الأحاديث الموضوعة ليست حُجة على صحة القرآن.
ولم يجمع المسلمون على معنى (ق) فإن لهم فى المعنى آراء كثيرة, منها أن (ق) حرف من حروف الهجاء مثل الألف والياء والتاء.. إلخ. فاعتراض المؤلف على القرآن ليس فى موضعه.
يقول ابن كثير: " وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا { ق } : جبل محيط بجميع الأرض، يقال له جبل قاف, وكأن هذا -والله أعلم-من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس، لما رأى من جواز الرواية عنهم فيما لا يصدق ولا يكذب.
وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم، يلبسون به على الناس أمر دينهم، كما افترى في هذه الأمة -مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها-أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وما بالعهد من قدم، فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى، وقلة الحفاظ النقاد فيهم، وشربهم الخمور، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه، وتبديل كتب الله وآياته! وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله: "وحدثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج" فيما قد يجوزه العقل، فأما فيما تُحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه، فليس من هذا القبيل.
=====================
المصدر : شبكة ردود الإسلامية لدعوى النصارى.