شبهة ترتيب القرآن ليس توقيفيا لأن عثمان لم يسمع في شأن ترتيب الأنفال وبراءة شيئا

شبهة ترتيب القرآن ليس توقيفيا لأن عثمان لم يسمع في شأن ترتيب الأنفال وبراءة شيئا

الكاتب: الشيخ// محمد عبد العظيم الزرقاني
الشبهة


يقولون: كيف يكون ترتيب القرآن توقيفيا على حين أن رواية ابن عباس تصرح: بأن عثمان لم يسمع في شأن ترتيب الأنفال مع براءة شيئا، إنما هو اجتهاد ونظر منه.

فقد روى الترمذي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال، فقال عثمان رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا أنزل عليه شيء دعا بعض من يكتب فيقول ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتهما في السبع الطوال أهـ.

الإجابة


نقول وبالله تعالى التوفيق: هذه الشبهة لا ترد على القول بأن ترتيب السور اجتهادي.

ولاترد على القول بأن منه اجتهاديا ومنه توقيفيا؛ لأن اجتهاد عثمان كان فيما لم يرد فيه توقيف من الشارع.

أما أصحاب القول بأن ترتيب السور كله توقيفي فقد أجابوا على هذه الشبهة بجوابين:

أولهما: أن حديث ابن عباس هذا غير صحيح؛ لأن الترمذي وهو راويه قال في تخريجه: إنه حسن غريب لا يعرف إلا من طريق يزيد الفارسي عن ابن عباس، ويزيد هذا مجهول الحال فلا يصح الاعتماد على حديثه الذي انفرد به في ترتيب القرآن.

ثانيهما: أنه على فرض صحته يجوز أن جواب عثمان لابن عباس كان قبل أن يعلم بالتوقيف ثم علمه بعد ذلك.
==============