شبهة أن النبي تعلم القرآن من جبر الرومي

شبهة أن النبي تعلم القرآن من جبر الرومي

الكاتب: الشيخ/ محمد علي الصابوني
شبهة


يقولون هذا القرآن من تعليم ( جبر الرومي) تعلم منه الرسول في مكة..الخ.

والجواب عن ذلك


أن هذه الشبهة قد تولى الله عز وجل الرد عليها بأبلغ حجة،وأنصع بيان فقال عز من قائل: (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين) فهذا الرجل الذين ينسبون إليه تعليم محمد صلي الله عليه وسلم هو رومي أعجمي لا يعرف اللسان العربي فكيف يعلمه القرآن؟

وقد كان (جبر) هذا حدادًا يمتهن الحدادة، وقد أسلم، فكان النبي صلي الله عليه وسلم كثيرًا ما يمر عليه فيجلس عنده، فقال المشركون: والله ما يعلم محمد هذا القرآن إلا جبر الرومي، وكان سيده يضربه ويقول له: أنت تعلم محمدًا، فيقول: لا والله، بل هو يعلمني ويهديني.

ومن الغريب أن هذه التهمة قد لاقت استحسانا عند بعض الأفراد مع أنها في منتهى الغرابة والهزل، إذ كيف يكون الأستاذ عبدًا حدادًا أعجميًا، لا يفقه شيئا من اللغة العربية ثم يعلم الرسول لغة الضاد!! وهل من المعقول أن يكون هذا الرومي الأعجمي مصدرًا لهذا القرآن الذي هو أبلغ نصوص العربية، بل هو معجزة المعجزات ومفخرة العرب واللغة العربية، ولهذا كان رد القرآن مفحمًا وقاطعاً (لسان اللذين يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين).